أبو مالك - الأردن
التقيت قبل مدة بمجموعة من الشباب الطيب، الذين نحسبهم يحبون الدعوة،
ويبذلون في سبيلها كل غال ورخيص (ولا نزكي على الله أحداً) ، فأحببت أن أقدم
إليهم كتاباً قيماً يستفيدون منه في حياتهم الدعوية، فسألني أحدهم عن اسم المؤلف
فقلت: فلان بن فلان وبعد أن علم أنه غضب وقال: ألا تعلم من هذا إنه كذا وكذا،
وبدأ يذكر مساوئ ذلك المؤلف، قلت له متسائلاً: أقرأت للمؤلف كتاباً ولاحظت فيه
تلك الأمور؟ قال: لا فأنا لا أقرأ له ولكن سمعت فلاناً يقول ذلك.
عند تلك اللحظة تذكرت ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه-
في قصة الشيطان الذي حاول أن يسرق من مال الصدقة، أنه قال لأبي هريرة
«إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنك لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح» ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أما إنه صدقك وهو كذوب» .
وكان مما يستفاد من ذلك الحديث أمرين:
الأول: أن أبا هريرة -رضي الله عنه-، قد استفاد من الشيطان، وهو
شيطان رجيم مدحور مذموم، فكيف الشخص يترك مؤلفاً لا لسبب، إلا لأن أحدهم
قد ذم المؤلف أمامه! ! فكيف إذا كان هذا المؤلف من الدعاة الصادقين ولكن بعض
الناس لجهل أو لحسد يتكلمون فيه. اللهم هذا ظلم لا نرضاه.
الثاني: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد وقف وقفة الحق فقال قد
صدقك في هذه يا أبا هريرة ولكنه كذوب.