خبر وتعليق
نشرت جريدة (الشرق الأوسط) بتاريخ 1990/6/4 مقابلة قصيرة مع الدكتور
كمال زكي مصطفى عضو المجلس الاستشاري للجنة السياسية لمجلس الإنقاذ
الوطني في السودان وسألته الجريدة عن التحرك الجديد لإقامة تنظيم سياسي جديد
يستقطب كل أبناء الشعب السوداني على مختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية وتباين
مشاربهم العرقية والدينية..؟ وأجاب الدكتور كمال زكي:
(إن التنظيم السياسي الجديد يهدف إلى تحقيق أهداف منها:
- تجميع أهل السودان في وعاء واحد وتوحيد إرادتهم.
- فتح المشاركة لكل قطاعات الشعب على أن يؤدي العضو قسم الولاء للوطن
والتنظيم السياسي.
- نبذ أي ارتباطات حزبية أو دينية أو عرقية أو قبلية سابقة.
وأوضح أن المجلس الاستشاري قرر تكوين لجان للطواف على الأقاليم كافة
لطرح التصورات والمقترحات حول التنظيم السياسي المرتقب..) .
تعليق:
إن إبعاد الشعب عن التناحر الحزبي أو القبلي شيء طيب، ولكن أن نعود
إلى تطبيق (الحزب الواحد) الذي جربته بعض الدول العربية وثبت فشله الذريع،
فهذا شيء يدعو للاستغراب، إنه لو فرضنا: استطاع الحزب الواحد ضمَّ شرائح
كثيرة من المجتمع فسيبدأ الصراع داخل الحزب للوصول إلى المناصب، أو
استغلال الحزب لأغراض شخصية أو مادية..
وإذا كان الشعب السوداني شعب مسيس وقد فرقته الأحزاب، ولا نريد العودة
إلى تلك الأجواء فليس الحل بأن تنشأ الدولة حزباً وتشكل اللجان، واللجان الفرعية
ونعود إلى الدوامة الشكلية والحزبية.. ولكن الحل أن تستفيد الدولة الآن من كل
الطاقات العلمية وتبدأ بالإصلاح الحقيقي وتبدأ بالتعليم بشكل خاص، ثم تأتي
المشاركة بشكل طبيعي، تأتي عن طريق الشخصيات التي أثبتت كفاءتها، وعن
طريق المخلصين، وفي الدرجة الأولى عن طريق العلماء وأساتذة الجامعات الذين
يرون الإسلام هو الحل.
إن بلداً مثل السودان بمشاكلها الكثيرة تحتاج إلى مخلصين نابهين، أصحاب
جرأة في القرار، وليس إلى سياسيين انتهازيين.
ثم ما معنى قسم الولاء للوطن ونبذ اي ارتباطات دينية، هذه أساليب قديمة
في العمل السياسي والعمل الجاد الإصلاحي هو بداية الطريق.