ركن الأسرة
عرض لكتاب كيف تخشعين في الصلاة
تأليف: رقية بنت محمد بن محارب
عرض: سمية عبد العزيز
لقد أنسانا هذا العصر المادي - عصر السرعة والجري المتواصل - الغرض
من الصلاة، فالكثير منا يصلي، والقليل منا يخشع مع الأسف الشديد.
نتساءل: ما معنى الخشوع؟ وما الهدف من الخشوع؟ ... والأهم من هذا كيف يتحقق الخشوع؟
نجد الإجابة عن هذه الأسئلة في هذا الكتاب: «كيف تخشعين في الصلاة» .
الكتاب يقع في حوالي الثمانين صفحة من القطع المتوسط، خمسة موضوعات
رئيسية بعد المقدمة.
وقد خصص الموضوع الأول منه في فضل الخشوع، ثم تلاه الثاني في ذكر
الخشوع قبل الصلاة، ثم الاستعداد للصلاة قبل الصلاة، ثم في أثناء الصلاة وأخيراً: خشوع السلف.
وعند حديث المؤلفة عن أصل الخشوع ذكرت قول ابن رجب: «لينُ القلب، ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره ورقته، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع
الجوارح والأعضاء لأنها تابعة له» .
ثم تقول: «والخشوع يتأتى غالباً للعبد إذا ما بذل أسبابه، كما أن القلب
يقسو ويغفل إذا ما تركت أسباب الخشوع» .
وبعد ذلك يمضي الكتاب ذاكراً أسباب الخشوع، حيث يخص موضوعاً لذكر
ما يجب فعله استعداداً للصلاة قبل الصلاة. ثم يذكر ما يجب على المصلي أثناء
الصلاة.
ففي هذا الموضوع تقول: «أول ما يبدأ به المصلي تكبيرة الإحرام أما كيفية
الخشوع بتكبيرة الإحرام فإن عليك أيتها المصلية أن ترفعي يديك حذو منكبيك أو
حيال أذنيك متوجهة بباطن الكفين إلى القبلة ممدودة الأصابع ضامة لها، تشعرين
وأنت بهذا الحال بالاستسلام التام لرب العباد، واستشعري أنك إذ ترفعينها
تستسلمين لله الذي خلقك وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه
سبحانه، كيف بمن الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه،
يأمرك أن تستسلمي وتقفي بين يديه ذلاً وخضوعاً له، رافعة يديك معلنة التسليم
التام له. متخلية عن كل شيء في يديك أو تملكينه، فالأمر أعظم من أن تتمسكي
بشيء من أمور الدنيا، فهذا وقوف بين يدي من بيده كل شيء كيف يمر عليك
التكبير والمال هكذا بسهولة.
ثم تنطلق كلمة التسبيح والحمد لمن هذا شأنه، فتقولين:» سبحانك اللهم
وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك «.
وأنت في قيامك هذا تقفين موقف الذليل الخاضع، تضعين يدك اليمنى على
اليسرى على صدرك بكل استكانة لمن أوقفك هذا الموقف، وسيوقفك الموقف
الرهيب يوم القيامة، تنظرين إلى موضع سجودك بكل إطراق وتفكر، فما توردين
من ألفاظ مقتدية بنبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كان إذا صلى طأطأ رأسه
ورمى ببصره نحو الأرض.
تخشين أن ينصرف الله عنك وتستحضرين قوله -عليه الصلاة والسلام-:
» فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت «، وقوله:» لا يزال الله مقبلاً على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه انصرف عنه «.
ويمضي الكتاب في ذكر الأسباب الجالبة للخشوع أثناء الصلاة سواء في
القراءة أو في الركوع أو في السجود أو في التشهد، ثم تذكر الأذكار التي تقال بعد
السلام.
هذه نبذة يسيرة علها تكون دافعاً لقراءة هذا الكتاب القيم.