قراءة في ديوان الشاعر خالد البيطار
في أشواقه وأحلامه
عبد الله الطنطاوي
(أشواق وأحلام) هو الديوان الثاني للشاعر الإسلامي الرقيق: خالد البيطار، ... وكان ديوانه الأول هو (أجل سيأتي الربيع) الذي صدر عن دار عمار في عمان
عام1985، وديوانه هذا صدر عن دار البشير في عمان عام 1988.
وخلال هذه المدة بين صدور الديوانين، نظم الشاعر قصائد عدة تنتظر أن
ترى النور في ديوان جديد يحمل همَّ الشاعر، وهمُّ الشاعر من هموم أمته، يقلقه
ويزعجه ويضنيه ما يرى من أشكال التخلف والفقر والجهل، ويمضه ذلك الظلم
الواقع على شعبه، والقهر الذي يتربص بالأحرار أنى التفت في دنيا العرب
والمسلمين، فيأسى على الحال البئيسة التي انتهت إليها مصائر شعوب أمتنا العربية
المضطهدة المعذبة هنا وهناك.
الديوان:
يقع هذا الديوان في 120 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على مقدمة
وعلى سبع وعشرين قصيدة من رقيق الشعر، توزعت على مساحة زمنية امتدت
منذ عام 1962 حيث باكورة شعره (من وحي الإسراء) وألقاها في حفل دار
المعلمين، ومن القصائد التي نظمها الشاعر قبل عام 1970 قصائد: (قيود الليل) ،
و (يا شباب) و (طاغوت) ، وكلها تعبر عن إحساس الشاعر بما يعانيه المسلمون من
تسلط الظالمين، ومن تقصير المسلمين في التصدي لظلم الطواغيت وتجبر البغاة
المجرمين.. وهكذا تتالت قصائد الديوان حتى عام طبعه ونشره عام 1988.
أما المحاور التي انتظمت فيها فمتعددة: فهناك المحور الممجد لأحداث عظام
وقعت في تاريخنا الإسلامي (من وحي الإسراء) ، وهناك المحور السياسي الذي
يتحدث عن الواقع الأليم لأبناء شعبنا وشعوب أمتنا التي تلقى الألاقي على أيدي
الطواغيت: (قيود الليل، طاغوت.... الخ) .
وهناك الشعر الوجداني، ما كان منه في الغزل أو سواه من شوق إلى الديار
التي غادرها مرغماً، والحنين إلى الأهل والصحب والتلاميذ والأساتذة والشيوخ
الذين كتب عليه فراقهم، وإلى المسجد الذي طالما سعى بين جنباته معلماً ومتعلماً.
شعر المناسبات:
وفى شعر المناسبات هذا، كان الشاعر يهتبل الفرصة ليبث أفكاره وهواتف
قلبه للشباب، محرضاً ومحمساً، فيقول مثلاً في (من وحي الإسراء) :
يا إخوتي في الله طال ركودنا ... فإلام نصبر والورى في نار؟
نار يؤججها اللعين بكيده ... ويؤزها فتزيد في الإسعار
هيا إلى النصر العزيز وأوصدوا ... أبواب كل مهدم جبار
فاستمسكوا بالعروة الوثقى التي ... حبكت عراها قدرة الجبار
وفى قصيدة أخرى يراوح الشاعر بين الماضى والحاضر، وإحساس صاعق
بالمأساة التي تعانيها أمته التي هاض جناحها طواغيت الأرض، اسمعه وتأمل رمزه
لواحد من البغاة:
بسط الليل علينا ظله ... وادعى أن له حقا أصيلاً
هو للنور عدو فإذا ... ما رأى جذوتنا ارتاع ذهولاً
وانبرى يحشد من أجناده ... حشد فرعون ويزجيها سيولاً
وبعد هذا الرمز الواضح، يقول في جرأة ووضوح:
عادت الأصنام للدنيا فلن ... نرتضى عن وجه مولانا بديلاً
عادت الظلمة فانظر ليلها ... جاثماً لا يبتغي عنا رحيلاً
عادت العزى وهذا لحنها ... في فم الطاغي يغنيه جذولاً
عادت اللات وهذا شيخها ... عاد مهذاراً وقد مات ذليلاً
والحق أن هذه القصيدة من غرر القصائد الحماسية الصريحة الجريئة التي
قيلت في عهدٍ ما كان يجرؤ على الكلام فيه سوى الدعاة المجاهدين، ولولا الإطالة
في عجالة لاستشهدت بالعديد من الأبيات المقاتلات منها.
