شؤون الدعوة في قبرص التركية
زار المنتدى وشارك معنا في دورة العلوم الشرعية الداعية الأخ عبد المنان
جولحة الذي يدير مكتب الدعوة الإسلامية في قبرص التركية وبهذه المناسبة حدثناً ...
عن نشاطات المكتب فقال:
إن لمكتب الدعوة الإسلامية في قبرص التركية نشاطاً متواضعاً وبعيداً عن
الدعاية والشكليات، ويعمل جاهداً بأن يكون النشاط موافقاً للكتاب والسنة مقصوداً
به مرضاة الله -عز وجل-.
ومن أهداف المكتب خدمة الإسلام والمسلمين بالوسائل المتنوعة والمتاحة
ومحاربة البدع والخرافات والأفكار والمبادئ الهدامة والضالة، وبث الوعي
الإسلامي في صفوف الناس وخاصة بين الشباب، والعمل على إستئناف الحياة
الإسلامية بالإضافة إلى التعاون والتنسيق وتبادل الآراء والأفكار بين بعض دعاة
الإسلام وبين بعض مراكزه فيما ينفع الإسلام وأهله، ولا بد أن أنبه أن هذا المكتب
يتمتع باستقلالية تامة.
وللمكتب الآن عدة أنشطة تزاول حالياً من أهمها:
- عقد الندوات الإسلامية الأسبوعية في عدد من المدن.
- تنظيم جولات ورحلات جماعية كل أسبوع إلى المدن والقرى بقصد التبليغ
ودعوة الناس إلى دين الله.
- تعليم أطفال المسلمين قراءة كتاب ربهم وسيرة رسولهم -عليه الصلاة
والسلام- وغرس العقيدة في نفوسهم وتلقين التربية والثقافة الإسلامية.
- وفي الوقت الحاضر بالتعاون والتنسيق مع بعض المشايخ فقد عقدت
الدورات في عدة أماكن من المدن والقرى من أجل تحقيق الغاية المشار اليها آنفاً.
- أصدرنا جريدة شهرية إسلامية واسمها (الدعاء) والهدف منها نشر الحقائق
والمبادئ والأفكار الإسلامية ومحاربة العادات والتقاليد الفاسدة والتصدي لأهل
الباطل وتفنيد ضلالاتهم. ومن الأهداف أيضاً تغطية العجز أو النقص في وسائل
الإعلام الإسلامي عندنا ونطبع منها (2000) نسخة شهرياً وتوزع مجاناً في قبرص
وبعض مناطق تركيا.
- وللمكتب دور في صفوف بعض المدارس وطلاب الجامعة وترتيب لقاء
أسبوعي معهم في أحد المساجد ونجتمع فيه حول مائدة كتاب الله تعالي نتدارسه،
ولقاء شهري آخر التعارف والتعاون على البر والتقوى.
- تأمين الكتاب والشريط الاسلامي وتزويد الشباب وغيرهم بذلك، وإلى
جانب هذا في المكتب جناح خاص بالكتب الإسلامية والأشرطة والأفلام باللغات
التركية والإنجليزية والعربية للقراءة والإعارة والمطالعة.
وللبهائية نشاط في قبرص وتعقد سنوياً مؤتمراً يحضره وفود من مصر
وتركيا وألمانيا وإيران وإنكلترا وغيرها من بلدان العالم.
ويوزعون الكتب والنشرات البهائية ويستغلون جهل الناس بالإسلام ويتغلغلون
في صفوفهم، وهذه فكرة عنهم ومناظرة معهم.
البهائيون يشكون حركة هدامة من أهدافها تمزيق وحدة المسلمين، وتفتيت
الصف الإسلامي، واشغال المسلمين بعضهم ببعض، وصرفهم عن الحق المبين
والصراط المستقيم. ولا تنشط الحركات الهدامة إلا في أوساط ضعاف الإيمان
عديمي المعرفة بحقائق الإسلام. ومنذ مدة ليست بقصيرة بدأت هذه الحركة الضالة
والمضلّة حركة البهائيين تصعّد نشاطها في قبرص التركية قتعقد المؤتمرات
والندوات، وتقيم الحفلات، وتنظم اللقاءات وتنشر المقالات عبر الصحف المحلية، وأفراد من أتباع هذه الحركة تنشط وسط الناس وتتصل بهم وتعقد السهرات وتقوم
بالزيارات للبيوت والمشافي وغيرها، والهدف نشر البهائية وتلقين الناس مبادئ
هذه الحركة وتأمين الانضمام إليها ولهم رجال في سلك الدولة وبعض المؤسسات
وبعض المدارس والجامعة.
وقد تصديت لهذه الحركة منذ أعوام، ونبهت المسلمين لخطورة البهائيين وما
زلت إلى الآن أقاوم عبر المنبر في مسجدي ومن خلال الدروس العامة والخاصة،
ومن خلال الجريدة الشهرية التي أصدرها، وقد دعوتهم للمناظرة فامتنعوا في أول
الأمر وفي النهاية قبلوا.
في اليوم الأول استمرت المناظرة حوالي ثلاث ساعات وقد حضر المناظرة
حشد من الناس وقلت لهم في البداية: ما هو الحكم الفصل بيننا حين التنازع، هل
تقبلون الكتاب والسنة حكماً في المنازعة قالوا: نعم. قلت لهم، إلام تدعو البهائية؟ قالوا: إلى دين جديد وكتاب جديد، ورسول جديد. قلت لهم إن محمداً - صلى
الله عليه وسلم - آخر الأنبياء والرسل بدليل قول الله تعالى: [مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا
أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ ولَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وخَاتَمَ النَّبِيِّينَ] فهذه الآية تفيد أن محمداً -عليه
الصلاة والسلام- رسول ونبي وأنه لا نبي بعده ومعنى ذلك لا رسول بعده أيضاً.
