أسامة بن سعيد آل دبيس
أريد أن أعرض في الدراسة للمستجدات الحاصلة في العراق وفي محيطنا، وأحاول أن أتلمس الخيط لدى كل قوة فاعلة، تارة محللاً وتارة مستشكلاً.
بعض الناس ينظر لما يحدث بالعراق من زاوية ويترك الأخرى، ونريد أن ننظر إليه بزاويتيه، دون تكلفٍ للوصول إلى غايةٍ قد أُحبِّذها، أو غضِّ طرفٍ نحو شيء قد لا أحبه.
سأتحدث في البداية عن قوات الاحتلال وما يتعلق بها، ثم أتحدث عن تيار الشيعة وما يدور حوله من حديث، ثم عن المقاومة العراقية؛ مدى فاعليتها، وما يمكن أن تواجهه.
وهذا كله يعتبر مقدمة لا بد منها للوصول إلى النتيجة التي نريد الوصولَ إليها، وهي محاولة الوصول إلى التوقع السليم للمستقبل السياسي في العراق، من خلال دراسة المستجدات والأحداث الأخيرة.
- أولاً: حال قوات التحالف:
انتصر المحتلون في العراق في أيام معدودة، ووصل غرورهم بعد الانتصار السريع إلى الرغبة في إعادة بناء الأمم المتحدة، ومجلسِ الأمن الدولي، وتهديدِه بملاقاة المصير نفسه لبعض دول الجوار علناً.
ثم ما لبث هذا الهيجانُ أن تراجع، فوصل به الأمرُ إلى استجداء الدولِ المهدَّدةِ قَبْلُ، بالمساعدة لإيجاد حلٍ وتعاونٍ معها (1) .
بل طُلبت الوساطةُ من العدو اللدود (إيران) عَلَناً، في قضية الصدريين مثلاً (2) ، بعد أن هدده قبْلُ علناً.
لا أريد أن أستعرض جوانبَ الخلل لدى المحتلين الأمريكان؛ فهي تُطرح حتى لدى كتابهم! وفي أشهر الصحف والمجلات الأمريكية، بل حتى في تقاريرَ من مراكز دراسات استراتيجية أمريكية كثيرة.
وسأتجاوز هذا الأمر، مع إلماحةٍ له في سياق الحديث، وأكتفي بالإشارة إلى اعتراف بوش نفسِه بسوء تقديره لما بعد الاحتلال، وأنّ عمليات المقاومة كانت مفاجئةً له (3) .
وفي جملة تصريحات صريحة لـ (باول) استعرضها (بوب هربرت) ، متسائلاً عن وضع الحرب في العراق. يقول في بعضها: «أمامنا طريق صعب يتعين علينا اجتيازه» ، «لن أقوم بالتقليل من مقدار الخطورة التي يمثلها التمرد الذي نواجهه في العراق» ، «إن المقاومة تلقي بظلال سوداء على جهود الولايات المتحدة في العراق» (1) ، «إن الوضع يسوء في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات» (2) ، وآخرها إثارةً تصريحُه القائل: «إننا خسرنا الحرب في العراق!!» .
وكذلك مسلسل التنازل التدريجي في الخطابات السياسية الأمريكية الخاصة بالعراق والدول المعارضة للحرب ودول الجوار.
وهناك أمر مهم، وهو أن الأمريكان دخلوا العراق بِحَفْنة من الحلفاء الذين يدورون في الفلك الأمريكي، وأنهم لم يوسعوا تحالفهم للغزو، كما حصل في حرب الخليج الثانية، وقد نقدهم على هذا الإجراء عدد لا يحصى من الخبراء والساسة الأمريكان وغيرهم، إلا أن الغرورَ الذي تتمتع به الشخصية الأمريكية أبى إلا الاستفرادَ بالكعكة العراقية، خاصة إذا صدقت تلك التقارير التي تشير إلى أن العراق ربما يصبح الدولة الأولى في العالم من حيث احتياطيات البترول.
وباستيلاء أمريكا على العراق؛ ومع تطوير إنتاجه من البترول ـ الذي بدأت التحذيرات على مستوى العالم من نضوبه في العقود القليلة القادمة ـ تكون أمريكا قد وضعت يدها على قرابة ستين بالمائة من البترول العالمي، إذا ضممنا إليه الخليج الذي توجد بالقرب منه القواعد العسكرية الأمريكية.
وبهذا تكون أمريكا اللاعبَ الحقيقيَّ في العالم بأسره، من كل الجوانب الاقتصادية والعسكرية والسياسية، ولن يجرأ أحدٌ بعد هذا أن يرفع رأساً في وجهها (خصوصاً الدول التي لا تملك آبار نفط كافية لحاجتها كالصين وفرنسا وألمانيا واليابان) لأنه سيكون قد خاطر مخاطرة كبيرة جداً.
