زار تونس في الأيام الأخيرة الجامعي الفرنسي المختص في العلوم السياسية
الأستاذ موريس ديفيرجيه، وشارك في الندوة التي انتظمت هناك عن: «التحولات
الديمقراطية في العالم اليوم» . وكان ديفيرجيه المتدخل غير العربي الوحيد الذي
تعرض للحركات الإسلامية في أحد تعقيباته التي استرعت الانتباه. قال: «إن
ظاهرة الحركات التمامية» (Integrisme) المتنامية عندكم (يعني في المجتمعات
الإسلامية) تشبه كثيراً ما عاشته أوروبا خلال الفترة الفاصلة بين الحربين عندما
برزت على السطح الحركات الفاشية والنازية أو الستالينيه. وقد انتهت هذه
الحركات إلى القضاء على الديمقراطية. لهذا أرى أن مسألة الاعتراف بالتنظيمات
الإسلامية الأصولية مرهون بحجمها. فإن كانت محدودة التأثير صغيرة الحجم فلا
خوف من تشريكها. لكن إذا بلغت من النمو ما من شأنه أن يهدد ميزان القوى
السائد، يجب إقصاؤها، حتى لا تستفيد من النظام الديمقراطي الذي تؤمن به.
(مجلة منبر الحوار) .
تعليق: ويبدو أن حكومة تونس قد أخذت بهذه النصيحة الغالية التي يقدمها
«ديفيرجيه» وتعمل بكل أمانة على وضعها موضع التطبيق، وبقدر قيمة الناصح
يكون الحرص على تطبيق نصيحته، ولا أحد أعز ولا أليق من أن توضع نصائحه
على الرأس والعين - عند علماني تونس وتلاميذ بورقيبة من رجل فرنسي المولد
والنشأة والهوى.
* * *
في تونس اكتشفت مصلحة الجمارك شبكة لتهريب الذهب إلى روما وباريس
ويشرف على هذه الشبكة يهود في داخل تونس، ويهود أوربيون وكانوا يجمعون
الذهب في جزيرة جربة، ثم يصدرونه إلى إيطاليا وتتوقع الحكومة أن يكون هناك
عدد أكبر من هذه الشبكة ضالعين في العملية.
الأسبوع العربي 15/4/91