مقابلة
لقاء مع فضيلة الشيخ
محمد ناصر الدين الألباني
فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني من أعلام الدعوة الإسلامية في هذا
العصر، ومن كبار علماء الحديث، أمضى عمره في تعلم الحديث وتعليمه
والتصنيف فيه، ووضع السنة بين يدي الأمة، وكان لكتبه ودروسه ولقاءاته الفضل
والأثر الكبير في التوجه نحو السنة الصحيحة والابتعاد عن الضعيف والموضوع.
ولا يزال -حفظه الله- صاحب همة عالية في التحقيق والبحث والإجابة على
الأسئلة الواردة من شتى بلدان العالم الإسلامي وإن شغفه بالعلم ودأبه العجيب
ليذكرنا بالعلماء السابقين.
وقد كانت رغبة قديمة عند (البيان) في اللقاء به والاستفادة من علمه،
وتعريف القراء بعلمائنا البارزين الذين لا ينكر دورهم التجديدي في هذا العصر وقد
جاءت الفرصة المناسبة والتقاه رئيس التحرير وكان معه هذا الحوار.
س: فضيلة الشيخ عندما قمتم بتدريس مادة الحديث في الجامعة الإسلامية في
المدينة النبوية كان لكم دور بارز في إيجاد تيار من الشباب المتعلم الذي يبحث عن
الدليل الشرعي، ويهتم بالحديث، والبحث عن تخريجه وتمييز الصحيح من
الضعيف، هل أنتم راضون عن هذا التيار، وهل هو في ازدياد وانتشار؟
ج: ليس لي صلة بالجامعة، ولما تركتها أو تركتني، كنت أتردد ما بين
آونة وأخرى في سبيل مراجعة بعض المحاضرات هناك.
لم تعد الظروف تساعدني على التردد عليها لذلك لا أعرف واقعها الآن. ولكن
بصورة عامة لا تزال قائمة بواجبها في نشر الثقافة الإسلامية السلفية، ولا شك أن
بعض إخواننا من الطلاب الذين كانوا يوم كنا ندرس هناك مادة الحديث، هم الآن
أساتذة ودكاترة، ولا أدري هل التأثير ما يزال مستمراً كما كان في العهد الأول أم
ازداد، هذا مما لا سبيل لنا إلى معرفته إلا بالتردد على الجامعة والاطلاع على
مسيرتها.
س: ولكن هناك ملاحظة، على بعض هؤلاء التلاميذ أو تلامذتهم، عندهم
خشونة أو قسوة في عرض المنهج، ألا ترون أنّ هذا يجب أن يصحح؟
ج: نعم، نحن نقول كما قال رب العالمين [ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
والْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ] وهذا يجب أن يوجه إلى جميع الدعاة.
س: هل لكم ملاحظات على التيار السلفي في البلاد العربية والعالم الإسلامي؟ وما هي؟
ج: باعتقادي أن التيار السلفي والحمد لله اكتسح الأجواء الإسلامية كلها،
وأكبر دليل على ذلك أن الذين كانوا بالأمس القريب يعادونه أصبحوا يتزلفون إليه،
ويتبنون اسمه، هذا يبشر بخير، لكن في الواقع أرى أن الدعوة السلفية والتي يعود
إليها الفضل فيما يسمى اليوم بالصحوة الإسلامية، وإن كان كثير من الدعاة
الإسلاميين يتجاهلون هذه الحقيقة، ولا يربطون الصحوة بالدعوة السلفية الحقة،
لكن الحقيقة هي أن الصحوة الموجودة اليوم والتي يعبر عنها بالرجوع إلى الأصل
(الكتاب والسنة) ، ونحن نعبر عن هذا الرجوع بعبارة أدق كما هو معلوم من
محاضراتنا.
