مجله البيان (صفحة 574)

البابا يدعو الشباب التشادى ليكونوا قساوسة

البابا يدعو الشباب التشادي ليكونوا قساوسة

-التحرير-

أمضى البابا جون بول الثاني آخر يومين من رحلته بعد أن زار خمس دول

أفريقية في تشاد حيث زار مدينتي (سارة) و (ماوندو) الواقعتين في أقصى ...

الجنوب، ذكرت ذلك صحيفة (الواشنطن بوست) الصادرة يوم 1/ فبراير 1990م

والتي نقلت عنه كذلك دعوته الشباب التشادي للتفرغ للعمل في الكنيسة ومناشدته

إياهم أن يصبحوا قساوسة. جاء ذلك في الخطاب الذي ألقاه في اليوم الثاني لزيارته

(الخميس1/2/90م) أمام بضعة آلاف من التشاديين المسيحيين بحضور (ماتياس

نجرائيري) مطران تشاد الوحيد، ومجموعة القساوسة هناك والبالغ عددهم (189)

قسيساً يمثل التشاديون منهم أقل من عشرين بالمائة والبقية أجانب.

ومعلوم أن مسيحيي تشاد تابعون للكنيسة الكاثوليكية الرومانية وهم لا

يتجاوزون نسبة 5% من مجموع السكان الذي يربو على الخمسة ملايين كما تصل

نسبة المسلمين فيه إلى 60%، والبقية وثنيون يعيشون غالباً في الجنوب حيث

ينتشر ويعمل بينهم هؤلاء المسيحيون ومن ورائهم الفاتيكان وجمعيات التنصير

المختلفة التي فتح أمامها المجال بعد دخول البلاد تحت سيطرة المستعمرين

الفرنسيين في العقد الثاني من هذا القرن، فأفرخت بضعة أحزاب وجمعيات سياسية

كان لها أثر مباشر على تطورات الأمور في تشاد، كما تربى في مدارسها بعض

من قُدِّر له أن يحكم البلاد ولسنوات طويلة أمثال فرانسوا تومبلباي وفيلكس معلوم.

واليوم وإن لم يعودوا على رأس الحكومة إلا أنه لا زال لهم فيها نفوذ قوي

وهم يشكلون نسبة عالية من سكان أكبر مدينتين بعد العاصمة (إنجامينا) هما

(سارة) وسكانها 124. 000 نسمة، و (ماوندو) وسكانها 87. 000 نسمة، وتعتبر الأخيرة المنتج الرئيس للقطن الذي يقع على رأس قائمة الصادرات التشادية، كما أنهم يتلقون دعماً قوياً من الفاتيكان الذي لا يألو جهداً في استغلال حاجة الناس وفقرهم إلى الغذاء والدواء والتعليم في إيجاد وتوفير بيئة مناسبة لنشر المسيحية بينهم.

إن أمام المسلمين في تشاد مراحل طويلة وصعبة لا بد من تجاوزها حتى يتم

لهم التمكين لدينهم، وتخليص بلادهم من الحروب والانقسامات الداخلية، وإخراجها

من أزمتها الاقتصادية المزمنة، ولذلك فإن الحاجة ماسة لأن يقدم المسلمون لتشاد

وشعبها المسلم دعماً قوياً في كل المجالات؛ اقتصادية وتعليمية أو غيرها، وأن

يساعدوها ويمدوها بالمال والرجال وأن يتعاونوا في ذلك دولاً وشعوباً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015