د. فرست مرعي الدهوكي
3 تمهيد:
مما لا شك فيه أن أول اتصال جرى بين المسلمين الفاتحين والكرد كان في سنة 16هـ/637م في عهد الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وما بعدها؛ عندما استطاعت الجيوش الإسلامية الانتصار على الجيوش الفارسية الساسانية في معارك القادسية وجلولاء ونهاوند (فتح الفتوح) ؛ حيث كان من نتائجها وصول المسلمين الفاتحين إلى المنطقة الكردية، وحصل آنذاك أول احتكاك معهم؛ حيث كانوا يعتنقون آنذاك عدة ديانات ومذاهب: (المجوسية والمذاهب الملحقة بها ـ الزرادشتية والمانوية والميثرائية والمزدكية ـ، والنصرانية، واليهودية) ، ومن ذلك الوقت ولعدة سنوات بدأ الكرد يدخلون في دين الإسلام أفواجاً. وفي غضون عقود قليلة بدأت عملية أسلمة المجتمع الكردي تمشي على قدم وساق؛ لملائمة الإسلام فطرة الكرد، ولسهولته وسماحته عكس التعقيدات، وصعوبة الطقوس التعبّدية في دياناتهم القديمة التي أثقلت كاهل الكرد. ولم تمضِ سنوات حتى كان غالبية المجتمع الكردي قد أسلم. وأما الروايات والتقاليد الشفهية التي تؤكد وجود تجمّعات زرادشتية داخل المناطق الكردية بعد الفتح الإسلامي بعدّة قرون، وتحديداً في منطقة (هورامان) الواقعة حالياً على الحدود العراقية الإيرانية جنوب شرق مدينة السليمانية؛ فيبدو أن تلك التجمّعات كانت من القلّة بحيث لا تؤثر على مجمل التحولات الدينية والسياسية والاجتماعية التي سادت هذا الجزء القصيّ والوعر من بلاد الكرد.
3 انتشار التشيّع بين كرد (لورستان) :
يبدو أن اعتناق الكرد مذهب التشيّع قد حدث في القرون المتأخرة؛ حيث إن التشيّع لم يتحول إلى فرقة أو طائفة إلا بعد القرن الثالث الهجري، وأخذ شكله وطبيعته البنيوية الخاصة به في العصر البويهي وما تلاه؛ حيث كُتبت في هذه الفترة المصنفات الحديثية الأربعة لدهاقنة التشيّع، فضلاً أنّ الكُليني، صاحب كتاب (الكافي) ، رتّب مع آخرين ممن يُدعون (سفراء المهدي المنتظر) كالخلاني وغيره؛ الغيبَتين الصغرى والكبرى، التي كانت في سنة 329 هـ بعد وفاة الكليني بسنة واحدة؛ مما أدّى إلى بروز هذا الجانب الاعتقادي. وأخذت الإضافات تأتي عليه تترى من قِبَل ما يُسمَّون بعلماء القوم إلى أن اكتملت صورته في العصر الصفوي في القرن التاسع الهجري (السادس عشر الميلادي) ، وظهر إلى الوجود لأول مرة كيان شيعي في ظل دولة تطبِّقه تحت شعار (وكالة الإمام المهدي) . وفُرض اعتناق هذا المذهب على سكان الهضبة الإيرانية بالقوة والقسوة الشديدة باعتراف المؤرخين الإيرانيين، وتمَّ إضافة طقوس عديدة عليه؛ كالسجود على التربة الحسينية، وتعظيم الشاهات (الملوك الصفويين) بالسجود، فضلاً عن إضافة الشهادة الثالثة (أشهد أن علياً وليّ الله) ، إلى أن وصل الأمر وبعد تراكمات عديدة أن أصبح ديناً بالمفهوم التقليدي، وعلى خلاف تام في العديد من الاعتقادات والشعائر عن المذهب السّنّي السائد آنذاك في الدولة العثمانية والدولة المغولية في الجانبين الشرقي والغربي من الهضبة الإيرانية.
