أعلام الإسلام
ابن جرير الطبري إمام المفسرين
محمد محمد توفيق
هو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، ولد سنة
224 هـ، في بلدة آمل عاصمة طبرستان ببلاد فارس.
عاش عصراً من أزهى عصور الإسلام تقدماً وإنتاجاً على جميع المستويات
الفكرية، فقد كان عصر جمع وتبويب وتصنيف ونقد، ووضع قواعد عامة للعلوم،
واستقراء للجزئيات.
صفاته:
عفيف النفس، لا يقبل الهدية إلا إذا كان يقدر على المكافأة عليها، فيه زهد
وورع وتقوى، رفض المناصب التي عرضت عليه. كان يتمتع بعقلية واعية نيرة، وحافظة لاقطة، وقلب نابض بالإيمان، وعقيدة متينة، ونفسية مطمئنة، وجرأة
في الحق. حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وأمَّ الناس وهو ابن ثماني سنين،
وكتب الحديث وهو ابن تسع سنين.
برع في الفقه والحديث والقراءات والنحو والحساب وغيرها، ووهب العلم
عمره. وماله، شهد له الجميع بسعة العلم ودقة التفكير.
كان شافعي المذهب، ثم انفرد بمذهب مستقل لم يكتب له الدوام، وذلك
لذهاب مدوناته، وتفرق أصحابه وأتباعه.
رحلاته:
رحل إلى كل من الري، والبصرة، وواسط، والكوفة، وبغداد، وبيروت،
ومصر، طلباً للعلم وبدلاً له، إلى أن مات ببغداد عام 310 هـ.
من شيوخه:
في الحديث: محمد بن حميد الرازي، وهناد بن السري، وإسماعيل بن
موسى.
وفي التاريخ: محمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن أحمد بن حماد
الدولابي، ومحمد بن موسى الحرشي، وعماد بن موسى القزاز، ومحمد بن الأعلى
الصنعاني، وبشر بن معاذ، ومحمد بن بشار بن بندار.
وفي الفقه: الحسن بن محمد الزعفراني، وأبو سعيد الإصطخري، والربيع
بن سليمان الجيزي تلميذ الشافعي.
وفي اللغة: أحمد بن يحيى ثعلب..
وغيرهم كثير من مختلف المذاهب، ومن مختلف الأقطار.
تلاميذه:
تتلمذ عليه الكثير من أشهرهم: أبو بكر بن كامل بن خلف، وعبد العزيز بن
محمد الطبري، وأبو إسحاق بن إبراهيم بن حبيب الطبري.
كتبه:
- جامع البيان عن تأويل القرآن (جامع البيان في تفسير القرآن) ، وقد اعتمد
في تفسيره هذا على المأثور الذي صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو
الصحابة رضي الله عنهم، أو التابعين، وكان يهتم بالأسانيد وتقييم الرجال، ويبتعد
عن التفسير بالرأي، ويعرض أوجه القراءات، ويبتعد عن التعمق الفارغ
والتفريعات الهامشية والتكهنات غير المفيدة، ويستشهد على المعنى اللغوي بأحاديث
المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وكلام العرب وأشعارهم، ويعتني بالإعراب فهو
يوضح المعنى.
- تاريخ الأمم والملوك.
- كتاب آداب النفس الجيدة والأخلاق النفيسة.
- اختلاف علماء الأمصار في أحكام شرائع الإسلام.
- صريح السنة (يوضح فيه مذهبه وعقيدته) ..
- الفصل بين القراءات.
- آداب القضاة.
- فضائل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
وغيرها كثير، ومما يدل على ذكائه وحفظه أنه قال:
لما دخلت مصر لم يبق أحد من أهل العلم إلا لقيني وامتحنني في العلم الذي
يتحقق به، فجاءني يوماً رجل، فسألنى عن شيء من العروض، ولم أكن نشطت
له قبل ذلك، فقلت له: علّي قول أن لا أتكلم في شيء من العروض، فإذا كان في
غد فصر إلي، وطلبت من صديق لي كتاب (العروض) للخليل بن أحمد، فجاء
به، فنظرت فيه ليلتي، فأمسيت غير عروضي وأصبحت عروضياً.
رحم الله أبا جعفر وأسكنه فسيح جناته ...