شعره السياسي:
وهو من ذلك القبيل الذي تحدثنا عنه فيما أسميناه شعر المناسبات، فيه وصف
لواقع الشعب، وتنديد بالقعدة والمخلدين إلى الأرض، اللاهثين وراء الحطام، وفيه
تحد للظالمين، ودعوة إلى الثورة بهم لاجتثاث طغيانهم من الجذور، كي لا يبقى
لهم في الوجود وجود، فإن قصيدة (قيود الليل) تذكرنا بقصيدة أو بأنشودة (يا ظلام
السجن) التي كان ينشدها الأحرار في سوريا، إبان الانتداب الفرنسي عليها.
وفى (طاغوت) يخاطب إخوانه ويهيب بهم أن يثوروا، بعد أن شرح في إثارة، ما فعله الطاغوت بروضه:
يا إخوتي ماذا دهاكم فانهضوا ... ليس من أخلاقنا هذي التعلة
نحن من قوم إذا ما شعروا ... بحسيس الذل صالوا أي صولة
أعلنوا الحق فأنتم أهله ... ولئن كنتم أمام الزحف قلة
ألا ترون؟ إنه خطاب حماسي يؤجج المشاعر، ويذكي العواطف لتصير
عواصف تعصف بالظلم والظالمين.
ولن أزيد، فشعره السياسي كله ينهج هذا النهج الثائر على الظلم، الرافض
لأي مذلة، الداعي إلى التمرد والنضال، حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله.
شعره الوجداني:
أستطيع - ابتداء - أن أزعم، بأن شاعرنا هذا هو شاعر الغربة والحنين.
إنه يحيا غربة نفسية مدمرة، ويعاني من غربة الجسد عن مراتع الصبا، عن
حمص، عن الديار الحبيبة، عن الأهل والصحب، عن المسجد والمنبر، فقد
تقطعت الحبال، ولم يعد إلى التواصل من سبيل سوى سبيل الرؤى والأشواق
والأحلام التي عبر عنها بأرق المشاعر التي صاحبت كلماته وكانت أرواحها
ودماءها، حتى إن قارئه ليعيش في عوالمٍ حالمٌ من الطهر الطهور، بعد أن خلصه
اغترابه من كل درن قد يسيء إلى عوالمه الروحانية، وبعد أن أصفاه حنينه ليكون
مصطفاه إلى كل ما فيه سمو وسموق وشموخ.
لئن طال عن أرضي ابتعادي ... سأبقى وفياً أستعد وأرقب
فإنني أحن إلى ساحاتها ودروبها ... إلى روضها يزهو عطاءً ويخصب
إنه يحن إلى عصافير حمص في ملاعبها فوق الشجيرات، إلى عاصيها الذي
ينساب وسط سهولها في دل، إلى أزهارها ونسائمها، إذا نام زاره طيفها، وإذا
سبح بفكره عاودته ذكريات الأيام المواضي، فيطوف بأحياء المدينة التي يعشقها،
يزور أخاه، ويحدث جاره في حب ولهفة وود، ويمر ببيته ويدلف إليه ويرف في
أرجائه، خصوصيات مؤثرة تذكرنا وتهيج ذكرياتنا وحنيناً إلى الربوع والأهل:
ولى منزل آليت ألا أبيعه ... وألا أرى غيري له الدهر مالكاً
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبداً لأول منزل
واستمع إلى الشاعر وهو يتحدث في رؤاه عن مسجده، لتعلم أي نمط من
الناس هذا الشاعر وإخوانه، هؤلاء الذين تتوزع دنياهم بين مساجدهم وبيوتهم
وتلاميذهم، طهر ونقاء يجعلاننا نهتف: ماذا لو خلى الطغاة بين هؤلاء وبين أبناء
شعبهم ومساجدهم ومدارسهم وحاراتهم؟ ، استمع إليه في حديثه الحالم:
وأغلق بيتي ثم أمضي لمسجدي ... وقلبي من أشواقه يتوثب
وأدخله والنور يملأ ساحه ... ويبدو لي الخط الجميل المذهب
وألمح محرابي وألمح منبري ... وأشعر أني فوقه صرت أخطب
لقد عشت فيه العمر إلا أقله ... وصار اسمه لى نسبة حين أنسب
لقد كنت آتيه فيفتح صدره ... ويبسط كفيه ويحنو ويحدب
وها أنا من بعد الغياب أزوره ... فهل في اشتياقي أو حنيني تعجب؟
ترى أي تعاطف وتمازج مع هذا الجماد الذي بث فيه روحاً من روحه، وقد
عشقه وهام فيه حتى أصبح نسباً له؟ .
إنه يزوره في المنام، ولسوف يصير المنام حقيقة وواقعاً- بإذن الله-.