ومما تجدر الإشارة إليه أن أحد الباحثين الكرد يعتقد أن تشيّع الكرد يرجع إلى أيام الإمارة الحسنوية التي كانت تحكم الأجزاء الجنوبية الشرقية من كردستان في الجانبين الإيراني والعراقي في العصر البويهي؛ وتحديداً ما بعد سنة 350 هـ. ويستنتج الباحث المذكور تشيّع الأمير بدر بن حسنويه البرزيكاني وقبيلته البرزيكان الكردية من أمرين اثنين: الأول: دفنه في ظاهر الكوفة (النجف حالياً) من قِبَل الزعيم الكردي المناوئ له الحسين بن مسعود الكردي (?) ، بعد أن قتله أتباعه الكرد من أبناء قبيلة الكوران (?) ؛ حيث يبدو واضحاً أن الأشخاص الذين يُدفنون في النجف بالقرب من المشهد المنسوب إلى الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب (?) ـ رضي الله عنه ـ يعتبرون من الشيعة؛ ولكن مع هذا توجد حالات تنسب إلى أشخاص دفنوا في النجف وهم ينتسبون إلى أهل السُّنّة (?) . علماً أن الأمير بدراً لم يدفن بناءً على طلبه أو طلب أسرته؛ بل دفن حسب أوامر خصمه حسين بن مسعود الكردي (?) !!
والأمر الثاني الذي استند إليه الباحث المذكور في تشيّع بدر بن حسنويه وعشيرته البرزيكان هو قوله: «إن قبيلة البرزيكان كانت تعتنق المذهب الشيعي، وخاصة أن سكان هذه القبيلة في إقليم لورستان الذي يعتنق معظم القاطنين فيه هذا المذهب (?) ، ثم إن البرزيكان كانوا يعيشون متجاورين ومتداخلين مع طوائف شيعية أخرى كاللورستان والكوران» (?) .
ويبدو أن الباحث لم يستند إلى مصادر بعينها، سواء أكانت عربية أو فارسية، في إثبات شيعيّة منطقة تمركز عشيرة البرزيكان والأنحاء المجاورة لها في إقليم الجبال ـ كردستان ولورستان حالياً ـ؛ وإنما اعتمد على الحدس والتخمين القائمَيْن على العاطفة، علماً أنه كان هناك بؤر شيعية متعددة في إقليم الجبال؛ ولكن لم يكن انتشارها واسعاً بحيث تغطي المنطقة؛ فقد ذكر ياقوت الحموي (?) في هذا الصدد أن التشيّع قد انتشر في مدينة (قم) في وقت مبكر (سنة 83 هـ/702م) . ويقول الأصطخري (?) : إن أهل (قم) كلهم شيعة. بينما يقول القزويني (?) : إن أهل بلدة (آبه) الواقعة على طريق بغداد ـ همدان ـ شيعة غلاة جداً، إلى جانب تمركزهم في الكوفة والجزء الغربي من بغداد (الكرخ) وأجزاء أخرى من العالم الإسلامي (?) .
ومما يدل على أن الأمير الكردي بدراً ابن حسنويه لم يكن شيعياً أن المصادر السُّنّية المعروفة؛ كالمنتظم لابن الجوزي والبداية والنهاية لابن كثير الدمشقي، كانت تكيل المديح له، ولو كان شيعياً لكان الأمر عكس ذلك؛ ولعل ذلك نكاية بخصمه!
