قصيدة
مروان كجك
سيأتي زمانٌ فتيٌ نجيبْ ... بعونِ الإلهِ السميعِ المجيبْ
ويخضرُّ عُودِي، والمكرماتُ ... يَلُذْنَ بشعبٍ طَهُورٍ نسيبْ
أقامَ الحضارةَ في كل صقيعٍ ... وأعطى الهدايةَ كلَّ الدروب
فمنْ ضلَّ ضلَّ عَزوفاً جهولاً ... وعاشَ الحياةَ رهينَ الذنوبْ
* * *
سيأتي زمانٌ رؤوفٌ رحيمٌ ... وتنهارُ جدرانُ حقدٍ رهيبْ
وتأتي إلينا الطيورُ الثُّكالى ... يزاوِجْنَ أُنْساً ورَوْضاً مهيبْ
وينثُرْنَ في أرضِنا دندناتٍ ... ويهتِفْنَ: عاشَ النداء الحبيبْ
تباركتَ يا ربَّنا فانتشلْنا ... من الذلِّ واكسِرْ شَبَاةَ الصليبْ
* * *
سيأتي زمانٌ ينيرُ الليالي ... وينهضُ شعبٌ زكيٌّ أريبْ
ويملأُ أفقَ الفضاءِ رعودٌ ... ويهتزُّ حبلُ الدعيِّ الكذوبْ
ويسقطُ عن عرشه كلَّ خِبٍّ ... ويصرخ بالكفر صوت رعيبْ:
أنا الموتُ أقبضُكم لا أبالي ... فقد جاء موعدكم من قريبْ
* * *
سيأتي زمانٌ تُدَكُ قلاعٌ ... بناها الطغاةُ لصنْعِ الكروبْ
ويشقى رجالٌ تمادَوْا خداعاً ... وظنوا الهدايةَ قتلَ الشعوبْ
فأسرف هذا بوأدِ الرجالِ ... وأسرفَ ذاك بكَيْلْ الخطُوبْ
فهاتِ الحديدَ المحمَّى لنمضي ... لهذا وذاك ونكوي الجُنوبْ
* * *
سيأتي زمانٌ تخرُّ الليالي ... على قدميه وتُطوى الرُّبُوب
ويبزغُ فجرٌ بديعُ المحيَّا ... ويَفْتَرُ ثغرٌ وطَرْفٌ هَيوبْ
ويرجع للحيِّ أهلٌ وصحبٌ ... وأشواقُ عمْرٍ وطفلٌ لَعُوبْ
وتبتلعُ الأرضُ كلَّ الأفاعي ... ويَنْبَتُّ حبلُ الخنا والعُيوبْ
* * *
سيأتي بحوْل الإلهِ زمانٌ ... تجوسُ العدالةُ كلَّ القلوبْ
وينكشفُ الستْرُ عن كلِّ وغدٍ ... وتُبْلى السرائرُ في كُلِّ ذِيبْ
ويصحو نيامٌ أطالوا الرقود ... على الرَّضْفِ واستعمرتْهُم كُروبْ
وينهزِمُ الشِّركُ والمشركون ... ويأتي زمانٌ فتيٌّ نجيبْ