نص شعري
محمد العامر الفتحي
في حدِّكَ (الحدُّ بين الجدِّ واللعبِ)
... ... ... ... ... وحدُّنا غارقٌ في الذنب لم يَتُبِ
بيضُ الدنانيرِ أغرتنا فما برحتْ
... ... ... ... ... سودُ الزنابيرِ تَحْسُو من دم العربِ
(بغداد) لا تغضبي منا فإنَّ لنا
... ... ... ... ... عذراً نعانيه في الأوتادِ [1] والسببِ
* * *
هذا التتاريُّ كم بَدْرٌ أضاء له
... ... ... ... ... ما بين أظهرنا الـ (حمالةِ الحطبِ)
هذا التتاريُّ.. جُرْحٌ في ضمائرنا
... ... ... ... ... ولَطْمَةٌ في جبين العزّ والغضبِ
هذا التتاريُّ.. يجري في أزقتنا
... ... ... ... ... مُنَقَّباً زمناً أو غير منتقبِ
* * *
يا (بصرةَ) المجدِ.. حلَّ المجدُ حَبْوَتَهُ
... ... ... ... ... منذ امتطينا رياحَ الشكِّ والهربِ
وراح يرقص في ثوب البغاء أسىً
... ... ... ... ... ويحتفي - مثلنا - بالسُّحْتِ والكَذِبِ
يَحِنُّ للدولة العظمى فتطعمه
... ... ... ... ... كأس النبيذ.. على كفٍّ من الطربِ
فينحني مرَّةَّ أخرى.. صريعَ هوىً
... ... ... ... ... كأنه لم يقل يوماً «وكان أبي»
* * *
يا بصرة المجد يا داراً أراح بها
... ... ... ... (سعدٌ) [2] ركائب لم تخرج إلى اللعبِ
نادى منادي جهاد الكفر فانفجرتْ
... ... ... ... ... نَبْعاً.. وماست أزاهيراً وهَدْيَ نَبِي
تُغِيرُ حتى يفيقَ الفجرُ مبتهجاً
... ... ... ... ... بفجرها الغَضِّ في ثوب من الذهبِ
يقودها الدين.. لا تسعى إلى سببٍ
... ... ... ... ... من الحياةِ ولا تسعى إلى نشبِ
ها نحن نسلمها.. للموت (غرنطها) [3]
... ... ... ... ... ونحتسي إثرها كأساً من اللهبِ
* * *
سليلةَ الأمَّةِ العظمى.. فداك دمٌ
... ... ... ... ... لم ينتفض غيرةً - يوماً - ولم يَثِبِ
وما تفطَّرَ للأطفال لقَّنَهُمْ
... ... ... ... ... هذا التتاريُّ أنَّ الذُّلَّ في الخُطَبِ
* * *
سألتك الله هل أزرى بنا زمنٌ
... ... ... ... ... منْ قبلُ أو ضمنا قبرٌ من الرَّهَبِ؟
وهل قنعنا بأنْ نحيا على طرفٍ
... ... ... ... ... فلا مِسَاسَ.. وهل ذُبْنَا ولم نَذُبِ؟
وهل إلى دار هارونٍ ومعتصمٍ
... ... ... ... ... نعودُ أم دارِ خوَّانٍ ومغْتَصِبِ؟