3 نشاط الدعاة العبيديين (المتقدمين) :
النشاط الذي بدأه دعاة المذهب الإسماعيلي اعتباراً من سنة 260هـ/ 873 م حسب رواية المسعودي (?) ، والجهود الحثيثة التي قام بها أئمة الشيعة الزيدية المعروفين بالدعاة لتأسيس كيان سياسي لهم في إقليم طبرستان جنوب بحر الخزر (قزوين) ابتداءً من سنة 250هـ/ 864 م وانتهاءً بسنة 316هـ/ 928م (?) ؛ كل ما سبق أدّى دون شك إلى حدوث خلل بنيوي في مرتكزات أهل السُّنّة والجماعة تمخّض عن إدخال مناطق عديدة ضمن النطاق الشيعي بعد أن كانت حكراً على المذاهب السنّية. وقد حرص القادة العبيديون (الفاطميون) في مصر على استثمار كل الجهود من أجل نشر أفكارهم عن طريق إرسال الدعاة؛ فها هو المعز العبيدي (ت: 365هـ/975م) (?) يقول في خطاب له إلى الحسن القرمطي: «ومع هذا فما من جزيرة في الأرض ولا إقليم إلا ولنا فيه حجج ودعاة إلينا يدلّون علينا بتصاريف الألسن، وفي كل جزيرة وإقليم رجالٌ؛ منهم يفقهون وعنهم يأخذون ... » (?) .
وقد أشار الوزير السلجوقي نظام الملك (?) إلى نشاط الباطنية وكيفية ظهورهم، بأن عبد الله بن ميمون كان يدعو الناس إلى هذا المذهب في قوهستان العراق (إقليم الجبال ـ كردستان ولورستان الحالية) ، وأنه استخلف رجلاً يدعى خلفاً (?) ، قال له: «امضِ إلى جانب الري ـ بالقرب من طهران الحالية ـ، وادعُ إلى الشيعة؛ فالناس في الري وقم وكاشان رافضة كلهم، وسيستجيبون لدعوتك بسرعة؛ فيعظم أمرك هناك ويعلو شأنك» (?) .
ومن جانب آخر فإن النفوذ العبيدي (الفاطمي) قد زاد في أقاليم الدولة العباسية؛ نتيجة تشجيع البويهيين المذهب الشيعي الذي يدينون به، وهذا ما سهل إلى حدٍّ كبير مهمة الداعية العبيدي (موسى بن عمران الشيرازي) والد المؤيد الذي كان حُجةَ فارس ـ سفيرٌ إسماعيليٌ سرّيٌّ ـ أيام الوزير أبي غالب الواسطي وزير بهاء الدولة وسلطان الدولة، وقد تمتّع هذا الداعية العبيدي بمكانة سامية، حتى إن الوزير (فخر الملك) زاره أكثر من مرة في منزله، وفيما بعد خلفه في منصبه حجة فارس ابنه (هبة الله الشيرازي) الذي اتخذ لقب المؤيد لدين الله (?) .
وقد تمكّن (هبة الله الشيرازي) من إدخال الأمير البويهي أبي كاليجار (415 ـ 440هـ/1024 ـ 1048م) في الدعوة الإسماعيلية (?) بعد أن لقّنه أصولها؛ نظراً للتقارب الأيديولوجي بين الجانبين؛ حيث يقول في هذا الصدد: «كنت كل ليلة جمعة أمكث عنده إلى أن يمضي هزيع الليل، وهو يسألني عما يهجس في نفسه، وكنت أجيب عنه جواباً يظهر أثر تباشير الفرح في وجهه، وأسأله: كيف وقع هذا الجواب منك؟ فربما حرك رأسه يعني أنه جيد، فلا أرضى دون أن أقرره بلسانه أنه ما دخل في مسامعه مثله» (?) .
والدليل على دخول أبي كاليجار في الإسماعيلية ما ذكره في رسالته الجوابية إلى هبة الله: «إني سلمت نفسي وديني إليك، إنني راضٍ بجملة ما أنت عليه» (?) .
