مجله البيان (صفحة 4633)

نص شعري

وقفة على أطلال بغداد

محمود العمراني

...

كل شيء أخي على ما يُرامُ ... الأسى والهموم والآلامُ

والجراح التي تنزف ماءً ... والدموع الغزار والأسقامُ

ليس في وجهنا الحزين مكانٌ ... أو زمانٌ يحل فيه ابتسامُ

فالعراق العريق أضحى سليباً ... وبدار السلام.. مات السلامُ!

يا لفتح كنا نراه قريباً ... قبل أن يحتوي عليه الظلامُ

في صمود الأباة في أم قصر ... أذن المجد فيهمُ فأقاموا

فشجاع يرى الشهادة نصراً ... وأبيٌّ من طبعه الإقدامُ

ويُرى في النفوس من نفحة الما ... ضي اعتزازٌ حدا به الإسلامُ

* * *

ثم قمنا على صراخ اليتامى ... وتلاشت أمامنا الأحلامُ

فضربنا كفاً بكف وبتنا ... في ليالٍ كأنها أعوامُ!

وبكينا فما أفاد بكانا ... وشجبنا.. فما أفاد الكلامُ

قال قوم خيانة دبروها ... وفريقٌ: بل باعها صدامُ!!

وكلام الصحاف سافر لما ... أن رأينا العلوج فينا أقاموا

* * *

إيه يا أمة الجهاد أفيقي ... فندي ما يقوله «العم سامُ»

لا تولي من العدو فراراً ... فالتولي يوم اللقاء حرامُ

ليس يجديك عاشق مستهامٌ ... بل سيجديك عاشقٌ مقدامُ

لا يزال القرآن في يده ... اليمنى عليًّاً وفي الشمال الحسامُ

كلما لاح للشهادة برق ... شامه، هل رأيت قتلاً يُشامُ؟!

وإذا ما أصاخ للهيعة ... الكبرى أتاها وللجموع ارتطامُ

فانشري من شذاك فينا عبيراً ... يُزكَم البغي منه والإجرامُ

وأعيدي لِعَيْنِ جالوتَ يوماً ... قد تعود السنون والأيامُ

لو صدقنا في حبنا ما رقدنا ... إن ذا الشوق والهوى لا ينامُ!!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015