سالم بن رزيق بن عوض
حان الأذان وآن أن نزجي الورى
يعلو على درج الحياة وينتشي
يتلو على الدنيا ربيع وجودها
يسمو بها فوق الوجود ويعتلي
وكأنه في الناس صيحة صالح
يلوي الضلال، ويرتوي من مائه
هذه الدنى ظمأى إلى إشعاعه
خلعت ثياب الخير في أسلافها
تجري على الأيام في أهوائها
شربت كؤوس كؤوسها في غيها
وتقلب الأبصار في حمأ الخنا
حيرى الدروب، على القلوب سحابة
في دفتيه على الزمان شهادة
قوم على الهيجاء آساد وفي
زرعوا السفوح عقيدة لا تنثني
ومشوا على هام الخطوب وأوقدوا
وتسابقوا في الله وهو وليُّهم
قوم سرى في الأرض نور يقينهم
يا روح إخلاص الوجود وفيئه
وتروح في عين الرواح وتغتدي
كل الأنام تكاد تجأر في الدنى
فيض من الفيض العميم ونعمة
عذب الحقيقة لم تزل في مائه
نغماً من النور المبين معطرا
ويصب في ذات النفوس العنبرا
وتعب من ماء الحياة مكوثرا
فوق الحقيقة لا يهاب ولا يرى
وكأنه في الغاب آساد الشرى
قلب يسبح في الصباح وفي السرى!
تمسي وتصبح في العراء وفي العرا
ومشت مفتحة العيون إلى الكرى
وتخوض في وحل الضياع إذا جرى
وعتت، تلون ما تشاء وما ترى
دوماً تقدم من يبيع لمن شرى؟
سَوْدا، تحملق في المدائن والقرى
من جيل من عبد الإله وكبرا
رهج الظلام سنابك لا تزدرى
وتواضعوا لما أقاموا في الذرى
كل المشاعل في هدايات الورى
نحو الخلود وقدروا ما قدرا
فأتى إلى شتى النفوس ونورا
تبقى على أرض النعيم الكوثرا!
في الأفق تسفح جذوة أو بيدرا
وترى الأذان على العيون مسطرا
جذلى تفيض على الأحبة جوهرا
كل العيون ترى الأذان الأنهرا
يُهدَى إلى الآفاق من أم القرى