ولكن السؤال: ما الذي جعل أمريكا تتراجع ـ نوعاً ما ـ بهذه السرعة، وجعلها تطالب حلف الناتو والأمم المتحدة للتدخل بالعراق، بعد أن تركتهما في قرار الحرب، بل حتى الدول العربية دُعيت للتدخل، ولكنه التدخلُ العسكريُّ فقط؟
هذا يؤكد وجود مقاومة قوية وفاعلة داخل العراق، بخلاف ما يحصل مثلاً في أفغانستان ـ نوعاً ما ـ نظراً لاختلاف الظروف.
وقد كان لغزو العراق وما تبعه من أحداث تداعياتٌ عديدة على الساحة الدولية، يجب أن تكون في حسبان كل من يتعامل مع قضية العراق، أذكر منها:
1 - بوادر تفكك حلف الناتو وانقسام الغرب، بعد أن كانوا متحالفين كما حصل مؤخراً في أفغانستان وغيرها.
وقد حاول (كيري) المرشح الخاسر أن يطرق على هذا الوتر كثيراً، وهو من أهم نقاط برنامجه السياسي المعلن، إلا أنه لم يصل للرئاسة، وبعدها أكد بوش بمناسبة فوزه بأن ولايته الثانية ستكون استمراراً لبرنامجه في ولايته الأولى.
2 - تصدع الحلف التركي الإسرائيلي.
وللأسف لم يُستغل هذا من قِبَل الدول العربية بالشكل الكافي، باستثناء سوريا، بل أصبحت تركيا تعتبر نفسها مستهدَفة من قِبَل الموساد والمخططِ الأمريكي في موضوع الأكراد والنشاط اليهودي في شمال العراق.
والأخطر في الأمر بالنسبة لإسرائيل وأمريكا أن الجيش التركي الذي يقوم بمهمة حراسة العلمانية في البلاد أصبح مع الحكومة ـ التي تصنف على أن لها ميولاً إسلامية ـ في بوتقة واحدة في هذه القضية، وهذا بلا شك يصب في صالح حكومة العدالة والتنمية.
ووصل الأمر إلى إشارة وزير خارجية تركيا إلى اتهام (إسرائيل) في تفجيرات أنقره وإسطنبول الأخيرة (3) .
وهناك تحليل في هذا الموضوع (موضوع العلاقات التركية الإسرائيلية) أن حكومة العدو الصهيوني لم تلجأ إلى هذا الأمر ـ وهو إشعال فتيل القومية الكردية في المنطقة ـ مع أنه يهدد بفقد حليف استراتيجي لها، إلا بعد أن رأت بوادر الاندحار في الاحتلال الأمريكي، وأن هذا التصرف أشبه ما يكون بالهبوط الاضطراري، بعد أن توصل الإسرائيليون إلى قناعةٍ بأن واشنطن لن تقف في وجه طهران، وأنها لن تكون قادرة على تحقيق الاستقرار في العراق (1) .
وأصبح أمام تركيا المتخوفة من استقلال الأكراد أربعة خيارات:
الأول: خيار إيجابي بالنسبة لها، وهو أن تقوم في العراق حكومة قوية موالية للغرب، لها سيطرة قوية على شمال العراق وتحافظ على وحدته، وهو مستبعد بالنظر إلى أرض الواقع: الأرض العراقية عموماً، والكردية خصوصاً.
والخيارات الثلاثة الباقية كلها سلبية بالنسبة لتركيا:
أحدها: أن تقوم بالعراق حكومة ضعيفة، ويعطى الأكراد حكماً ذاتياً، يؤدي لاستقلال الأكراد واستئثارهم بمناطقهم.
ثانيها: أن تقوم حكومة شيعية امتداداً لنفوذ إيران منافستها بالمنطقة.
ثالثها: أن تشتد المقاومة، وقد يتخللها ما يشبه الحرب الأهلية بين الأطياف العراقية، مما يجعل العراق في حالة غير مستقرة، ومن ثم يؤثر على الداخل التركي.
3 - تشوُّه صورة الأمم المتحدة أمام العالم.
وارتفعت أصوات كثيرة بإعادة تشكيلها وصياغتها، كان هذا من الفريقين ـ الداعي للحرب والمناهض لها ـ وهو السبب الحقيقي في استقالة (ريتشارد بيرل) المحافظ المتطرف رئيس المجلس الاستشاري للبنتاغون، بعد مقالة كتبها، وهاجم فيها أوروبا العجوز، ودعا إلى إعادة تشكيل مجلس الأمن وفق التحالف الذي قام بغزو العراق.
4 - انكشاف عوار الديمقراطية الغربية، وأنها لا يسمح بتطبيقها الحقيقي إلا على الجنس الأبيض فقط.
وأن الغرب لا يحركه سوى مصالحه وأطماعه الاستعمارية، ويستخدم هذه الشعارات ليحقق بها مآربه وأطماعه فقط.
