كلمة صغيرة
وتستمر الحملة على ما أسمته الدول الغربية بـ (الإرهاب الأصولي)
لتتجاوز الحملة العسكرية على أفغانستان إلى حملة أكثر ضراوة وشراسة ظهرت
علاماتها الأولى بالحملة على المناهج الدينية والتاريخية، والمدارس الشرعية،
ومدارس تعليم القرآن الكريم.
ولئن كانت الحملة على المناهج الدينية قد بدأت فعلياً في كثير من الدول
العربية والإسلامية قبل أحداث (الحادي عشر من سبتمبر الماضي) بنَفَس طويل
صبور كتلك الضربات التي وُجِّهت إلى الأزهر وجامعة الزيتونة ونحوهما، فإن
الأحداث الأخيرة استنفدت أنفاسهم، وقطعت صبرهم، وراحوا بكل استبداد
يفرضون سياساتهم التغريبية على مناهج التعليم، ومن أبرز معالم ذلك:
1 - المبادرة للقضاء على المدارس الدينية، والمعاهد الشرعية، ومدارس
تعليم القرآن الكريم.
2 - تغيير مناهج التربية الدينية في مراحل التعليم العام، وحذف كل ما له
صلة بالموالاة والمعاداة، والتحذير من اليهود والنصارى، ونحو ذلك مما ينبغي أن
يتلاءم مع ثقافة (العالم المتحضر الجديد!) .
3 - تغيير مناهج التاريخ الإسلامي، وحذف تاريخ الصراع بين المسلمين
والصليبيين، وإبراز تاريخ الحضارات البائدة كالحضارة الفرعونية والبابلية
ونحوهما.
وإن كان لازماً أن يُدرس التاريخ الإسلامي فلا بأس أن يُدرس الإبداع الفني
المعماري في القصور والمساجد ونحو ذلك مما لا صلة له بروح الأمة وحياتها.
4 - إقصاء الخيّرين من أهل الاختصاص عن زمام العملية التعليمية
والتربوية، والمجيء بأناس من أهل الأهواء الذين لا يرقبون في الأمة إلاًّ ولا ذمَّة.
5 - تشجيع التعليم المختلط بين الجنسين، وتذليل كل العقبات التي قد
تعترض هذا المشروع.
والهدف من ذلك كله: صياغة التعليم في البلاد العربية والإسلامية صياغة
علمانية، وتجفيف منابع التدين التي يتربى في أحضانها (الإرهاب الأصولي) ! !
بل خطا بعض العلمانيين خطوات أبعد من ذلك حينما دعا إلى صياغة مناهج التعليم
في البلاد العربية والإسلامية في أحضان هيئة الأمم المتحدة؛ لكي يضمن الوصول
إلى مناهج تقدمية بعيدة عن مؤثرات القرون الوسطى الظلامية..! !
إن الحملة المحمومة على مناهج التعليم الديني تعني: بناء ثقافة أجيال الأمة
بناءً مادياً منقطع الصلة بعقيدة الأمة وجذورها التاريخية؛ فهل يدرك الغيورون
خطورة هذه الحملة وأبعادها الحضارية..؟ ! !