التحرير
إضراب مئات السجناء الفلسطينيين عن الطعام في سجون الاحتلال اليهودي فتح ملفاً كبيراً محزناً عن الأوضاع الإنسانية والإجراءات القمعية في السجون اليهودية.
وأشد ما يؤلم في تلك السجون الاعتداء الحيواني الفاضح على أعراض النساء والأطفال، بل على أعراض الرجال أيضاً، والعياذ بالله.
وأمام سمع العالم وبصره يمارس اليهود أبشع صور التعذيب والإهانة والظلم والديكتاتورية، ولا يجرؤ أحد على الإدانة، فضلاً عن التدخل أو فرض العقوبات.
ولماذا الإدانة أصلاً والغرب كله يتفرج على العبث المستفز في حقوق سجناء جوانتانامو وجانجي، وأبو غريب ... وغيرها من السجون (الديموقراطية المتحضرة!) ولا يحرك ذلك ساكناً؟
وها هي ذي مهزلة جديدة تدور فصولها في المحاكم العسكرية الاستثنائية لمحاكمة معتقلي جوانتانامو، ومع ذلك كله يتحدثون عن القيم وحقوق الإنسان.
إنها آيات صارخات للتردي الإنساني والحضاري الذي وصلت إليه السجون في ظل القيم المادية النفعية التي تسود العالم المتأمرك.
والحقيقة التي استقرت من خلال التجربة الطويلة للفلسطينيين: أن القمع والجبروت والظلم اليهودي لن يُغيّر من الاعتزاز بالدين والغيرة على الحرمات شيئاً؛ بل إن السجون تزيد من إصرارهم وثباتهم على الحق، وإيمانهم بموعود الله لهم بالنصر والتمكين، قال الله ـ عز وجل ـ: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69] .