مجله البيان (صفحة 3995)

نص شعري

الفجر الصادق

أحمد عبد الله محمد العاطفي

ليلٌ يمد رواقه ويهمهمُ ... والفجرُ يخنقه الظلامُ الأَسْحَمُ

ليل طويل كم تُعَذّبُ أمتي ... بالقيد أُثقِلَ جيدُها والمِعْصَمُ!

ليل طويل كيف يسفر فجرنا ... وزمامنا بيَد العميل مُسَلَّمُ؟ !

فإلى متى يا أمتي وحديثنا ... ألَمٌ وأنكاد وهمٌّ أبكمُ

سيف الأعادي سُلَّ فوق رقابنا ... وسيوفنا يا أمتي تتثلَّمُ

يا أمتي هذي الدموع هواتن ... فمتى وربك يستفيق النُوَّمُ؟

بالأمس كوسوفا الحزينة تشتكي ... ظلماً يباركهُ الدعيُّ المجرمُ

واليوم داغتسان ينبض جرحُها ... ألماً ونحن على الأرائك ننعم! !

شتان من يبكي ويخضبُ عَنبراً ... والآخر الباكي يُخَضِّبُهُ الدَّمُ

* * *

كانت سيوف الحق تَقْرَعُ والقنا ... ما بالُها في الساح لا تتقدمُ

كانت صواعقَ مرسلاتٍ في العِدى ... فتحيلُ ليلَ الظلم فجراً يَبْسمُ

كانت تكلَّمُ حين تَحْمَرُّ القنا ... ما بالُهَا سكتت فليس تكلَّمُ

كانت معالمنَا معالِمَ عِزَّةٍ ... لكنها اندرستْ وضاعَ المعْلَمُ

هذي مآتمنا وقصةُ أُمةٍ ... ضلت، وليلٌ عابسٌ متجهِّمُ

هي قصة مكتوبة ومدادها ... دمع الفؤاد وسفرها لا يختمُ

هي قصة ممزوجة بمشاعري ... أحكي بها ألَم الفؤاد وأنظمُ

هي قصة لغة الظلام حديثها ... وقصيدةٌ مجروحةٌ تتألمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015