مجله البيان (صفحة 5909)

فلسطين ومقدساتها على مفترق طرق

كم تحتاج قضية فلسطين من عقود أخرى وأعوام، حتى تأخذ مكانها اللائق بها في اهتمامات الأمة شعوباً وحكومات وتجمعات؟ وكم تحتاج من الجهد حتى يصحَّح مسارها في اتجاه الانتصار بالخروج من (الحصار) الحقيقي المفروض عليها منذ ما يقرب من ستين عاماً، الحصار على الحدود بفرض القيود التي تحمي اليهود، بل تقدم لهم أسباب القوة والتوسع على أطباق من الهوان والخذلان.

الأمة في حاجة إلى من يعيد إلى قضية فلسطين وهجها، حتى تلتف القلوب من جديد حول نداءات شعبها ومقدساتها؛ فمؤخراً بدأت فصول مرحلة جديدة من التآمر على القضية الفلسطينية، لا يدري أحد إلى أين تصل؟

فالمشروع الإسلامي الذي حاولت حركة حماس إقامته على ما بقي من أرض فلسطين سلمياً، قامت الدنيا ولم تقعد من أجل إحباطه سياسياً أو حتى عسكرياً، وثوابت القضية الفلسطينية التي لا تحتمل الجدال وفق مقررات الدين والعقل، تتعرض للنقض عروة عروة؛ فكلما انحلت عقدة، تطلَّع الأعداء إلى التي تليها!

والمسجد الأقصى الذي خطط اليهود لهدمه نحو أربعين عاماً بعد احتلال القدس، يبدو أنهم قد قرروا الآن هدمه على مراحل، أو على طريقة السياسي اليهودي الأمريكي «هنري كيسنجر» : (طريقة الخطوة خطوة) ، وهي الطريقة ذاتها التي ظلت تنقل القضية برمتها (خطوة خطوة) إلى حافة التفكك والانهيار.

ونحن إذ نتساءل: متى تصل نداءات القدس إلى المسامع، وصرخات المسجد الأقصى إلى القلوب، وأنَّات «فلسطين التاريخية» إلى العقول؟

نفتح هذا الملف، في هذا العدد والذي بعده، لعل نداءات المآذن وصرخات الأقصى وأنّات فلسطين تجد آذاناً تسمع وقلوباً تعي وعقولاً تفهم، قبل أن تتغير الأحوال، وتحل بنا جميعاً سنن الاستبدال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015