محيي الدين عطية
هيفاء يمنحها النّدى في كل فجرٍ قُبلتيْن
ممشوقةً تعلو بقامتها البناءَ بطابقيْن
قد شاركَتْ نجمَ السماء سجُودَه، متلازميْن
تختال نشوى بالنسيم يَهُزّها من جانبيْن
تُرخي جدائلَها على الشُّرُفات خُضرَ الخُصلتين
وتمدُّ كفّاً للنوافذِ حاملاً عُصفورتيْن
تتبادلان الشدْوَ والتسبيحَ ملءَ الخافقيْن
حتى إذا حلَّ الخريفُ ومسَّ منها الوَجنتيْن
اِحْمَرَّتا خَفَراً وقدْ سقط الخِمارُ عَن الغُصيْن
وتطايرتْ أوراقُها، فبكَتْ بماءِ الْمُقْلتين
روَّتْ بأدمُعها بساطاً من نَسيج الرّاحتيْن
واستقبلَتْ بردَ الشتاء كماردٍ صفْرِ اليديْن
سُبْحان ربّي، قد وَهَبْتَ لنا الهداية مرتيْن
وَحْياً تنزَّلَ مُعْجِزاً، والكونَ يُبهِرُ كلَّ عيْن
بروائعِ الآياتِ في الآفاقِ مِلءَ الناظريْن