صالح البوريني
سطع البيان وحصحص البرهانُ
وتهافت الميثاق والإعلانُ
في مجلسٍ سمَّوه زوراً مجلساً
للأمن يفقد أمنَه الإنسانُ
هيا تفجرْ أيها البركانُ
سعّر جحيمك تسقط الأوثانُ
الكون حولك رابضٌ متربص
والدهر نحوك شاخص يقظانُ
في ظلِّ سيفك راحة وأمانٌ
وبحدِّه كل الحقوق تُصانُ
قُمْ طالبِ الدنيا بحقك إنما
بالسيف تُدرك حقَّها الشجعانُ
ركب الحضارة خطوه متعثر
عميان قاد جموعهم شيطانُ
والراقصون على جراحك عصبة
متآمرون وكلهم خُوَّانُ
يتخاصمون على المغانم بينهم
وحصادنا الأحقاد والأضغانُ
يتقاسمون حقوقنا فنصيبُهم
منها القصور وحظُّنا الأكنانُ
يتقلّبون على وثائر كدحنا
وعلى الثَّرى يتقلب الجوعانُ
يتقربون إلى الأجانب زُلفةً
ويُساق نحو المذبح القربانُ
نحن القرابينُ الذبيحة ويحنا
قطعانُ تمضي خلفها قطعانُ
يا ويحنا والأرض تبكي ذلَّنا
ودماء غزة عارض هتانُ
والقدس قد فلّ الحديد نجيعها
وذوت بحرِّ لهيبها القضبانُ
أبغير قعقعة السلاح تفاوض
وبغير زمجرة الرصاص رهانُ؟