الحلم الذي تحقق
كم كنت أحدث نفسي وإخواني في الله عن الحاجة الملحة إلى منبر إعلامي
ينبثق من الأصالة المتمثلة في رؤية سلف هذه الأمة لجوانب الحياة، ومن ربطه
بواقع الأمة، ومن التجديد الذي تعني به رسم الصورة الصحيحة الواضحة في
أذهان الناس عن الدين بعد أن طمست ولم تعد ناصعة كما كانت في عهد سلفنا
الصالح (رضوان الله عليهم) .
كم كنت أحلم بمنبر يشع منه الفكر الإسلامي الأصيل الذي يربط الماضي
بالحاضر، ويكون مواكباً لهذه الصورة المباركة حتى تؤتي أكلها بإذن ربها بعيداً
عن الأغراض الدنيوية ... والتكتلات الحزبية ... لا تولّي وجهها شطر جهة من
الجهات ... ولا تخضع لسياسة غير سياسة يريدها الله فهو وحده الذي تنتظر منه
العون والمساعدة ...
أيها الإخوة القائمون على مجلتنا الحبيبة: بارك الله في جهودكم وسدد خطاكم، ولا تنسوا أنكم على ثغر عظيم مرابطون، فلا يُؤتَى الإسلام من قبلكم، ولا أخفي
عليكم إعجابي (بكلمة في المنهج) فلتكن نصب أعينكم دائماً، ولا تظنوا الطريق
مفروشاً أمامكم بالزبرجد والياقوت ... وحذارِ حذارِ من سياسة (المقال يعبر عن
رأي كاتبه، ولا يعبر عن رأي المجلة) فما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها.
وأهيب بالإخوة في مجلتنا الغراء أن يسيروا قدماً في طريق الدعوة إلى الله
عبر هذه الوسيلة، وأن يتحملوا مسئولية وعبء هذه الصحوة المباركة في بلاد
المسلمين، وأن يبطلوا مفعول تلك الألغام التي زرعها الحاقدون والأعداء في
طريقها.
وتحياتي العطرة لكل القائمين على هذه المجلة، والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته.
أخوكم: أبو معاذ محمود المختار
نشكر الأخ أبا معاذ على عواطفه الصادقة وعلى تشجيعه للبيان وللقائمين
عليها، ونرجو أن نكون عند حسن الظن بنا.