د. عدنان علي رضا النحوي
يقولون قد أقبل العيد! ما العيد؟!
كيف يجيء؟! فهلاَّ انتحى (?)
أبي! فهل العيد يأتي لِكَيْ
يسُرَّ القلوب وكي يشرحا؟!
أبي كيف أفرَحُ في عيدنا
أليس هو العيد أن نفرحا؟
فأين الملاعبُ؟ أين الفضاء
وما طاب للنفس أو رُوِّحا
نروح ونغدو على ساحِها
أليسَ من الحق أن نمرحا
وأرجُوحة العيد؟! والملتقى
سمعنا بذكر له فامّحى
وأين البساتين؟! أين الرياض
وزهرٌ هُنالك قد فوَّحا
أبي! أين إطلالة العيد في الأُفقِ؟!
ما شكله حينما يظهرُ؟!
أيأتي علينا ومِنْ حَولِنا
دمُ دافقٌ أو أسى أكبرُ
فلا الدار دارٌ وقد هُدمتْ
ولا خيمةٌ يا أبي تَسْتُرُ
ومن حولنا غاصب مجرم
يصول ويفتك أو يغدرُ
تُساندُه عُصبة المجرمين
فيمضي بطغيانه يفجُرُ
فلم يبق إلا بقايا دموعٍ
وشكوى تئن ولا َتجْهَرُ
وصمت من الأهل أقسى علينا
فلا هو يُسْعفُ أو ينصرُ
أبي أصبح العيد ذكرى لنا
يكاد يغيب فلا يُرقَبُ
وكنا نفيء لتلك الظلالِ
لزيتونة ساحها أرحبُ
إلى شجر البُرتقالِ فيحنو
علينا! ولَيْمُونةٍ تحْدبُ
إلى أمة عزُّها زاهر
ظلال الهدى والتقى الطيِّبُ
هُنالِكَ تلقى الطفولةُ أعيا
دُها! تَنْشُرُ العطر أو تسكبُ
أبي سأظلُ على ثغرةٍ
ليُقْبِلَ عيدٌ لنا يُطربُ
يضمُّ الشتاتَ ويُعلي البناء
على أمة مجْدُها أغلبُ