إن الدعوة إلى الكتاب والسنة يجب أن يقرن بها الدعوة إلى منهج السلف
الصالح في فهم هذين المصدرين الوحيدين، وإن كان الآخرون لا يدندنون حول هذا
المنهج مع أنه ضروري جداً، إذ عدم الاهتمام به هو سبب الفرقة القديمة المعروفة
تاريخياً، والفرق الحديثة الموجودة اليوم، ولم يكن سبب هذا وذاك إلا عدم الرجوع
إلى فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
أقول: إن الدعوة السلفية - مع انتشارها وما نتج عنها من هذه الصحوة ...
العصرية - مجملة تحتاج إلى علماء يبينون أولاً تفصيل الكلام حولها، وتوسيع
دائرة الدعوة السلفية، إنها هي الإسلام بكل تفاصيله تجمع كل شؤون الحياة.
هذا التعميم في البيان للدعوة السلفية بحاجة إلى علماء عاشوا حياتهم يدرسون
الكتاب والسنة ويدعون الناس قولاً وكتابة وعملاً، فإن كثيراً من الشباب الذين
يتبنونها، يستعجلون الدعوة إليها قبل أن يفهموا تفاصيلها، ومن آثار ذلك كثرة
الرسائل والمؤلفات التي تطبع في العصر الحاضر من مؤلفين عديدين جداً، ولا
تكاد تجد في هذه الكثرة الكاثرة من هؤلاء من يشار إليه بأنه شيخ، وأعني بكلمة
شيخ المعنى اللغوي (مسن وكبير) وأعني أيضاً المعنى العرفي: أنه متمكن في علمه، هذا الشباب المتحمس لم يدرس الإسلام دراسة على الأقل تسوغ له أن يؤلف وأن
يدعو الناس سواء بكتاباته أو بمحاضراته.
* ظاهرة الكتب الكثيرة الآن ظاهرة غير صحية؟
ج: أبداً أبداً تنبئ بصحوة، وتنذر بآن واحد، ومن نتائج هذه الظاهرة كثرة
الناشرين والطابعين مع قلتهم في الزمن السابق، القلة السابقة وإن كانوا اتخذوا
الطباعة والنشر مهنة للعيش -وهذا لا بأس به شرعاً - ولكن كانوا في الغالب
يشكلون لجاناً علمية، لا يطبع الكتاب إلا بعد مروره على هذه اللجنة. أما الآن مع
الأسف الشديد نجد الأمر أن النشر هو للتجارة وليس لخدمة العلم، وتجد لافتات
ضخمة يقال أن هذا الكتاب قام على تحقيقه أو التعليق عليه لجنة من أهل
الاختصاص وحينما تقرأ تحزن لكثرة الأخطاء المطبعية، مع شعورك بأنه لم يحقق!
تعاون المؤلفون المحدثون مع الناشرين في غزو المكتبات بشتى المؤلفات،
تجد رسائل متعددة في موضوع واحد، هذا يأخذ من هذا وهذا يأخذ من ذاك وليس
هناك علم جديد.
