الكولونل روزبري في رومة وما يتعلق بذلك من الحوادث والمعلومات.

ثم إن جريس لم تكن خليقة بأن تصبح وصيفة لسيدة نبيلة مهذبة ولا أن تكون لها صاحبة وقارئة وذلك باعترافها واعتراف أبيها في خطابه بأنها لم تأخذ بحظ كبير من التربية والتهذيب فكل شيء إذن في جانبها ورجال الإسعاف قد ارتحلوا ولن يعودوا وهذه ثيابها قد اشتملت جريس فيما هو عليها اسم مس مريك. وأما ملابس مس روزبري المطرزة بدمها ففي الحجرة الثانية جافة من أثر الأمطار!

إن طريق الفرار من شقوة حياتها الحاضرة قد ظهر الآن لعينيها متفتحاً ممهداً ما أبهج ذاك الأمل. وما أحسن هذه الصدفة. اسم جديد لا ريبة فيه بل دون منال كل ذم وقدح وماضٍ جديد يقرؤه العالم بأسره فيرحب به ويبارك طهارته!!.

هنا تورد وجهها وتلألأت عيناها. لم تكن يوماً أفتن منها في تلك الساعة عندما تفتح في وجهها المستقبل الجديد المشرق البهجة الوضاح الأمل. . . .

وظلت هنيهة تفكر عساها ترى موضعاً آخر ضعيفاً من هذه المجازفة الهائلة ولكن أين الضرر الذي يكون منها، وماذا يقول في ذلك ضميرها؟

أما عن جريس فأي ضر وأي أذى لإمرأة مائتة. لا أذاة ولا ضر. بل أي ضر لأقاربها. لاضر كذلك ولا سوء فإن أقاربها كذلك ماتوا.

أما من جهة اللادي جانيت فلعلها إن أخلصت في خدمة سيدتها الجديدة وعاشت عنها في ظل الطهر والشرف وأبدت لها النشاط والأمانة والحب، فأي ضر يلحق اللادي جانيت من رواء ذلك وأي مساءة؟

فأجابها صوت ضميرها ليس من ضر ولا مساءة، فلعلها ستنزل من اللادي جانيت منزلاً تحمد به اليوم الذي أدخلتها فيه دارها وعند ذلك أخذت خطاب الكولونل روزبري فوضعته مع الأوراق الأخرى في المحفظة.

الفرصة أمامها سانحة، والصدفة في جانبها، وضميرها لا يؤنبها ففكرت هنيهة ثم قالت. إذن سأفعل!.

وتولاها شيءٌ من الإستنكار آذى طبيعتها الحلوة النقية عندما وضعت المحفظة في جيب ثوبها، فهي وإن كانت قد أجمعت عزيمتها على القيام بهذه الخطة لم تزل في حيرةٍ من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015