5 - إحياء الجهاد وروح المقاومة في القلب الإسلامي العربي ـ الجغرافي ـ بل وقرب اسرائيل، مما يهدد أمنها القومي والاستراتيجي.
ولذا كان على الدولة العبرية أن تكون حاضرةً، وبشكل قوي في هذه القضية؛ لأن القضية قضيتها في النهاية.
وينبغي العلم أنه لا يمكن أن تقبل بأي كيان يعلن العداء لأمريكا والدولة العبرية، فضلاً عن أن يكون ذا بُعدٍ إسلامي، وستقاوم ذلك بكل ما أوتيت من قوة، وستحاول إحباطه بأي أسلوب كان.
فيجب على المقاومين أن يدركوا ذلك بعمق أكثر، وأن لا تكون قراراتهم متهورة، ودون خطوات متدرجة مدروسة، تُوازنُ بين الأولويات، وتترك الثانويات؛ إذا ما أرادوا النجاح لمشروعهم الذي يقاتلون من أجله.
- ثانياً: واقع الشيعة:
لم يعد خافياً على أحد أن الشيعة في العراق يتكونون من عدة أطياف متنافسة فيما بينها، وربما يصل الأمر أحياناً إلى الاقتتال.
ويمكن إجمال تيارات الشيعة في العراق في تيارين متقابلين:
1 - التيار المتوافق مع الاحتلال:
ويأمل هذا التيار في أن يحقق مكاسب من المحتل، ولهم معه مفاوضات ووعود بإعطائهم الدور الأكبر في الدولة.
ويدخل هنا تيار السيستاني، وآل الحكيم ويمثلهم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وفيلق بدر، وحزب الدعوة بجناحيه السياسي والعسكري، وحزب الجلبي ـ وهو علماني ـ إلا أنه انضم إلى قائمة السيستاني وله ميليشيات محدودة، وحزب الله العراقي وله ميليشيات مسلحة أيضاً، وغيرهم (2) .
وعند الحديث عن الشيعة في العراق فلا بد من التطرق لإيران الداعم الخلفي لهم.
وسأشير هنا في موضوع علاقة إيران بالاحتلال إشارات سريعة، معلقاً على بعض الوقائع:
أ - لم يكن مفاجئاً أن نسمع وزير الدفاع العراقي المؤقت حازم الشعلان ـ وهو شيعي عراقي الأصل ـ أن يقول: «إن إيران العدو الأول للعراق، وإنها اخترقت جميع مفاصل البلاد ومؤسسات الدولة وبضمنها وزارته» (3) ، ولكن الغريب أن يُشكّل أغلب الحرس الوطني من ميليشياتٍ مؤسسةٍ في إيران! مثل فيلق بدر التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وميليشيات حزب الدعوة.
وهي حركات تتبنى فكرة الثورة الإيرانية، ومدعومة بشكل مباشر منها، ويجب أن لا ننسى دعوة عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الأعلى لإلزام بلاده بتعويض إيران بمائة مليون دولار من أضرار الحرب السابقة؛ ولكن لا عجب فهو فارسي الأصل.
وأما حزب الدعوة فهو متبنٍ لفكرة تصدير الثورة؛ فرئيسه إبراهيم الجعفري ـ رئيس الوزراء حالياً ـ يعتبر الرئيس العام؛ وهو أشبه بفكرة المرشد الأعلى، وله فرع تمثيليّ له في العراق يسمى فرع تنظيم العراق يرأسه أبو عقيل الهاشمي (1) ، مما يؤكد أنه يتمثل السياسة الإيرانية (الجمهورية الإسلامية في إيران) .
ب - أعلن الأمريكان عقب (زلزال بُم) تعليق العقوبات المفروضة على إيران منذ عشرين عاماً.
وقال رفسنجاني ـ الرجل القوي في إيران ـ: «إن واشنطن تُصدر إشارات إيجابية منذ عدة شهور» وقال: «علينا أن ندرسها بعمق أكبر» (2) .
ج - في البيان الختامي لمؤتمر شرم الشيخ كان من بين فقراته محاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب ضد إيران والكويت، ثم غداء خرازي وباول على طاولة واحدة، والحديث عن إمكانية إعادة العلاقات، وعدم اعتراض أمريكا على مؤتمر طهران الأخير الذي كان بشأن العراق. وبالمقابل ننظر إلى سوريا وما تواجهه من ضغوط متصاعدة، على عدة جبهات.
د - التحذيرات المثيرة من قِبَل الملك عبد الله (ملك الأردن) ـ في خروجٍ عن نمط الدبلوماسية العربية المعتادة ـ من هلالٍ شيعي عربي، يمتد من إيران مروراً بجنوب العراق وصولاً إلى سوريا ولبنان.