في هذه القصيدة (أشواق وأحلام) التي حمل الديوان اسمها ما يلذ ويشوق، ما
يثير ويهيج، ما يحزن ويؤلم، وقد يظن بعض من لا يعرف الشاعر أنه قد ضعف
ولان، فيأتي الجواب في ختام القصيدة تصميماً على الجهاد، ولن تقف في وجهه
المعوقات، ولن تحرفه عن طريقه، إلى أن يحكم الله بيننا بالحق:
وإن حنيني لا يفت عزيمتي ... ولكنه الحادي يهز ويجذب
لأن الشاعر مؤمن بالله، واثق بنصره، ولذلك فأنت:
لن ترانى يائساً مستسلماً ... إن ظني بإلهي حسن
لن ييأس الشاعر المؤمن، لأنه لا ييأس من روح الله إلا الكافرون
والجاحدون، فبرغم المعاناة التي يلقاها ممن حوله يبقى الشاعر مطمئناً في جنب الله، لا تزعزعه الزعازع، استمع إلى أنينه وحرقته على دعوته:
وحولي أناس قساة القلوب ... جفاة إذا ضحكوا أفزعوا
ترى أي غربة روحية يحياها شاعرنا، شاعر الغربة والحنين، شاعر
الأشواق والأحلام؟
لقد كنت أكمم جرح الفؤاد ... وأحسب كتمانه ينفع
ولكن يبدو أنه صبر حتى طفح الكيل ونفد الصبر، فباح بما يعتمل في نفسه
من أحزان ولوعة وحنين:
لقد طال بعدي وطال اغترا ... بي وما لي من حيلة أدفع
ربا (حمص) ألمحها من بعي ... د فإن الحواجز لا تمنع
مساجدها لا أزال أرا ... ها كما هي نيرة تسطع
وإني لأسمع صوت الأذا ... ن ندياً رخيماً كما يرفع
وفى (أيها العصفور) نجوى وأي نجوى، يبث العصفور آلام نفسه وأحزانها،
لماذا؟ :
لا تسلني، فحديث الصحب عن أهل الشهيد
عن رياض ملئت بالشوك من بعد الورود
عن أسارانا يعانون من البأس الشديد
سلط الباغي عليهم كل شيطان مريد
عن شريدٍ.. آه لو تعرف ما حال الشريد
لا تسلني أيها العصفور عن سر شرودي
أما قصيدته (يا حادي الركب) فإنها من عيون شعرنا الإسلامي المعاصر، فيها
براعة استهلال:
يا حادي الركب هل في القوم يقظان؟ ... لبى الجماد وما لباك إنسان
لو كان صوتك في الصحراء أعشبها ... وصار للصخرات الصم آذان
إنها صوت النذير العريان لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:
إنى لأعرف أرض الشام منجبة ... لم يخل يوماً من الأبطال ميدان
واليوم تستنجد الساحات صارخة ... فلا ترى أحداً، والبغي عريان
ويختم الشاعر المبدع قصيدته الرائعة هذه ببيان طريق النصر فيقول:
إن استقمنا فإن الله ناصرنا ... على الطغاة الأفاعي أينما كانوا
وإن جنحنا فلا فوز ولا فرج ... بل اضطراب وآلام وأحزان
يا إخوتي أنتم الأعلون فانطلقوا ... وأثبتوا أنكم في الله إخوان
ولا أستطيع في ختام هذه الفقرة إلا أن أشيد بقصيدته (دنيا الطفولة) التي كان
فيها رساماً دقيق الملاحظة، ومصوراً متفنناً، وإلا أن أزعم أنها من فرائد الشعر
العربى الحديث، رسم فيها خطوات طفلته عائشة وهي في عامها الثالث، كما رسم
حركتها والحركة النفسية لأبويها في دقة وروعة وإبداع، وختمها بهذه الخاتمة
الجميلة في فكرتها وصياغتها وواقعيتها:
إن أتعبتك الليالي في تقلبها ... وضقت نفساً بما تلقاه من نوب
ورحت تطلب دنيا لا خداع بها ... بريئة من دواهي المكر والريب
فلن ترى غير دنيا الطفل خالصة ... من كل سوءٍ فلم تفسد ولم تَحُبِ
(دنيا الطفولة) تقف إلى جانب أختيها: (أب) للشاعر عمر بهاء الدين
الأميري، وأبيات بدوي الجبل في (الليل الغريب) عن الطفولة، ولكلٍ مذاق.
الشاعر والغزل:
الأستاذ الشاعر خالد البيطار شاعر مشغول بدعوته، يتحرك لها ويحرك قلمه
ولسانه وعواطفه من أجلها، وهو مشغول بأمته، يأسو جراحها، ويفرح لفرحها
ويحزن لحزنها، فهل لديه وقت لنفسه وعواطفه؟
والجواب:
لاتعارض! ؛ [ولا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا] ، بعد أن قال الله تعالى: [وابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ] .
والإسلام دين واقعي، ولكنه يسعى دائماً إلى الارتفاع بأتباعه في عملية
تصعيد جليل: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» ، فالمسلم يحب
نفسه، ولكنه لا يقف عند حدود النفس وأنانيتها، وإنما يرتفع إلى هذه الغيرية
الواقعية (ما يحب لنفسه) .
