المسلمون والعالم
ترجمة: حسام رشاد
قال وزير الداخلية الإسرائيلي (إلياهو سويسا) وهو من حزب شاس الذي
يتزعمه الحاخام المتطرف عوفاديا يوسف رئيس حزب اليهود الشرقيين: (على
إسرائيل أن تقتحم مناطق (صلى الله عليه وسلم) [1] ، وأن تبقى فيها لفترة طويلة لكي تكافح
الإرهاب؛ إذ إنه ينبغي مكافحة الإرهاب في أي مكان يوجد فيه. إنني لا أفزع من
احتمال إعادة احتلال الضفة الغربية وغزة، ولكن هناك الكثير مما يمكن عمله أولاً:
فينبغي الذهاب إلى نابلس ومحاصرتها وإدخال كتائب عسكرية فيها وتدمير كل
بيت يوجد فيه سلاح، إن كل قطرة دم من دماء اليهودي أهم من الجُوي [2] . علينا
أن نتعلم من الولايات المتحدة التي تعمل بلا تردد في أفغانستان، ولذا يتعين على
إسرائيل ألا تبحث عن أعذار وحجج عندما يتعين عليها العمل. ينبغي العمل
عسكرياً في أراضي (صلى الله عليه وسلم) بشكل متوال ومستمر والبقاء فيها دوماً، لا ينبغي علينا
اقتحامها ثم الانسحاب منها بعد أسبوعين عندما يأتي زيني، وبهذا ينشأ ضغط على
السلطة الفلسطينية يُمكِّن إسرائيل من جني ثمرات في الميدان السياسي.
إنني أعتقد أن (إسرائيل) ليست في حاجة إلى إجراء مفاوضات عن طريق
الاتصالات التي يقوم بها بيريز مع الفلسطينيين وهو ما يتعارض مع قرار الحكومة
بعدم إجراء مفاوضات في ظل إطلاق النار. إن هناك بلا شك غض طرف من
جانب رئيس الحكومة إزاء المفاوضات التي تجري في ظل إطلاق النار.
لقد حصل الفلسطينيون على نسب كبيرة من الأراضي، إلا أنهم فشلوا في
الالتزام بالاتفاقيات؛ ولذا ينبغي علينا ألا نتقدم معهم وألا نتوصل معهم إلى أية
اتفاقيات، وبالطبع من المستحيل أن نتحدث حالياً عن اتفاقية دائمة، وربما مضت
عشرات الأعوام حتى نتوصل إلى مثل هذه الاتفاقية.
إن الجدار [3] الفاصل يعد فكرة غير واقعية؛ فهذا الجدار لن يمكنه صد أو
وقف إطلاق نيران الهاونات وله جانب سياسي حيث سيتسبب في تفجر حروب لا
حصر لها حول قضية المكان الذي سينصب فيه هذا الجدار. ولست أعرف إذا ما
كان الوضع سوف يتحسن إذا ما رحل عرفات عن الساحة السياسية وعن الحكم؛
ذلك أن (إسماعيلي) [نسبة إلى سيدنا إسماعيل - عليه السلام -] آخر سوف
يأتي ليحل محله، وربما كان من الأسهل التعامل مع هذا الإسماعيلي الجديد لكنه لن
يحدث تغييراً كبيراً، إن عرفات هو رمز النضال الفلسطيني منذ عدة أعوام، وأي
تهاون منه وتصالح حول مشكلة مبدئية جداً مثل حق العودة أو مسألة القدس سوف
يتسبب في خسران نضاله بالنسبة له، وسوف يعطيه إحساساً بأن نضاله هذا ذهب
سُدى؛ لذلك فإنه لا يبدو أنه سوف يكون من الممكن التوصل معه إلى تقدم.
ووفقاً لليهودية، فإن مجيء المسيح فقط سوف يحل النظام والأمن، وسوف
يأتي بالسلام الحقيقي.