هذه الأمور وغيرها الكثير يستدعي الانتباه إلى أن شيئاً ما يُحاك خلف الكواليس، وأنا هنا لا أزعم أنني توصلت إلى نتيجة نهائية بخصوص العلاقة بين إيران والاحتلال، إلا أنني أجد نفسي أمام جملة من المتناقضات، وأشعر أن المعلومات التي اطلعت عليها ما زالت لا تفي بالغرض، ولكن التاريخ سيبين كل شيء.
وقد حاولت تفسير هذه القضية ـ من الناحية السياسية ـ في مقالي السابق، وهذه النقاط الأربع السابقة تؤكد قربه من الواقع.
وملخص ما توصلت إليه أن إيران تتمتع بقدرات سياسية فائقة، خاصة إذا ما قورنت بالدول العربية؛ فهي تطمح في تعاملها مع القضية العراقية إلى هدفين رئيسين: عدم استقرار الاحتلال في العراق؛ والحصول على أكبر قدر ممكن من النفوذ الشيعي في العراق، مما يقوي نفوذها هي بالتبع، وهي فرصة تاريخية لا تعوض بالنسبة لهم.
وقد يكون هدفُهم من هذا ـ الهدف الثاني ـ الحصولَ على ورقة ضغطٍ جديدة تهدد المحتل، أو قد يكون الطموح التوسعي، أو قد يكون الدوافع الطائفية، وقد تكون هذه كلها مجتمعة.
ولكن من خلال متابعة الأحداث؛ نجد أن إيران غلَّبت جانب الهدف الثاني على الأول بشكل يثير الاشمئزاز، وغلَّبت مصالحها الطائفية، وإن كانت على حساب الأمة بشكل عام، وهذا ما يدعو الكثير إلى إثارة موضوع العَلْقَمية في هذا الوقت، مما يؤكد النظرية التي سبق أن طرحتها، وهي الاختلاف الثقافي والحضاري بين الشيعة والسنة، مع ضم الاختلاف العرقي مع الفرس، ومن ثَمَّ اختلاف المصالح والأهداف السياسية.
ويأتي هنا دور المحتل في استغلال هذا الاختلاف، سواء في العراق أو لبنان أو أفغانستان.
ولكن لا يعني هذا أنه لا يمكن أن تقوم علاقة بين المقاومة وإيران؛ فهي دولة محنَّكة في السياسة، وتلعب على كل اتجاه، وتستغل كل فرصة.
2 - التيار المناهض للاحتلال:
وأول من مثّله هم تيار الخالصي في بعقوبة، ولكن بعد انضمام الصدريين لهذا التيار مؤخراً، أصبح التيار المقاوم لدى الشيعة يتصاعد، ثم ما لبث أن هَدَأَ بعد معركة النجف، وهو مرشح للظهور في المستقبل مجَدَّداً.
وهنا ينبغي الإشارة لأمور:
أ - أن هذا يعتبر إخفاقاً سياسياً لإدارة الاحتلال؛ فهذا فصيل من الشيعة الذين طالما غازلهم الاحتلال، وحكم لهم بالأغلبية قبل الإحصاء السكاني، وأعطاهم المناصب الحساسة في الدولة، ومع هذا لم تفلح إدارة الاحتلال في استيعاب الصدر ومن معه.
بل قد صرّح الصدر نفسه بأن الانتخابات ستكون على حساب السنة.
ب - هذا الأمر يستدعي الانتباه للمقاومة السنية؛ فالتيار الصدري تيار عربي الأصل ليس بفارسي أعجمي كالسيستاني مثلاً، وكون المرجعية الشيعية بيد العرب داخل العراق فإن هذا الذي لا تريده أمريكا ولا إيران؛ حيث ستصبح النجف ومرجعها مهبطاً للشيعة في العالم، وسيصبح دور قُم الفارسية أضعف نتيجةً لذلك.
أما سبب كون أمريكا لا تريد هذا الأمر، مع أنه سيُضعف دور إيران؛ فله تحليلات عديدة، من أبرزها: أنها لا تريد مرجعية قوية داخل العراق، قد تسبب لها بعض المشاكل، وربما أنها لا تريد ذلك؛ لأن الشيعة العرب أقرب للاتفاق مع السنة، وربما لأنها لا تريد استثارة إيران في هذه المرحلة على الأقل، وربما لغير ذلك.
وقد ذكر عدد من المحللين أن هناك تنسيقاً بين المقاومة السنيّة والصدريين، إلا أننا لم نتأكد: هل أدرك السنة هذه الفرصة المواتية لهم أو لا؟ فكثيراً ما تنتصر دول وحركات ضعيفة بعد عون الله بالتحالفات؛ بل إذا نظرنا إلى سيرة المصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ وجدنا شواهد كثيرة من ذلك، منها مثلاً مسألة الجوار الذي كان يدخل به الرجل إلى مكة ويسير فيها دون أن يمسه أحد، إذا ما علموا أنه في جوار آل فلان مثلاً.
وكذا تحالفه مع بعض العشائر، والصلح والهدنة مع أخرى، وهكذا من أنواع السياسة الشرعية.
