تعد حركات (تحرير!) المرأة من أقدم المشروعات العلمانية التغريبية في بلادنا الإسلامية. ولم تتعرض قضية من قضايا الأمة للتشويه والتلبيس كما تعرضت له قضية الحجاب.
لقد صور إعلامنا العربي الحجاب على أنه رمز من رموز التخلف الحضاري والانحطاط الثقافي، وارتفعت الأصوات التغريبية بكل حدة تسخر منه بكل ألوان السخرية والاستهزاء!
وبعد عقود متتابعة من ذلك الكيد والمكر: هل تخلّت المرأة المسلمة عن حجابها..؟
الواقع يحدثنا بأن عودة النساء إلى الحجاب أصبحت ظاهرة متصاعدة؛ ففي بلد مثل تونس يصنَّف الحجاب رسمياً على أنه (زي طائفي!) وتحاصَر المرأة المحجبة حصاراً مستفزاً في دوائر العمل والمؤسسات العامة، ومع ذلك فالحجاب هو السِمَة السائدة في الشارع التونسي، ليس في الأرياف والمدن الصغيرة؛ بل في العاصمة والمدن الكبيرة..!
وعندما تتأمل تصريحات وزير الثقافة المصري الأخيرة بشأن الحجاب والمحجبات، تدرك يقيناً أنها تصريحات المحبَط الذي يرى الجهود التغريبية تتآكل كل ثمراتها، وتذبل بوضوح في الشارع المصري، وحسبك أن تنظر إلى ردود الفعل الغاضبة من كافة شرائح المجتمع المصري، التي أصبحت أكثر وعياً وإدراكاً بطبيعة تلك المعارك المفتعلة.
إنها بكل وضوح عودة صادقة للحجاب.
لقد وجدت المرأة المسلمة أن الحجاب ليس مجرد رمز تقليدي أو شعبي لا معنى له؛ بل هو رمز ديني تعتز به وتفخر.. وجدت فيه معنى العفة والكرامة.. إنه شعيرة لا تقبل المساومة أو المزايدة..!!