قبل أمس اتصل بي أحد الجزائريين، أعجبتني لغته. مع أن لغة الجزائريين
صعبة فلهجتهم غير لهجتنا ولكن هذا الأخ كانت لهجته عربية فصحى لا يلحن،
ماذا سألني، قال: أنا بصدد جمع أوهام الحافظ الذهبي في تلخيصه للمستدرك التي
أشرت إليها في كتبك حيث تقول أنت مثلاً: أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط
مسلم ووافقه الذهبي، فما رأيك؟ قلت له: لا تفعل، ولئن فعلت فاجمع لنفسك، لأني
أريدك ألا تكون إمعة، ولا مقلداً، لا لبكر ولا لزيد ولا لناصر، نريد منك أن تنشر
جهدك واجتهادك وكل إنسان يستطيع أن يجمع قول فلان مع قول فلان ويؤلف
رسالة، ماذا يستفيد الناس من هذا المجهود هكذا أقول لطلاب العلم، لا تتسرعوا
في التأليف والنشر وأضرب لهم مثلاً: عندي كتاب هو أول كتاب يمكن أن يقال أنه
تأليفي وهو في مجلدين واسمه: (الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير) ألفته وكان عمري 25 سنة، حينما يراه الإنسان يتعجب من الجهد ومن العناية بالخط، أما الآن بعد أن بلغت من الكبر عتياً أستفيد منه كثيراً، ولكن لا أرى أنه صالح للنشر، لماذا؟ ، لأنني أستدرك على نفسي بنفسي، وهناك مثال واضح جداً، كنت أنا مع الجمهور الذين إذا رأوا حديثاً بإسناد كل رجاله ثقات إلا شخصاً واحداً وثقة ابن حبان، كنت أقول هذا إسناد صحيح، على هذا جريت في هذا الكتاب، لكن فيما بعد، رأيت أن توثيق ابن حبان لا يوثق به، والآن من فضل الله علي وعلى الناس أن كثيراً ممن عنوا بعلم الحديث أصبحوا يقولون كما صرت أنا أقول لا كما كنت أقول، ثم جدّ معي شيء عثرت عليه منذ بضع سنين أن وجه الصواب في الذي نشرته وانتشر عن ابن حبان، الصواب فيه أنه ليس على إطلاقه (يعني لا يقول أحد أن توثيق ابن حبان لا يوثق به) تبين لي هذا من الممارسة العملية، هذه نقطة لم تذكر في علم المصطلح، صرت أقول: توثيق ابن حبان لا يوثق به إلا إذا كان هذا الموثق له رواة كثيرون عنه، إذا كانوا ثقات، عندئذ تطمئن النفس إلى الاعتداد بتوثيق ابن حبان ثم حصلت عجائب، الناشئون الذين أخذوا تنبيهي الأول صاروا يردون علي: أنت لماذا تصحح هذا الحديث وفيه فلان، لم يوثقه إلا ابن حبان؟ ! طبعاً أبين لهم الآن أنه تكشف لي كذا وكذا.. وليس بشيء تفردت به، هذا غير مذكور في علم مصطلح الحديث، لكن يفهمه الإنسان بالممارسة..، الخلاصة، نحن نريد الآن من ... الناشئ ألا يتسرع.
س: بعض الناس ينتقدون منهج الجامعات الإسلامية في طرق التعليم، وأنهم
لا يخرجون طلبة علم مؤهلين ليكونوا علماء، ما هي الطريقة المثلى للتعلم برأيكم؟
ج: الجامعات ليس بإمكانها أن تخرج علماء، لكن الجامعات تهيئ الطلبة
ليكونوا علماء، والحق أن الذين يتخرجون لا يقومون بواجبهم، لا يتابعون
الاستفادة من القواعد العلمية والتوجيهات التي تلقوها من أساتذتهم لينكبوا على العلم، ثم عند النضج العلمي كتابة ومحاضرة ونشراً، فأصبح جل هؤلاء المتخرجين
همهم أن يصبحوا أساتذة ومعلمين أو أن يصبحوا موظفين كبار في بعض الدول.
إن مصيبة العالم الإسلامي اليوم هي فقدان التقوى، فقدان التربية، وفي
اعتقادي أن الناس لا يختلفون في أن العلم وحده لا يكفي بل قد يضر صاحبه.
س: أعتقد أن هناك ضعفاً في طرق التعليم، وكذلك في المناهج المقررة، ما
رأيكم؟
ج: ليس عندي دراسة للمنهج حتى أفيدك، ولكن عليك أن تلاحظ في
الجامعات عدد السنين التي وضعوها والأوقات التي حددوها والتي لا تساعد على
دراسة العلم كما كانوا قديماً يدرسون، في بعض جامعات الهند أو في بعض الحلقات
على الطريقة القديمة كنت أسمع أنهم يدرسون الكتب الستة فعرفت فيما بعد أنهم
كانوا يدرسونها للبركة، الأوقات التي تنظم في الجامعات لا تساعد على التوسع في
المناهج، أضرب لك مثلاً بشخصي: أنا يوم كنت هناك بالجامعة، كان من
المقررات الجزء الأول من (سبل السلام) فأنا ما استطعت أن أنهي من المقرر إلا
أقل من الربع، لأني كنت أدرس الحديث الواحد في حصتين، ضاق الطلاب ذرعاً، فراحوا يشكونني إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس الجامعة يومها، وكنا نلتقي
بالرئيس والأساتذة فقال لي: إن الطلاب يشكون من تطويلك، فقلت له: صحيح،
لكن هناك أقوال وأحكام مختلف فيها بين المذاهب، لا بد أن أذكر دليل كل واحد
وأعمل تصفية، فقال لي: اكتف بما يحضرك، ولا تذكر كلام العلماء بالتفصيل.
