مجله البيان (صفحة 4507)

نص شعري

القدس تصرخ

أ. د. أبو فراس محمد النطافي

رُدَّ العدوَّ عن الشطَّيْن يا ولَدي ... بنو اللّقيطة داسوا حرمةَ البلدِ

صَبّوا عليه اللظى من كلِّ ناحيةٍ ... وفرَّقوا فيه بين الأم والولدِ

أَنّى نظرتَ فدفقٌ من دمٍ عطِر ... ومضغةٌ من حنايا القلب والكبدِ

وأضلعٌ شرقَت بالموت طائرةً ... من صدر مُعْتَقَلٍ، أو ظَهْرِ مُفْتَقَدِ

بنتُ العروبةِ والإسلامِ عاريةٌ ... بين الجواسيس والشذاذ والعُبُدِ

قصّوا جدائلَها السمراءَ واتَّشحوا ... بهنَّ في العيد يومَ السبت والأحدِ

أبناؤها الصيدُ خاضوا كلَّ معمعةٍ ... حمراءَ لم يبخلوا بالروح والجسدِ

أسراهمُ في سجون البغي ما عرفوا ... لونَ الحياةِ، وقتلاهم بلا قوَدِ

شعبٌ تشتَّت في الآفاق تسحقهُ ... يد النوى بين مأسورٍ ومُضْطَهَدِ

وأنتَ تنظرُ للعدوان يا ولدي ... على بلادكَ، لم تنظر ليوم غدِ

فإن بقيت على ما أنتَ من وهَنٍ ... ضاعت فلسطينُ والأقصى إلى الأبدِ

واستفحل اليأسُ في أبناء أمَّتنا ... وماتت العزّة القعساءُ من كمدِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015