مجله البيان (صفحة 4396)

نص شعري

نشيد الصمود.. من جروزني

د. محمد بن ظافر الشهري

alshahri_m@yahoo.com

يميناً قطعناهُ منذ الأزلْ ... بألاَّ نهونَ وألا نَذِلْ

وألاَّ نُطأطِئ هاماتنا ... لشيءٍ سوى الله مهما حصل

وما حل في دارنا عُنوة ... سفيه من الناس إلا سُحِل [1]

فنحن الضراغم في غابِها ... ونحن بنو الفاتحين الأُوَل

إذا ما تَضَوّعَ عَرْفُ الوغى ... تفيض خواطرنا بالجذل [2]

ولسنا نمَلُّ إذا سُعّرَت ... مقارعةَ الشُّوسِ حتى تَمل [3]

ولسنا نهابُ لدى الحرب أن ... نموت فكم من عظيم قُتل

وكم زَهد الموتُ في خائرٍ ... كِنَازٍ فنُكِّس حتى رَهِل [4]

أرينا القلوبَ ضريحَ الهوى ... ورُمْنا ذُرى الطَّود فوق الأَسَل [5]

فما أَيِسَ القلبُ إلا سلا ... ولا دُهِك الحَزْنُ إلا سَهُل

وصَيْد المَحار مُحالٌ إذا ... كففتَ ثيابكَ خوفَ البَلل

وما طلبَ الخُلْدَ من صادقٍ ... وسارَ على الدربِ إلا وَصَل

بنو الصِّيد نحنُ وهل يَرتضي ... سليلُ الملوك حياةَ الخَوَل [6]

جِراحُ الجُسوم لها طِبُّها ... وجرح الكرامة لا يندمل

وموت الشعوب خيارٌ لها ... من العيش إنْ هي لم تستقل

إله الخليقة أنت الذي ... يؤمَّل في كل خطب جلل

قد انتفش الكفرُ مستكبراً ... وأنت الكبير الأعزُّ الأجلّ

ومن ذا سواكَ له هيبةٌ ... إذا ما تجلى تدك الجبل

ومن ليس يغلبه غالب ... ومن لا يرد ظليماً سأل [7]

تزول العروشُ وإن أُجِّلَت ... وعرشك أنت الذي لا يُثَل [8]

كفرنا بمجلس حَيف وإن ... تستَّر زوراً بزَيْن الخُلَل

أيوصف بالعدل في حكمه ... وعن كل خطة عَدْل عَدَل

وفي كل ظلم له سهمه ... وعن كل مَظلمة قد غَفل

رأينا أيادِيه في صربيا ... عرفناه حين «أمات الأمل»

عرفناه حرباً على ديننا ... وسلماً لما دونه من مِلَل

فليس سوى الله مِن كاشف ... لضرٍ بساحتنا قد نزل

وما خاب من يشتكي ضُره ... إلى الله حين تضيق السُّبُل

فهيئ لنا رَشَداً ربنا ... فبالأمس كنا ولمَّا نَزَل

نُكابِد نارين أذكاهما ... عدوٌ طغى وقريبٌ خَذَل

رويدك يا أيها المعتدي ... فعينك بالنصر لن تكتحل

أَغَرَّكَ هذا العتادُ الذي ... جمعتَ وأقسمتَ ألا يُفَل

وأنَّا قليل وأعداؤنا ... كثير وإخواننا في شُغُل

فإما نكوننّ في قِلَّةٍ ... ففي القادسية كنا أقل

إذا فَتَن التبرَ حَرُّ اللظى ... أُبِينَ الرديءُ وبان الزَّغَل [9]

توكلتَ أنت على آلةٍ ... ونحن على ربنا نتكل

وما كان رب الورى مسلماً ... فريقاً هدى لفريقٍ أضَل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015