- ثالثاً: المقاومة العراقية:
بعد مضي قرابة سنتين منذ غزو العراق؛ ما زلنا نسمع بمقتل جنود الاحتلال يومياً من قِبَل المقاومة، وما زالت الحرب لم ينطفئ لهيبها، وكلما زاد عدد ضحايا الاحتلال في العراق تذكَّر الأمريكان شبح فيتنام، وأخذوا يقارنون بين الحربين.
ومن تلك المقارنات: أن قتلى الاحتلال في العراق خلال الأشهر العشرة الأولى من الحرب فقط، أكثر من قتلى السنوات الأربع الأولى لحرب فيتنام، مع أن الفيتناميين كان خلفهم الجيش الشعبي الصيني والاتحاد السوفييتي، وأما المقاومة في العراق فلا نصير لهم حتى الآن بين دول العالم.
يقول الجنرال (لانس سميث) نائب رئيس القيادة المركزية الأمريكية: «إن المقاتلين العراقيين أصبحوا أكثر فاعلية ضد خطوط الإمداد، وإن الهجمات بالمتفجرات أدت إلى إبطاء العمليات العسكرية» وأضاف: «إنهم أصبحوا أكثر فاعلية في استخدام العبوات الناسفة المحلية الصنع» ، وذكر أنهم اضطروا لاستخدام طائرات النقل 130 C لنقل الإمدادات (1) .
وأصبحت القوات المحتلة بين نارين: إما البقاء والمزيد من تصاعد المقاومة لما تسببه رؤية القوات الأجنبية من تذمر الشعب، وإما الانسحاب السريع الذي قد يؤدي إلى حرب أهلية؛ وخسارة كل ما قدمته القوات في الاحتلال (2) .
وقد كان لهذه المقاومة العديد من النتائج الإيجابية في صالح العراق والدول العربية، والساحة الدولية أيضاً.
ومع كل ما يقال عن قوة المقاومة، وما تحدثه من إثخان في المحتلين؛ إلا أن الأمر ليس هيِّناً؛ فهي تواجه أعتى قوة في العالم، ويهابها كل دول العالم شرقاً وغرباً لما تمتلكه من قوة وقدرات.
حتى ولو تجاوزنا هذا الأمر؛ فلن ترضى الدول الغربية بظهور دولة مستقلة في قرارها وسياستها، خصوصاً مع قربها من إسرائيل وثراء العراق بالنفط، بل إن كثيراً من دول الجوار لن ترضى بكيان قد يهددها.
ولكن يمكن للمقاومة كي تنجح أن تسعى جاهدةً لإقامة علاقات ـ بأي شكل كان ـ بعضها مع بعض أولاً، ثم مع القوى الأخرى داخل العراق لمحاولة كسبهم، ثم مع دول الجوار بمحاولة طمأنتهم وأنهم لا يستهدفونها إطلاقاً، وبهذا قد تنجو من المعارضة الدولية.
فالأمر يجري وفق سنن الله ـ تعالى ـ الكونية التي تجري على المؤمن والكافر، والبر والفاجر، ولا بد من السير بتوافق معها، وعدم أخذ الأمر بتبسيطها وتحليلها بالنظرة الحدّية القاصرة: هذا كافر، وهذا مرتد، وهذا عميل؛ وانتهى الموضوع.
ولذا كان لزاماً على قادة المقاومة المخلصين لقضيتهم أن يجعلوا الأمر بيد أهل الخبرة والمعرفة، وأن يكونوا من أهل البلد، حتى ينفوا عن أنفسهم التهمة بأنهم مجموعة من الأجانب.
- ملحوظات على تيار المقارمة:
ومن خلال المتابعة للأحداث الجارية في العراق؛ فقد ذكر عدد من المحللين أموراً كثيرة تهدد هذه المقاومة بالفشل والتشرذم، ومن أبرزها:
أ - ضعف الجانب السياسي لدى المقاومة من مخططين ومحاورين ومتحدثين يفهمون اللعبة السياسية وأبعادها.
ب - محاولة بعضهم حصر المقاومة على تيار واحد، واستعداء الشيعة وغيرهم.
ووصل الأمر حيناً إلى استعداء دول الجوار وتهديدها، بدلاً من محاولة إقناعها ـ سواء بطريق مباشر أو غير مباشر ـ بأن الأمر قد يطالها هي في النهاية، أو مهادنتها على الأقل.
ج - عدم التفريق بين المتعاونين مع الاحتلال بين سائق شاحنة وحامل بندقية.
وهذا الأمر من الأمور التي قد تسهم في إضعاف القاعدة الشعبية للمقاومة، وعزوفِ الناس عن تبنيها والاقتناعِ بجدواها، مما يفقدها لأهم وأقوى أسلحتها في الحقيقة.
- افتراضات مستقبلية متوقعة:
وبعد هذه المقدمة لا بد من نتيجة وثمرة لها، وهي بالطبع افتراضات المستقبل.
