ملفات
حقوق الإنسان بين الحق والباطل
«إن الأمم المتحدة لا تزال رهينة ما تحمله عدة بلدان من كراهية للإنسان،
ويبقى علينا أن نعرف إن كان العقل سيتغلب على الحقد والأفكار المسبقة المبطنة
بغطاء أخلاقي أم لا» .
هذا ما عقَّب به «سكوت لونج» أحد المسؤولين في اللجنة الدولية لحقوق
اللواطيين والسحاقيات! ! على اعتراض بعض الدول الإسلامية على حضور أحد
أعضاء منظمته إحدى جلسات مؤتمر الأمم المتحدة عن الإيدز الذي عقد مؤخراً في
نيويورك.
لا يجد المرء أمام مثل هذه الظواهر الشاذة لبني البشر، إلا تذكر الفطرة
الحيوانية السليمة! ! فقد ورد في صحيح البخاري عن حصين بن عمرو بن ميمون
قال: «رأيت في الجاهلية قِرْدَةً اجتمع عليها قِرَدةٌ قد زنت فرجموها فرجمتها
معهم» [1] .
والمتأمل في بديهية حياة الحيوان يكاد ألاَّ يقع على حالة زنى خارج إطار
الأسرة الحيوانية، ولم يرصد علماء الحيوان حالات شذوذ بين ذكور الحيوانات أو
إناثها، بل ما زالت الحيوانات محافظة على تقاليد الزواج وأنماطه وعلى شكل
الأسرة الحيوانية.
يتملك المرء العجب حين تجري هذه المقارنة بين بني آدم الذي كرمه الله
وسوَّى خلقه في أحسن تقويم، وأعطاه العقل وأناط به التكليف يتملكه العجب حين
يقارن مع بهيمة، ويرى أخيراً أن البهائم تسامت كثيراً على عالم «إنسان
العولمة» .
سياط العولمة تسوق بعض بني البشر إلى ما دون البهيمية، ولا تسوقه إلى
حظيرة محكمة الأسوار، بل تطلق له العنان ليمارس نحر آدميته وآدمية الآخرين
في الطريق العام.. حيث إن هذا حق من حقوق الإنسان! !