يحيى بشير حاج يحيى
«إلى الذي لم يتمغر وجهه مرة واحدة لما يصيب المسلمين»
هُمومُ المسلمينَ أسىً دَفوقُ
وَمَا لَكَ لَسْتَ تَعْبأُ بالمَآسي
لَيالِيهمْ ظَلامٌ في ظَلامٍ
وقد أَمْسى حِماهُم دونَ حامٍ
فَبُوذِيٌّ يُذَبِّحُهم جِهاراً
وكم ذاقُوا الأَذى في دارِ غَرْبٍ
وكم أَجْرَىُ الشيوعيونَ دَمْعاً
إذا غَضِبَ النَّصارَى أَنْصَفُوهم
وإِنْ غَضِبَ اليهودُ فَإنَّ أَلْفاً
وما لِلْمسلمينَ إذا تَنَادَوْا
تُحيقُ بهم هُمومٌ قاتِلاتٌ
فكُلُّ مصائِبِ الدنيا توالَتْ
ولنْ تَجِدَنَّ أَرْخَصَ مِنْ دِمانا
أَتَلْهو؟! ما خُلِقْتَ لِمثْلِ هذا
أأنتَ وَرِيثُ مَنْ فَتَحوا بِرِفْقٍ
فَوَجْهُكَ مِنْ صَفاقَتِهِ مَرايا
تُرَدِّدُ ما يُقالُ بغيرِ فَهْمٍ
فليتَكَ ـ والرَّزايا كالِحاتٌ ـ
إِذا لم تَسْتَفِقْ عند البَلايا
فما لَكَ لا تُحِسُّ ولا تُفيقُ؟!
تُحاصِرُهم! فما هذا المُروقُ؟!
فلا بَدْرٌ يَلوحُ، ولا بُروقُ!
وبينَ حَصادِهِمْ شَبَّ الحَريقُ
وهِنْدوسِي، وسِيخيٌّ صَفِيقُ
وكم ضاعَتْ لهم فيها حُقوقُ؟!
لهم ودَمَاً، وكم غُصَّتْ حُلوقُ؟!
وحاوَرَهم بإحسانٍ «رَفيقُ» !
مِنَ الأعذارِ يَبْذُلُها «شَفوقُ» !
لِنَيْلِ حُقوقِهم إِلاَّ العُقوقُ
ولولا العَجْزُ ما كانت تَحيقُ
فَتَهْجيرٌ وتَجويعٌ وضِيقُ
تُراقُ! وأنتَ دَمْعَكَ لا تُريقُ
فَشَعْبُكَ في مآسيه غَريقُ
قلوبَ الناسِ؟ حَاشا لا يَليقُ
لِظُلمِ الظالمينَ، وأَنْتَ بُوقُ
كِضِفْدَعَةٍ يَطيبُ لها النَّقِيقُ
تُحِسُّ بِهِنَّ يوماً، أو تَضِيقُ
فَلَسْتُ إِخالُ أَنَّكَ تَسْتَفِيقُ