المنتدى
محمد صلاح صالح
بدا لنا مقبلاً بالمجد صداحا ... بهمة تبدل الأتراح أفراحا
النار في كفه اليسرى لنا ظهرتْ ... والنور في كفه اليمنى لنا لاحا
مغامراً في خطوب الهول مدّرعاً ... وعائماً في سماء المجد سبَّاحا
وقانعاً بالردى إن فات مطلبه ... وعائداً بالعلا إن نال إنجاحا
والمجد يصحب مَنْ يسعى ليدركه ... بعزمه، وبطيء اليأس، ملحاحا
وليس مَنْ يقطع الأيام في دعةٍ ... يشيد أحلامه بالنوم مرتاحا
وليس مَنْ جرَّب الأمجاد واحدةً ... فملَّها جازعاً، للبذل كبَّاحا
وليس مَنْ يحسب العليا مدارجه ... قد زُرْكِشَتْ بزهور الروض فوَّاحا
وليس مَنْ ينصب الميزان منتقداً ... لمن سعى للعلا، للمجد طمَّاحا
كثعلبٍ جال يوماً في حدائقنا ... ولم يطلْ شجر الأعناب، قد طاحا
فقال: تفٌّ عليكِ أنت حامضةٌ ... وإنني أنثني للظبي جرَّاحا
والمجد مقتربٌ في القرب مبتعدٌ ... وعطره بالشذى في الكون قدْ فاحا
لكنما دونه الأشواك واضحةٌ ... ولست تجني بغير البذل أرباحا
تناله فتيةٌ في الأمر حازمةٌ ... بعزمها تجعل الإظلام إصباحا
يناله فارس للصعب مطَّرحٌ ... يناله بالسرى والصبر مفتاحا