الصفحة الأخيرة
كاتب إسلامي!
عبد القادر حامد
كل من يجعل من الإسلام موضوع كتابته تصفه صحافة العرب اليوم بأنه
(كاتب إسلامي!) سواء تكلم عن الإسلام مدحاً أو قدحاً، أو جاءت كتابته حقاً أو
باطلاً وسواء أنارت كتابته العقول؛ أو أوقعتها في دياجير البلبلة والضلال.
ومن هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة الفضفاضة خالد محمد خالد! وممن
يصفه بذلك صنف طيب من الناس يغتر بكثرة الإنتاج، وكثرة المؤلفات، وطول
المقالات، ويخلبه عجيج الإدعاء، وكثرة تكرار الأسماء.
وخالد محمد خالد بدأت شهرته عن طريق (خالف تعرف!) عندما كتب كتابه
(من هنا نبدأ) فكان تكراراً لأفكار علي عبد الرازق في (الإسلام وأصول الحكم)
لكن مع وقاحة ونزق خلا منها كتاب عبد الرازق ولعلها كانت تناسب ارهاصات
الناصرية وثورة 1952.
ثم تطامن صوته إثر صدور كتابه ذاك ورد أهل العلم عليه وتفنيده، ليظهر
مرة أخرى في فترة الليل الناصري الطويل، وينفرد ككاتب إسلامي لا يزاحمه أحد، (مطوّب) لحساب تلك الفترة العقيم. وبعد زوال تلك الفترة؛ وارتفاع الحظر عن
العقول نسبياً بدأت التساؤلات حول أحقية هذا الرجل بالكتابة الإسلامية بعد أن سبق
ورمى الإسلام بكل نقيصه في كتابه الأول.
فطرحت وراجت فكرة رجوعه عن أفكاره التي بدأ بها شهرته، (هذا يحصل
كثيراً في مصر!) ولا زال يحتل مكانه بين من تدخرهم الصحافة المصرية
للملمات؛ كموسى صبري، وأنيس منصور، وعبد العظيم رمضان، وإبراهيم نافع
وغيرهم ...
إن كتابات خالد محمد خالد إذا جردتها من التلاعب بالألفاظ والهذر الإنشائي
المغلف بعواطف بهلوانية باردة؛ لا قيمة لها من الناحية العلمية، ولا تعلم الشباب
المتعطش للمعرفة غير الندب والصراخ! وهذه هي ميزته الأساسية، فهو مقروء
في الشارع، بعيد كل البعد عن الدوائر العلمية، لا يعرفها ولا تعرفه وهو ككثير
من الكتاب السطحيين يلتقط كلماته وحججه من كتب الأدب والقصص ومن كتب
المواعظ البعيدة عن التحقيق والضبط، ومن المأثور الشعبي المتهافت. أما العلم
الصحيح فبينه وبينه بعد المشرقين.