والشاعر في غزله هنا يثبت أنه (الشاعر الملتزم قادر على صوغ عاطفته
بعبارات تتناسب مع التزامه ومحافظته على جمال الشعر وسحره) .
ومن هذه القصائد ما يصف فيها حاله قبل الزواج، وهو غزل عفيف كما في
قصيدة (لاهية) وكنت أتمنى لو أطلق عليها (شموخ) ؛ ففيها شموخ الشاب المسلم
وعفته:
لكن من عرف الحقيقة وارتضى الإسلام دين
... ... يأبى طريق العابثين وخطة المتبذلين
ويرى الحياة حقيرة بالعيش في ظل المجون
هذا هو مذهبه في الحياة، لم يحد عنه منذ شبابه الأول وحتى يوم الناس هذا.
وفي (شاعر، وذكريات، وهمسة من قلب، ومعاناة، وغداً، وانتباه) :
يصف فيها حال العاشقين وما يعانون من تباريح العشق والغرام، ولكنه يبقى ذلك
الشاعر الذي يطير بجناحين من تسامٍ وطهر، بعيداً عن تهالك العشاق وتبذل
أصحاب الأدب المكشوف.
رمز:
وللشاعر قصيدة رمزية، هى غزلية في ظاهرها، ولكنها ترمز إلى شيء
آخر في اسم هند، وعنوانها (لا تحسبيه) ، ويهديها إلى أحد إخوانه، وقد استهلها
بقوله:
لا الظل يشفيه ولا الورد ... فدواؤه بيديك يا هند
لا تحسبيه خان موثقه ... ما ضاع يوماً عنده العهد
وبعد تأكيد عهد المحبة والعشق لهند الرمز، يستطرد فيقول:
لكن أعيذك أن أراك ضحى ... بيد العذول فما له وعد
المكر ديدنه ومذهبه ... أتصدقين بأنه عبد؟
هل تجهلين خداع منطقه ... أوما بدا في لحنه القصد؟
أخشى عليك إذا رضيتِ به ... رهقاً، فلا صدق ولا ود
والشاعر يختم قصيدته الرائعة هذه بهذين البيتين البديعين:
يا هند لن نرضي سواك ولو ... ألقت بكل دلالها دَعْدُ
يا هند أنتِ اليومَ في سَعَةٍ ... فتخيري الأحبابَ يا هندُ
وفاء:
ومن باب الوفاء الذي عز في هذه الأيام، قصيدة هامسة ناعمة كان شاعرنا قد
أهداها إلى أخ له في الله، رأى السهام الغادرة المريشة توجه إليه، والصحب في
تهاون عن نصرت، أكثرهم كان يجلس في صالة المتفرجين، فحز ذلك في نفسه،
وأرسل إليه يصف حاله:
قد سامه الأصحاب من حوله ... ما عجز الأعداء عن سومه
وكل ما قاموا به هين ... لو قصر الأمر على ظلمه
كان يقضي وقته بينهم ... يعمل، لا يسأل عن يومه
يجهد لا يسأل عن جهده ... يسقم، لا يسأل عن سقمه
تمضي الليالى لا يرى بيته ... ولا يبالي الوهن في جسمه
ويختتمها بهذا البيت الذي ينعي الوفاء ويرثيه:
إن الوفاء اغتاله أهله ... لم يبق منه اليوم غير اسمه
الخاتمة:
الأستاذ خالد شاعر إنسان، وإنسان شاعر، في كلماته نعومة، وفي أسلوبه
وعباراته رقة، وفي صوره عذوبة، وفي موسيقاه وداعة، وفي معانيه طرافة،
كانت تتسلل إلى القلب مغلفة بموسيقا نفسه الهادئة، حتى وهي تضم بين نغماتها
ثورة قلب وتمرد وروح، لتعبر عن امتلاك صاحبنا ناصية الشعر.
والشاعر-في كل ما شعر - حيي، والحياء من الإيمان، والحياء سمة من
سمات الإنسان السوي، ولهذا كنت تراه يتغزل على استحياء، يخفي في نفسه ما
القوافي تصر أن تبده، بل إنك تراه يتوارى خلف رؤاه وأحلامه التي عبرت عن
رومانسية حالمة بغد أفضل، تراها وفي وصفه للزهر، للشمس التي تلملم بقايا
غلالاتها المشعة وهي تغادر أرضنا محملة بالأحزان والآلام مما شهدته في دورتها
اليومية، تراها في الدموع والآهات والحسرات، في الغيبوبة والشرود والأشواق،
في نجوى الفؤاد، في الشغف، في اليأس، في الأمل، في الحنين والاكتئاب
والاغتراب، في العودة ومنى النفس.