من خلال الرصد السابق للأحداث، وما يتخللها من ملاحظات، يظهر على السطح عدة افتراضات محتملة، هي استكمال لما طرحته في المقال المشار إليه آنِفاً، مع التأكيد على أن هذا مبني على سياسة الاحتلال الحالية بخلاف ما لو تغيرت، وهي مرشحة للتغير.
أولاً: احتمال عودة ملف الصراع العربي الإيراني من جديد: لما أفرزته حرب العراق من مستجدات مقصودة من قِبَل الاحتلال، وهو ما يفسر طرح مصر مثلاً لقضية الجواسيس الإيرانيين، واتهامهم بمحاولة تدبير اغتيالات بمصر والسعودية ـ مع أنها مستبعدة خصوصاً في ظل الظروف الراهنة - وعدم قبولها للتقارب مع إيران، مع أن هذا الملف كاد أن يقفل.
ثانياً: مزيدٌ من الضغوط من قِبَل الاحتلال على دول الجوار لإنقاذ موقفه: وربما يتجاوز الضغوط الأمنية إلى الضغوط الثقافية والاجتماعية والسياسية - خاصة على سوريا ومصر وبعض دول الخليج ـ وفي هذا السياق جاء مؤتمر شرم الشيخ، ومزيدٌ من المحاولات لاستجلاب قوات تساعد على ضبط الأمن.
يأتي هذا بالتزامن مع تزايد مستوى الخوف والحذر لدى الحكومات العربية من سياسة المحتل تجاه الطائفية وتفتيت العراق، والمخاوف من الجماعات المسلحة التي سيكون العراق مرتعاً رحباً لها، خاصة إذا ما استمرت الفوضى فترة أطول.
ومن البديهي أن يكون العراق منطلقاً لكل أجهزة الاستخبارات التي تريد تصفية حسابات أو تحقيق أهداف معينة.
ومن الواجب على الدول العربية أن تحاول إقامة خيوط علاقة مع القوى المعتدلة هناك، كهيئة علماء المسلمين مثلاً، وأن تحاول دعمها ولو بشكل غير مباشر، وهذا يزيح عنها عبء ما لو تخلت أمريكا عن العراق بأي شكل من الأشكال، وحتى لا يبقى العراق بين أيدي الاستخبارات الإيرانية والغربية في سباق محموم، وهم في خارج الساحة ينتظرون الفأسَ أو المطرقة.
وكثيراً ما نسمع ـ من عملاء الاحتلال بعد عمليةٍ ما ـ معلقاً يقول: إن هذا بتدبير الدول التي لا تريد استقرار العراق. ولا ندري: هل هذا حقيقةٌ فنقول إن هذه الدول بهذه الجرأة وهذا الفهم العميق وهذا البعد الذي ينظر للمستقبل بعين المسؤولية؟
ومما لا شك فيه أنه كلما زادت المقاومة في وجه الاحتلال كلما تعلم دروساً في طريقة تعامله مع المنطقة، وقد كان لهذه المقاومة الأثر الكبير على العالم، وقد وضع رامسفيلد ـ كما يقول ـ ستين دولة في القائمة السوداء تستحق الضرب في نَظَرِه؛ فلقد كاد العالم أن يشهد (هتلر) جديداً، ولكنه هذه المرة يملك القوة التي تدمر العالم عدة مرات، ويسيطر على الأمم المتحدة؛ إلا أنه ذاب حميمه أمام ضربات المقاومة.
ولا يعني هذا الكلام أن التيار المحافظ (المحافظين الجدد) قد تراجع عن برنامجه الإمبراطوري الإمبريالي، ولكن لا أستطيع التنبؤ بخططهم الجديدة، وإن كانت المؤشرات والأخبار المسرَّبة تشير إلى زيادة سيطرة المتطرفين على الأجهزة الحساسة في الدولة كالدفاع والاستخبارات.
ولكن الذي أستطيع الجزم به؛ أنه لم يعد بالحماسة التي كان عليها؛ وأنه أعاد دراسة كل ما كان يفكر فيه قبل ذلك!
ثالثاً: فيما يخص الشيعة وتحالفهم ـ في غالبيتهم ـ مع المحتل: فلا يتوقع أن يرجع المحتل عن هذه السياسة، وقد ورَّطَ نفسه في أتونها، وبنى كثيراً من قراراته عليها.
فهو واقع بين مطرقتين من صُنْعِه: إما السير قُدماً ومعه الشيعة على حساب السنة، وإما التوقف والتراجع لمحاولة إعادة التوازن، وهذا لن يرضي الشيعة إطلاقاً وقد بسطوا نفوذهم في كل أجهزة الحكومة المؤقتة.
ولكن ما مصير حركة الصدريين؟
لا شك أنهم ضُرِبوا بقسوة من جهتين: من الاحتلال ومن بقية الشيعة، ولكن ثورتهم من جديد محتملة.
