مجله البيان (صفحة 5776)

الفرحة الدامية

عيسى العزب

نضب الكلام فما لديَّ كلامُ

والشعر كف عن الشعور فلم تعد

ودفاتري الخرساء يمضغها الأسى

فلِمَ الحياة وأحرفي منهارةٌ

ولِمَ البشاشة والدماء غزيرة

أيكون لي ثغر ضحوك باسمٌ

يا عيد معذرةً فعطرك لم يزل

أقبلت لا أدري باي تحيةٍ

أقبلت والآمال تمضغ ذاتها

أقبلت والأرض الطهورة فوقها

يا عيد إن الظلم طال ولم تزل

تغتالنا الأذناب وهي رخيصة

مسرى النبي هناك يمسح دمعه

حتى النساء رحلن عن أوطانهن

فأرامل تلقى الردى.. وعجائز

يا عيد معذرة فإن مواجعي

أنا إن نطقت فرب حرف واحدٍ

فإذا صمتُّ فلا تقل صَمَتَ الفتى

والحبر جف وماتت الأقلامُ

في مقلتيه المفردات تنامُ

مذ غاب عنها الشعر والإلهامُ

وقصائدي فوق الرصيف حطامُ

وعلى الجراح خناجر وسهامُ

وجوارحي تقتاتها الآلامُ

عبقاً تفوح بريحه الاعوامُ

أُلقي عليك.. وهل يطاق سلام؟

وبنفسها تتعثر الأحلامُ

ينمو القتال ويُعشب الإجرامُ

تمشي على أعناقنا الأقدامُ

ويذلنا ـ نحن الكرامَ ـ لئامُ

وبنهر دجلة صدمة وصِدامُ

فلا يطيب بارضهن مقامُ

نُصبت لهن على الفلاة خيامُ

شتى ولكن حولنا إعلامُ

أدلي به.. ومصيره الإعدامُ

فالصمطت في لغة الكلام كلامُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015