الطلاب الذين يتخرجون إن لم يتابعوا الخطأ في الدراسة ويتوسعوا فيها لانجد بينهم
علماء، والسبب أن الطالب عندما يأخذ شهادة الدكتوراه يصبح أستاذاً في الجامعة أو
يتوظف في دائرة من الدوائر، فهو لا يستثمر المفاهيم والقوانين التي تلقاها، كما لا
يتفرغ للعلم وللعلم فقط.
س: ألا ترون إحياء حلقات العلم إتماماً للدراسات الجامعية؟
ج: نعم، ولكن نعود إلى المشكلة، من الذي يدرِّس؟
س: نعود إلى بعض النواحي العلمية، سمعت من بعض الإخوة الدكاترة في
الجامعات الإسلامية وطلبة العلم نقداً لطريقتكم في تقسيم كتب السنن إلى صحيح
وضعيف يقولون: ربما يتبين لكم بعدئذ أن هذا الحديث ضعيف أو العكس، فما
رأيكم؟
ج: هذا ممكن وواقع وماذا يريدون؟
س: لو تبقى سنن أبي داود وتعلقون عليه في الهامش فيبقى الكتاب كاملاً كما
ألفه أبو داود؟
ج: هذه مشكلة، ولكن لنترك صحيح أبي داود وضعيفه.
أنا عندي الآن سلسلتان: الصحيحة والضعيفة كما تعلم، وكثيراً ما يقع أن
أنقل حديثاً من الصحيحة إلى الضعيفة، وبالعكس، وهذا مستنكر عند الجهلة،
ومقبول مشكور جداً عند أهل العلم؛ ما الفرق بين الصورة الأولى والصورة
الأخرى؟ ربما بعد سنوات نعيد طبع سنن أبي داود وأنا من فضل الله علي نادراً ما
أعيد طباعة كتاب إلا وأعيد النظر فيه، لأنني متشبع أن العلم الصحيح لا يقبل
الجمود، وأنا أتعجب من مؤلف ألف كتاباً من عشرين سنة خلت ويعيده كما هو لا
يغير ولا يبدل، ما هذا العلم، هل هو وحي من السماء؟ أم جهد إنسان يخطئ
ويصيب، ولنفرض أننا استجبنا لهؤلاء وأعدنا طباعة الكتاب وانتقلت أحاديث من
الضعيف إلى الصحيح وبالعكس فنعود لنفس القضية، ومن الممكن أن ننقل هذا
الاقتراح إلى مختصري للبخاري، ولكنهم لم يقولوا: دع البخاري كما هو؛ ولكنهم
يقرونه ولا ينكرونه، وأنا أقول الحقيقة انني لما بدأت بتقسيم سنن أبي داود من
نحو أربعين سنة إلى صحيح وضعيف، عرضت وجوه النظر أمامي تماماً، قلت:
أفعل هذا أو هذا، ثم ترجح عندي وأيدني في ذلك بعض الأدباء الحريصين على
العلم مثل الأخ حمدي عبيد، أيدني في جعل السنة قسمين، ترجح عندي وفي داخل
مشروعي تقريب السنة بين يدي الأمة من جهة، ومن جهة ثانية تقريب السنة
الصحيحة وليس الضعيفة، وبعدئذ لا خوف، لأن عامة الناس ليسوا بحاجة إلى
معرفة الضعيف، وإنما يحتاج ذلك خاصتهم، فإذا كان رجل من عامة الناس أقدم له
صحيح أبي داود وأقول هذا حسبه، أما الخاصة فيجب عليهم معرفة الضعيف،
فالمفروض أنهم موجهون للناس. لقد ترجح عندي ذلك وقدوتي في ذلك الأئمة:
أئمة الصحاح مثل البخاري ...
