إعداد: نجوى محمد الدمياطي
شروط نجاح الدعوات
إن كل دعوه أو حركة تعتمد على أسس ثلاثة:
الأول: المبدأ أو المعتقد الواضح المتميز الذي تنادي به وتقوم من أجله أياً
كان هذا المبدأ، ومنه تتحدد أهدافها وغاياتها، وعلى ضوئه تكون نظمها ومفاهيمها.
الثاني: الأنصار والأتباع الملتفون حول هذا المبدأ الملتزمون به.
الثالث: القيادة التي تسير بهؤلاء الأتباع إلى تحقيق الأهداف.
فإذا توفرت هذه الأسس الثلاثة، من وجود معتقد واضح صحيح تتحدد على
ضوئه المقاصد والغايات، ووجود أنصار صادقين مؤمنين مستعدين للتضحية في
سبيل نجاح معتقدهم، ووجود قيادة حكيمة قوية قادرة على السيطرة على المواقف
والتوجيه السليم، وتجنب العثرات ما أمكن.
إذا وجدت هذه الأسس، وتحققت لدعوه ما، احتاجت في نجاحها إلى أمرين:
الأول: تهيؤ الظروف المكانية.
الثاني: تهيؤ الظروف الزمنية.
سلمان بن فهد العودة - الغرباء الأولون
أخلاق العلماء
يقول ابن قيم الجوزية:
جئت ابن تيمية يوماً مبشراً بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة وأذى له
فنهرني وتنكر لي واسترجع. ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم، وقال: إني
لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه، ونحو
هذا من الكلام. فسروا به ودعوا له. وعظموا هذه الحال منه. فرحمه الله ورضي
عنه.
ابن القيم - مدارج السالكين 2/259
فكرة التوجيه؟ !
التوجيه قوة في الأساس، وتوافق في السير، ووحده في الهدف.. فكم من
طاقات لم تستخدم، لأننا لا نعرف كيف؟ ؟
وكم من طاقات وقوى ضاعت فلم تحقق هدفها، حين زحمتها قوى أخرى،
صادرة عن نفس المصدر، متجهة إلى نفس الهدف!
فالتوجيه هو تجنب الإسراف في الجهد وفي الوقت. فهناك ملايين السواعد
العاملة، والعقول المفكرة في البلاد الإسلامية، صالحة لأن تستخدم في كل وقت،
والمهم هو أن ندير هذا الجهاز الهائل، المكون من ملايين السواعد والعقول، في
أحسن ظروفه الزمنية، والإنتاجية، المناسبة لكل عضو من أعضائه.
وهذا الجهاز حين يتحرك، يحدد مجرى التاريخ نحو الهدف المنشور، وفي
هذا تكمن أساساً فكرة توجيه الإنسان، الذي تحركه دفعة دينية، وبلغة الاجتماع
الذي يكتسب من فكرته الدينية معنى (الجماعة) ومعنى (الكفاح) .
مالك بن نبي - شروط النهضة