ثم إن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى الناس جميعاً بخلاف من
قبله من إخوانه الرسل الكرام فإنهم كانوا يرسلون إلى ملة خاصة وفترة محددة
ومكان معلوم. أما الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - فقد بعثه الله إلى بني آدم
قاطبة بدليل قوله تعالى: [قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ جَمِيعاً] . ثم
قلت لهم: إن الله تعالى قد أكمل الدين الإسلامي بدليل قوله تعالى [اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ] .
فقال مندوبهم: إن الله تعالى ذكر في الإنجيل أيضاً أنه قد أكمل الدين. قلت
لهم: في أي إنجيل ذكر ذلك؟ في إنجيل متى أم في إنجيل مرقص أم في يوحنا أم
في برنابا. توقف قليلاً ثم قال: في الإنجيل الذي نزل على عيسى. قلت له: أين
هذا الإنجيل الآن؟ قال: لا أعرف. قلت لهم كيف تدعون أن الله تعالى ذكر في
الإنجيل أيضاً أنه أكمل الدين وأنتم لا تعرفون الإنجيل الذي نزل على عيسى. ولا
أين هو. فسكت ثم قال أن محمداً هو خاتم النبيين وليس خاتم الرسل. فبينت له
وجه الحق ورددت عليه ولكن لم يقتنعوا. وكانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية
عشرة ليلاً. فقلنا لهم غداً نواصل المناظرة فوافقوا على ذلك. ولكن لم يحضروا في
الغد. وحضروا بعد ثلاثة أسابيع وعددهم أربعة أشخاص. ومعهم مجموعة من
الكتب. واحتشد جمع غفير من الناس، وقبل البدء بالمناظرة، تكلّمت عن مزايا
الإسلام وخصائصه وشموله وعالميته.
وذكرت أن الإسلام قادر عل تلبية احتياجات البشر المادية والمعنوية وأنه قادر
على إسعاد البشر إن آمنوا وتمسكوا بمناهجه والتزموا طريقته.
وقلت أن الإسلام سيبقى ما دامت السماوات والأرض رغم أنف المشركين
والمرتدين والمنافقين، وأنه اليوم يتقدم بذاته وينتشر بقوته ويقتحم الحدود والحواجز
ولن تستطيع قوى الكفر والشر مجتمعة أن توقف المد الإسلامي، وأن الأموال التي
انفقت، والأموال التي ما زالت تنفق لإطفاء نور الله والصد عن سبيل الله لو أنفقت
للقضاء على دين آخر غير دين الإسلام لتم القضاء عليه ولمحي أثره من الوجود،
وقلت: رغم رصد الملايين من الدولارات ورغم توظيف إمكانات هائلة، وتجنيد
جيوش جرارة من أجل القضاء على الإسلام ومع ذلك يزداد حيوية وصلابة
وستنهار أمامه كل النظم والمذاهب والفلسفات والأديان الباطلة، وأن الإسلام هو
الحل لما يعاني منه البشر من الولايات والحروب والفتن وعدم الاستقرار والأمن
والطمأنينة في العالم.
وقلت: حين يعود الإسلام للصدارة، وحين يكون الحكم لله تعالى، عند ذلك
يعيش الناس في وئام وأمان. وإنه لقادم وبقدومه يفرح المؤمنون، وبتشريفه تسعد
البشرية وينتشر العدل ويسود السلام والمحبة، وتزول الحرب.
إن بيننا بهائيون جاؤوا للمناظرة والدعوة إلى البهائية، فهم يدّعون أنهم
يؤمنون بالقرآن ولكن يقولون:
- الزاني لا يجلد ولا يرجم ولكن يدفع مبلغاً من المال كفّارة.
- الصلاة مرّة واحدة في اليوم ومقدارها 19 ركعة.
- لا يحجون إلى البيت العتيق في مكة.
- المرأة كالرجل في كل شيء. ثم المرأة لها الحرية المطلقة.
- الصوم تسعة عشر يوماً في شهر مارس.
- القيامة صغرى وتبدأ بوفاته وكبرى يوم ظهور دعوة بهاء الله.
- ويقولون: إن محمداً -عليه الصلاة والسلام- ليس آخر الرسل إنما هو
خاتم النبيين فقط.
وبينت لهم في المناظرة وجه الحق في هذه المسألة ولكن لم يقبلوا ومع ذلك
نورد بعض الأحاديث التي تدل على أنه خاتم الأنبياء والرسل. فذكرت الأحاديث
التالية:
1- مثلي ومثل الأنبياء كمثل قصر أحسن بنيانه، وترك به موضع لبنة
فطاف به النظار يتعجّبون من حسن بنيانه إلا موضع اللبنة، وأنا اللبنة فختم بها
البنيان وختم بي الرسل.
2- لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة
ودعواهما واحدة، ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم
أنه رسول الله.
3- لو كان موسى وعيسى حيينّ ما وسعهما إلا اتباعي.
أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
إلى غير ذلك من الأدلّة والبراهين والحجج. وقلت لهم: ومع ذلك فنحن على
استعداد لمناظرتكم في أي مكان حتى على شاشات التلفاز وهاتوا برهانكم وادعوا
شركاءكم وكبراءكم إن كنتم صادقين.