وكان نشاط الدعاة العبيديين في العراق وفارس ـ جنوب إيران ـ، إلى جانب رسائل إخوان الصفا (?) في البصرة، والنشاط الصوفي المكثف الذي امتزج بالفلسفة (?) حتى سمّاهم الغزالي (الصوفية المتفلسفة) (?) وتقاربها مع الشيعة على أساس وجود مبادئ متشابهة؛ حيث تتقارب شخصية علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ الشيعية والصوفية في موضوع التقديس الغالي للأشخاص فضلاً عن الأبوة العضوية والروحية للطرفين؛ كل ذلك قد مهّد الأرضية المناسبة لظهور حركات الغلو الباطنية الممزوجة بالتشيّع والتصوّف الفلسفي تحت مسميات متعددة، كـ: الحروفية (?) ، والبابية (?) ، والبكتاشية (?) ، والمشعشعية (?) ، ولا سيما أن قضاء المغول على الخلافة العباسية سمح للصوفية بتطوير عقائدهم والسير بها خطوات أخرى؛ حيث أعرضوا عن الحل الجزئي لتحلّ محلّه فكرة الاتحاد المطلق مع الله ـ جلّ جلاله ـ الذي يُعنى به (وحدة الوجود) .
أما الجانب الشيعي فتمَّ الاعتراف بهم كمذهب رسمي للدولة في عهد سلطانهم (أولجايتو خدابنده) سنة 709هـ/1309م، وهذا ما أدَّى إلى أن تكتسح أفكار هؤلاء مساحات واسعة من أقاليم المشرق الإسلامي؛ كـ: خوزستان (عربستان) ، وفارس، والجبال (كردستان ولورستان الحالية) ، وأذربيجان، وطبرستان. وهذا ما سهل مهمة الدعوة الصفوية (?) ؛ حيث ابتدع لها الأرضية المناسبة لانتشار مثل هذه الأفكار والأطروحات الغالية البعيدة عن أسس ومرتكزات الإسلام الصحيح الذي دعا إليه سيد المرسلين نبينا محمد بن عبد الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ والتي قادها الشاه إسماعيل الصفوي (?) (893 ـ 931 هـ/1487 ـ 1524م) الذي فرض التشيّع بالقوة والقسوة الشديدة (?) ، حتى أصبحت غالبية أقاليم إيران شيعية ابتداءً من سنة 908هـ/1502م، وهذا ما انعكس على الأقاليم التي يسكنها الكرد؛ حيث دخل بعضهم في التشيّع (?) . وهم قلّة لا يتجاوزون خُمسَ عدد الكرد في الوقت الحاضر.
3 الدوافع غير المباشرة لتشيّع بعض الكرد:
مهما يكن من أمر؛ فإن هناك عدة دوافع أخرى حَدَتْ ببعض القبائل والتجمعات الكردية في الجزء الجنوبي الشرقي من كردستان إلى اعتناق التشيّع وجعله مذهباً لهم، وتوزعهم على عدة فرق تبعاً لانقسام التشيّع إلى مجموعات، كـ: التشيّع الإثني عشري (الجعفري) ـ في كردستان العراق وإيران ـ، والنصيري (العلوي) ـ في كردستان تركيا ـ، والعلي إلهية ـ في كردستان إيران ـ، وأهل الحق والكاكائية والصارلية ـ في كردستان العراق ـ، وغيرهم. ومن هذه الدوافع:
1 ـ الحملات العسكرية الغاشمة التي بدأها الشاه إسماعيل الصفوي (1502 ـ 1524م) عندما جعل نصب عينيه تشيّع سكان الهضبة الإيرانية بالقوة، وكان من نتائجها أن دخلت بعض هذه التجمّعات الكردية في التشيّع.
2 ـ وجود العديد من المعابد الزرادشتية والمذاهب المجوسية الأخرى في المنطقة وانعكاسها على العادات والتقاليد الكردية؛ مما أدَّى إلى ضعف الوازع الإسلامي عند هؤلاء الكرد الساكنين في هذه المناطق؛ فمجرد وصول فكرةٍ ما، لا سيما إذا كانت مشفوعة بقوة السلاح، فلا غرو أن يعتنق هؤلاء الفكرة الجديدة.
