إعداد: نجوى محمد الدمياطي
العظمة الحقيقية
حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحاً، أو أطيب منهم قلباً، أو
أرحب منهم نفساً، أو أذكى منهم عقلاً.. لا نكون قد صنعنا شيئاً كبيراً.. لقد
اخترنا لأنفسنا أيسر السبل وأقلها مؤونة! .
إن العظمة الحقيقية: أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح السماحة والعطف
على ضعفهم ونقصهم وخطئهم، وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم
ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع!
إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ومثلنا السامية، أو أن نتملق
هؤلاء الناس ونثني على رذائلهم، أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقاً.. إن التوفيق
بين هذه المتناقضات وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد؛ هو العظمة
الحقيقية.
سيد قطب - أفراح الروح
أهل العبودية
.. لم ينسبوا إلى اسم ... فلم يشتهروا باسم يعرفون به عند الناس من الأسماء
التي صارت أعلاماً لأهل الطريق..
وأيضاً، فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد يجري عليهم اسمه فيعرفون به دون غيره
من الأعمال فإن هذا آفة في العبودية، وهي عبودية مقيدة، وأما العبودية المطلقة:
فلا يعرف صاحبها باسم معين من معاني أسمائها، فإنه مجيب لداعيها على اختلاف
أنواعها، فله مع كل أهل عبودية نصيب يضرب معهم بسهم، فلا يتقيد برسم ولا
إشارة، ولا اسم بزي، ولا طريق وضعي اصطلاحي ... بل إن سئل عن شيخه؟
قال: الرسول، وعن طريقه؟ قال: الاتباع، وعن خرقته؟ قال: لباس التقوى،
وعن مذهبه؟ قال: تحكيم السنة، وعن مقصوده ومطلوبه؟ قال: [يُرِيدُونَ وجْهَهُ] وعن رباطه؟ قال: [فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا
بِالْغُدُوِّ والآصَالِ، رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ولا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وإقَامِ الصَلاةِ وإيتَاءِ
الزَّكَاةِ] وعن نسبه؟ قال:
أبي الإسلام لا أب لي سواه ... إذا افتخروا بقيس أو تميم
ابن القيم - مدارج السالكين " بتصرف "
أنشودة رمزية
لقد حانت الساعة التي ينساب فيها شعاع الفجر الشاحب بين نجوم الشرق.
ستحمل إشعاعات الصباح الجديد، ظل جهدك المبارك، في السهل الذي تبذر
فيه.
وسيحمل النسيم الذي يمر الآن البذور التي تنثرها يداك.. بعيداً عن ظلك.
ستتابع شمس الحق سيرها دون تراجع، وستعلن قريباً انتصار الفكرة وانهيار
الأصنام، كما حدث يوم تحطم " هبل " في الكعبة.
مالك بن نبي - شروط النهضة " بتصرف "