مجله البيان (صفحة 5099)

سباق الرئاسة الأمريكية (*)

تعد انتخابات الرئاسة الأمريكية هي أقوى تمثيل لتبادل الأدوار بين جناحي حزب المال والسلطة الأمريكي. فرغم أن مؤسسي أمريكي قد حذروا من الأحزاب السياسية، إلا أن أكثر من 60% من الشعب الأمريكي اليوم ينتمي حزبياً إلى أحد الجناحين الديمقراطي أو الجمهوري. وحتى البقية التي تسمي نفسها "بالمستقلين"، فإن الانتخابات الرئاسية الأخيرة أوضحت أن أكثر من 70% منهم قد صوتوا لأحد الحزبين. يعني ذلك أن ما يقارب من 85% من الشعب الأمريكي يرتبط بشكل أو بآخر بالحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وفي دراسة لجون بيبي John رضي الله عنهibby، للخبير الأمريكي في شؤون الانتخابات، ذكر أن كل الرؤساء في أمريكا بدءا من عام 1852م، وحتى اليوم كانوا من أحد الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري، وبلغت نسبة مجموع الأصوات التي حصل عليها الحزبان معاً في أي من الانتخابات الأمريكية التي تلت الحرب العالمية الثانية أكثر من 94.8% من إجمالي الأصوات الانتخابية. وجميع حكام الولايات الأمريكية أيضاً ينتمون إلى أحد الحزبين.

وفي ملف هذا العدد، نحاول أن نعرض بعض الجوانب التي يمكن أن تفيد القارئ حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ويتضمن الملف عدد من الدراسات التي تعرف بالمرشحين لمنصبي الرئيس ونائبه، ومواقفهم الانتخابية لهذا العام. كما يقدم الملف تلخيصاً لأهم المواقف السياسية لكلا المرشحين من القضايا الانتخابية الرئيسية، ومن القضايا التي تهم القارئ العربي والمسلم.

كما يتضمن الملف أيضاً دراسة عن العملية الديمقراطية لانتخاب الرئيس، ومدى الدور الذي يقوم به الشعب الأمريكي في انتخاب من سيتولى رئاسة الولايات المتحدة. وبالملف دراسة عن التمويل المالي لانتخابات الرئاسة، والدور الذي تلعبه الشركات الأمريكية الكبرى في ذلك. وأخيراً دور الإعلام في التأثير على سباق الرئاسة الأمريكية.

الانتخابات الرئاسية الأمريكية فرصة للتعرف على تأثير القوى المختلفة على الحياة السياسية الأمريكية. ومن المؤسف أن العالم العربي والإسلامي ليس له أثر مباشر في التأثير على هذه الانتخابات رغم أن نتيجتها تؤثر بشكل مباشر على الحياة السياسية في المنطقة العربية والإسلامية. إن مجرد الاكتفاء بدور المراقب والمعلق على هذه الانتخابات لن يفيد الأمة في هذه الفترة التي اختارت فيها الولايات المتحدة التدخل المباشر وغير المباشر في شؤون العالم العربي والإسلامي. وهذا الملف محاولة للتعرف على هذه الانتخابات من زوايا جديدة تعين على اختيار أنسب الوسائل في المستقبل للتأثير الإيجابي في هذه الانتخابات لخدمة مصالح الأمة. والله تعالى خير معين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015