ومما سيشجعهم عليها نجاح المقاومة السنية، في الصمود في وجه الاحتلال حتى الآن، وربما يستفيدون من طريقة السنة ويكون دافعاً لهم.
رابعاً: فيما يخص قوات الاحتلال: المتوقع ـ والله أعلم ـ هو المزيد من الأزمات التي تنتظر قوات الاحتلال؛ فهناك عدد من الدول انسحبت من التحالف كأسبانيا والفلبين وتايلاند وهندوراس وجامايكا وغيرها.
وهناك عدد منها أعلنت انسحابها عقب الانتخابات كهولندا وبولندا (1) وإيطاليا والمجر وأوكرانيا.
وبعضها الآخر يترنح كاليابان وكوريا مثلاً، نظراً للمعارضة الشعبية.
مما يعني المزيد من الحاجة الأمريكية لإرسال الجنود، مما يرفع تكاليف الحرب ويزيد من الحرج الشعبي الذي تواجهه حكومة بوش من قِبَل المعارضة.
ولكن لهم سياسة لحلِّ هذه المشكلة مؤقتاً، وهي أنه في حال حلول موعد تبديل القوات فإنها تمدد للموجود على الأرض مع استقبال الدفعة الجديدة، ومن ثَمَّ يتضاعف العدد بشكل غير مباشر، أو بتجنيد عدد أكبر من المرتزقة؛ إلا أنه تبقى مسألة زيادة النفقات.
وهنا نقطة مهمة، وهي أن أمريكا ومعها عدد من الحلفاء دخلوا العراق، ولذا كان لزاماً إبقاء المعركة ضدها ومن معها تحديداً.
ولكن نجد فيما ينسب لبعض جماعات المقاومة ـ التي توصم بأنها جاءت من الخارج ـ تعمل في طريقٍ عكس هذا، مما يزيد المشاكل ويفاقم المصاعب.
وأرجو أن لا أكون مخطئاً في خَرْصي (*) بأن الحرب في الأيام القادمة ـ خاصة مع تصاعد أعمال المقاومة ـ قد تكون في العراق مع الغرب عموماً وليس مع أمريكا فقط، وهذه كارثة وفالجة، ولكن ليس قبل مرور عدة سنوات، وتغير الحكومة في أمريكا. والله أعلم.
ويجب أن نذكر أن قوات التحالف لا تقاتل قناعةً منها سوى القوات الغربية فقط، وهم في قتالهم يستذكرون أنهم أمام عدوهم التقليدي على مر التاريخ، وهو المنافس الحضاري الوحيد لهم، ولذا فهم يقاتلون حاملين لواء العقيدة، أو الفداء لوطنهم، أو تاريخهم وحضارتهم، كل هذه عقائد تستخدم عسكرياً عندهم؛ بخلاف كوريا واليابان مثلاً، فليس هناك عداء تاريخي معهم.
ونظراً لأن ساحة التأثير على أفراد الحركة الإسلامية تغيرت وبشكل كبير، ولكن قادتها ومنظروها الأوائل أقل تغيراً وتفهماً، فوسائل التأثير والوصول للناس غَدَت كثيرة جداً، وبالطبع سيكون هناك خلاف كبير نظراً لتعدد الخطابات والمناهج الطارئة والقديمة.
ومما يبين هذا الكلام بشكل أوضح؛ فإن من المتوقع في حال نجاح بعض هؤلاء في ضرب المحتل، وذيوعِ إنجازاتهم، وانتشارِ صورٍ لبطولاتٍ لهم؛ أن يُسهم في الترويج لفكرهم ومنهجهم، وزيادة المتبنين له، خاصة من الشباب صغار السن؛ مع أن هذا ليس ميزاناً علمياً، فضلاً عن أن يكون شرعياً.
ولذا يجب على العلماء والمثقفين وأصحاب الخبرة أن يكونوا حاضرين في هذه الأزمة بكل شجاعة، وأن يعالجوا المشاكل كما هي، لا أن يحاولوا إخفاءها أو تجاهلها؛ لأن ذلك يفاقم المشكلة ويعقدها.
هذا وقد وردت آثار في مثل هذا المعنى، منها حديث عبد الله بن أبي أوفى ـ رضي الله عنه ـ أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تتمنوا لقاء العدو، وسَلُوا الله العافية.. الحديث» (2) .
يقول أبو العباس القرطبي: «الحرب تتراءى لأخفِّ الناس بالصورة المستحسنة، تم تتجلى عن صورة مستقبحة؛ كما قال الشاعر:
الحرب أول ما تكون فتية
تسعى ببزتها لكل جهولِ» (1)
والذي يُخشى هو أن يصل الأمر بقوات الاحتلال إلى أن تصبح في وضع لا ترى لها مخرجاً إلا الحرب الطائفية، وقد بدت بوادر ذلك؛ إلا أن المخلصين يعرفون هذه المصيدة جيداً.