س: أستاذنا، هل هناك بعض الفتاوى الفقهية، قلتم بها من زمن ثم رجعتم
عنها لإطلاعكم على أدلة أقوى؟
ج: ربما بلغك عني إشاعة أني تراجعت عن القول بتحريم الذهب المحلق
على النساء، فهذا كذب، وربما هناك إشاعات أخرى وكلها ليس لها أصل.
س: نعود إلى النقطة التي ذكرتموها في أول الحديث، وهي أن منهج أهل
السنة يحتاج إلى تفصيل حتى يساعد المسلمين عل حل مشكلاتهم. هل نستطيع أن
نقول أن الخطوط العريضة لهذا المنهج، وأعني طريقة تفكير واستدلال أهل السنة
هو ما كتبه الشافعي في الرسالة أو الشاطبي في الموافقات أو ابن تيمية في كثير من
كتبه وخاصة (درء تعارض العقل والنقل) ؟
ج: نعم هؤلاء العلماء الذي ذكرتهم من نوادر علماء المسلمين، الذين يتمثل
المنهج العلمي السلفي في كتبهم.
س: أستاذنا هل عندكم زيادة عما كتبه الأخ الشباني بالنسبة لحياتكم الشخصية؟ ...
ج: ليس عندي زيادة وما كتبه فيه الكفاية.
س: سؤال أخير، ما هي نصيحتكم للشباب المسلم في هذا العصر؟ ...
ج: نصيحتي في ناحيتين: ربما فهمت الأولى من كلامي السابق، أن يتفقهوا
بالدين اعتماداً على قوله -عليه الصلاة والسلام-: «من يرد الله به خيراً يفقهه في
الدين» وأن لا يكتفوا بالعلم دون العمل، لأن الحقيقة التي ألمسها لمس اليد كما
يقال أن أكثر شبابنا الناهض اليوم همته في النواحي الفكرية دون الناحية العلمية
والعملية لذلك أنا أنصح هؤلاء أولاً أن يتوسعوا ما استطاعوا بمعرفة العلم الصحيح
المستقى من الكتاب والسنة إما بأشخاصهم إذا أمكنهم أو بالاستعانة بأهل العلم، وأن
لا يقدموا على شيء يصدر عنهم عن جهل اعتماداً على ثقافتهم القليلة الضحلة، هذا
من جهة، ومن جهة أخرى أن يهتموا بالعمل أكثر مما يهتمون بالعلم، لأننا نرى
مع الأسف الذين يهتمون بالعلم أكثرهم لا يعملون، وبالأولى أن الذين لا يهتمون
بالعلم ألا يعملوا، فليعكسوا الأمر، عليهم أن يهتموا بالعمل أكثر من العلم، فإذا كان
أهل العلم يتركون العمل، فالأحرى بغيرهم ممن لا يعلم أن يترك العمل أيضاً،
فعلى أهل العلم وطلبته أن يصرفوا جهودهم إلى العمل ويعكسوا الحال الحاضرة إلى
علم وعمل كثير لتتعدل كفة النقص في المجتمع.
فكما لا ينفع علم بلا عمل فكذلك لا ينفع عمل دون علم وهذه حقيقة - ولله
الحمد - متفق عليها بين علماء المسلمين، هذه نصيحتي للشباب المسلم الناشئ في
هذا العصر.
وشكرنا الشيخ على هذه الفرصة الطيبة. فجزاه الله خيراً ومد الله في عمره
وبارك فيه. ونرجو أن يكون لنا معه لقاء آخر.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.