ملفات
كشف المؤتمر العالمي للتنمية المستدامة (قمة الأرض) المنعقد في
جوهانسبرج بجنوب إفريقيا عن العقلية الغربية الاستعلائية التي تسيطر على
علاقات الغرب بإفريقيا وبقية الدول الفقيرة؛ فالدول الغربية تندفع بكل استبداد
لتحقيق مصالحها، فتنتهب خيرات الشعوب، وتزدري حقوقهم الإنسانية، وتقف
بكل صلف وكبرياء أمام مشروعات التنمية والاستقلال الحضاري.
بل إن الغرب يذهب أبعد من ذلك، ويتعامل مع إفريقيا على أنها مختبر
لإجراء تجاربه وبحوثه المعملية، فبرنامج الغذاء العالمي يقدم مساعداته الغذائية
(الإنسانية!) للتخفيف من آثار المجاعة والفقر، ليكشف فيما بعد أن الأطعمة
المرسلة كانت أطعمة معدلة وراثياً، وأن فريقاً من الباحثين الغربيين بدأ بدراسة
آثارها الجانبية على الأطفال والنساء الحوامل..!!
والاتحاد الأوروبي لا يتردد بإرسال كمية من المساعدات الغذائية (الإنسانية
أيضاً!) منتهية الصلاحية، بل إن الدول الغربية تتسابق للاتفاق مع زعماء
الحرب الأفارقة لتحويل القارة الإفريقية مستنقعاً لدفن النفايات النووية.
لقد اكتوت إفريقيا بلهيب الاستعمار الغربي ردحاً طويلاً من الزمن، ثم هاهي
تذعن لاستعلائه وطغيانه، ولكن هذا الواقع لن يستمر طويلاً، فالقارة الإفريقية
أدركت حقيقة دور الرجل الأبيض.
ونحسب أنها مقبلة على تغيرات أخرى جديدة يكون الصوت الإسلامي فيها
حاضراً بقوة واعتزاز.
والحديث عن إفريقيا حديث واسع جداً؛ لكننا رأينا أن نبدأ بهذا الملف، آملين
من قرائنا المتخصصين معالجة محاور أخرى تتميماً للفائدة.