وهناك فَرَضية تُطرح بقوة، وهي الاتحاد الفيدرالي لثلاث مناطق في الشمال والجنوب والوسط بشكل يشبه الانفصال ـ وجاء الإعلان الأخير من قِبَل عدد من الأحزاب الشيعية بالمطالبة بالحكم الذاتي للجنوب في هذا الإطار، وقد يقوي هذه الفرضية أن هذا الحل قد يضمن ـ في نظر بعض المحللين ـ استمرار تدفق النفط من الحقول الجنوبية والشمالية الغنية، وترك الوسط الثائر وحصره في مناطق فقيرة.
إلا أنه ليس بالإمكان تطبيق هذه الفرضية بسهولة لوجود كثير من المعوقات، ومن أبرزها: وجود سنة مقاومين في الجنوب والشمال، ووجود شيعة وأكراد مقاومين أيضاً وإن كانوا قلة، ومنها معارضة دول الجوار، ومنها صعوبة تأمين أجزاء من البلد دون أمان الأخرى.
ومن القضايا التي تعقّد على الأمريكان حل مشكلة العراق هو إصرار طهران على امتلاك التقنية النووية، مما يجعل بقاءها في منطقة قريبة منها أمراً مهماً بالنسبة لهم، ولو قُدِّر أن حُلت هذه القضية مع إيران سواء بطريق الضغط والتفاوض، أو بطريق ضرب المفاعلات وانتهاء القضية بسرعة ـ مع استبعاده حالياً ـ فإن افتراض انسحاب أمريكا سيقوى كثيراً، وسيعتبرون أنهم قد حققوا هدفاً مهماً بالنسبة لهم، مما يخفف خسائرهم السياسية.
خامساً: مستقبل المقاومة: المتوقع تصاعدها، وسيستمر الأمر بتهميش السنة ومن معهم من المعارضين للوجود الأجنبي، مما يزيد من قناعة المقاتلين والمعارضين بأنه لا حل إلا المقاومة المسلحة.
(1) انظر تصريحات جون أبو زيد، جريدة الحياة 19/11/2004م.
(2) كما صرح بذلك وزير خارجية إيران كمال خرازي. موقع الجزيرة ـ الأربعاء 14/4/2004م، ووصل وفد الوساطة بغداد في هذا اليوم برئاسة مدير الشؤون الخليجية بوزارة الخارجية الإيرانية حسين صادقي.
(3) موقع الجزيرة 27/8/2004م نقلاً عن النيويورك تايمز في حوار معه.
(1) النيويورك تايمز، ونشر هذا في جريدة الاتحاد بالتنسيق معها في 28/9/2004 م.
(2) في لقاء معه في برنامج (هذا الأسبوع) بقناة أي بي سي في 26 أيلول، نقلاً عن ميشيل منير بجريدة تشرين 1/11/2004م.
(3) الوطن 27/6/2004م.
(1) كان هذا في تقرير للكاتب الأمريكي سيمور هيرش في نيويوركر ماغازين 21/4/2004م، وهو الكاتب الذي كشف فضيحة أبي غريب قبل شهرين من هذا التاريخ، نقل هذا التقرير سعد محيو في ملحق الوسط السياسي في جريدة الحياة 28/6/2004م.
(2) وقد سبق أن تحدثت عن هذا الموضوع في مقال سابق (المقاومة العراقية والمستقبل السياسي في العراق) مجلة البيان عدد ذي الحجة 1424هـ.
(3) جريدة الشرق القطرية 5/8/2004م، وكرر ذلك قُبيل الانتخابات وبلهجة أشد في 15/12/2004م، وكان أعجب من ذلك رد الناطق باسم الحكومة الإيرانية؛ إذ وصف ـ بكل ثقة ـ هذه التصريحات بأنها دعائية، وقال: «إننا على ثقة من أنه سيعود عن هذه التصريحات كما حصل في الماضي، إنها نوع من الدعاية لأغراض داخلية عراقية» ! الحياة 16 ديسمبر، وأكد على هذا التفسير عدد من الأحزاب الشيعية العراقية مستنكرين لهجته.
وفعلاً في20 ديسمبر اعتذر علاوي عن هذه التصريحات، وقال: بأنها لا تمثل وجهة نظر الحكومة الانتقالية.
(1) جريدة الحياة، 15/6/2004م.
(2) موقع الجزيرة نت، 9/11/1424 هـ.
(1) الحياة، 17/12/2004م.
(2) انظر كلام (جيمس دوبينز) الموفد الأمريكي السابق للبوسنة وأفغانستان في مقال له في مجلة فورين افيرز، نقلته جريدة الحياة 17/12/2004م.
(1) وقد استعجلت ذلك بسحب نصف قواتها تقريباً.
(*) الخَرْص: تقدير بظن.
(2) متفق عليه.
(1) نقله في طرح التثريب (7/216) .