الأبواب في وجهها، وأي عيش نضير كان في انتظارها. لو لم تقض عليها شظايا القنبلة.
وعند ذلك رفعت مرسى الخطاب بعيداً عنها ونهضت تخطر في الحجرة جازعة قلقة.
وتلاحقت الأفكار في خاطرها وتزاحمت، ففكرت بعد ذلك في المستقبل الذي سيهجم عليها. أية آمال لها ومطامع إذا الحرب وضعت أوزارها؟ وهنا عادت مآس الماضي وآلامه تطال إلى ذاكرتها في ذلك الموقف الخشن الصامت، في أي طريق تذهب أو بلد تقيم أو عمل تعمل، ستكون النتيجة واحدة، الإعجاب بجمالها يؤدي إلى الفضول. والفضول ينتهي بالبحث والبحث يهتك حجاب الماضي، سيقول الناس كلهم نحن آسفون لك ثم يطردونها من رحمتهم نافرين. هي الآن لم تتم بعد الربيع السادس والعشرين. إنها اليوم في غلواء شبيبتها، ممتلئة صحة وقوة ولعل الأقدار تمد في صفحة أجلها فتعيش خمسين عاماً كذلك.
إذ ذاك وقفت مرة ثانية بجانب السرير ونظرت نظرة أخرى إلى وجه المائتة.
يالرحمن. أية حكمة قضت أن تصيب القنبلة المرأة التي كانت تحمل في قلبها آمال الحياة وتترك المرأة التي ليس في قلبها ظل أمل؟
هنا عادي إلى ذاكرتها الكلمات التي قالتها للفتاة لو أن لي في الحياة حظك. لو أن لي سمعتك وآمالك؟ ولكن هذا هو حظها ملقى ضائعاً مبدداً وهذه آمالها قد أصبحت طريحة منثورة. وكاد هذا الخاطر يذهب برشدها وهي في موقفه، وإذ ذاك انحنت بابتسامة اليأس فوق الجثة وألقت إليها هذه الكلمات كأنها تهمس بها إلى أذن واعية واأسفاه. . ليتك تكونين مرسى مريك. وليتني أكون جريس روزبري الآن!. .
وفي ومضة البرق أخذ فكرها يجري إلى ناحية أخرى نعم في ومضة البرق سرت إليها فكرة أخرى كما تسري الكهرباء في الأجسام. قالت في نفسها أنت تستطيعين أن تكوني جريس روزبري إن أقدمت.
نعم أي حائل يمنعها من أن تقدم نفسها إلى اللادي جانيت روي باسم جريس وشخصيتها.
ولكن أين الموضع الضعيف من هذه التجربة الخطيرة لقد قالت جريس نفسها أن السيدة لم ترها في حياتها، وأن ليس لها أقارب في إنجلترة، بل انحدرت من كندا حيث كانت تسكن بورت لوجان. ومرسى تعرف المكان جداً.
إذن فلم يبق عليها إلا أن تقرأ المذكرات والرسائل لتعرف كيف تجيب لو سئلت عن وفاة