3 ـ وجود تركّز يهودي قديم في هذه المنطقة (محافظتي كرمنشاه وعيلام حالياً) وسط غرب إيران، يرجع إلى أيام السبي البابلي الذي قام به الملك الكلداني (نبوخذ نصّر) سنة 586 ق. م، وانتقال العديد من اليهود إلى هذه المنطقة بقصد التجارة وغيرها من أساليب العيش؛ مما ترك أثراً واضحاً في البنية الذهنية والاجتماعية لهذه التجمعات الكردية؛ حيث أشار إلى ذلك الرحالة المسلم (المقدسي) عندما ذكر وجود عدد كبير من اليهود في إقليم الجبال، وذكره أيضاً الرحالة والضابط البريطاني (راولنسون) في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي عندما تطرق إلى العديد من الأسماء اليهودية لكُرد هذه المنطقة، مثل: داود، وسليمان، وإسحاق، وبنيامين.
4 ـ وجود الإمارة المشعشعية في منطقة الأهوار (محافظتي العمارة والكوت في العراق حالياً) و (شمال الأهواز في إيران) المحاذية لإقليم لورستان الكردي، وقيام العديد من الدعاة العرب التابعين لهذه الإمارة بالدعاية للمذهب الشيعي بين أفراد القبائل الكردية، واستغلال مأساة أهل البيت للدعوة إلى التشيّع، وكيف أن هذه التراجيديا المصطنعة قد أثّرت في وجدان الكردي الذي عانى الظلم لقرون عديدة فوجد فيها عزاءً له من الجانب النفسي والديني، لا سيما أن المنطقة الكردية كانت قريبة من المراقد الشيعية، فضلاًً عن ذلك أن كتاب (بحار الأنوار) للعالم الشيعي (المجلسي الصفوي) كان له تأثير واضح في بناء ذهنية جديدة عند الفرس والكرد والعرب الذين تشيّعوا؛ حيث يحوي العديد من الأحاديث الموضوعة التي تؤكد على أن الحج إلى ما يسمى بِـ (العتبات المقدسة الشيعية) في النجف، وكربلاء، والوران أفضل بعشرات المرات من الحج إلى الديار المقدسة في الحجاز! كما أن زيارة قبر الحسين ابن علي ـ رضي الله عنهما ـ يعادل سبعين إلى مئة مرة من الحج إلى مكة المكرمة! فلا عجب أن كان لكل تلك الأمور تأثير كبير في دخول الكرد البسطاء ـ آنذاك ـ في التشيّع، فضلاًً عن سماعهم بالجانب البطولي في سيرة أئمة أهل البيت ـ رضوان الله عليهم ـ وتحديداً الإمام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وسيفه البتّار (ذو الفقار) .
ونستطيع أن نلخِّص الموضوع برمّته في أن دعاة الشيعة كانوا من الذكاء بحيث استطاعوا تحويل مأساة أهل البيت إلى تراجيديا قفزت فوق التاريخ الحقيقي والواقعي إلى ما يسمى بالميثولوجيا ـ ما فوق الطبيعة البشرية ـ التي استنبطوها إلى حدٍّ كبير من مأساة عيسى المسيح ـ عليه السلام ـ، وكيف أن المدعوَّ بولس الرسول (شاؤول) ؛ مبتكر فكرة ألوهية المسيح، حوَّل المسيح التاريخي إلى أسطوري! فكان الأمر بالنسبة لدهاقنة الشيعة على الشاكلة نفسها؛ حيث تحول الحسين (التاريخي) إلى الحسين (الميثولوجي) ! صاحب المعجزات والكرامات الخارقة، والعصمة من الخطأ؛ بل الخطيئة! والتي تُعدّ في نظر العديد من الباحثين، ومنهم الفيلسوف الفرنسي (كوربان) ، استمراراً للنبوة الروحية، والتي تخالف في الكثير من مضامينها فكرة ختم النبوة والتوحيد الخالص؛ التي ترفض التقديس غير الموضوعي للرسل والأنبياء، فضلاً عن شخصية الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ سيد شباب أهل الجنة.