كلمة
عُقد في الشهر الماضي اجتماع لمنظمة (دول شنغهاي) التي تضم ست دول
هي: (روسيا، والصين، وكازاخستان، وطاجكستان، وقيرغستان،
وأوزبكستان) . وعلى الرغم من أن هذه المنظمة أُسست بغرض التحالف الاقتصادي
والسياسي، ومواجهة الهيمنة الأمريكية، إلا أن الاجتماع الأخير غلب عليه:
(مواجهة التطرف الديني في آسيا الوسطى!) ، والقضاء على الحركات الإسلامية
التي بدأت تتصاعد بشكل لافت للنظر.
إن الجامع المشترك بين هذه الدول هو مواجهة الحركات الإسلامية؛ فروسيا
تسحق المستضعفين في الشيشان وداغستان، والصين تضيق الخناق على المسلمين
الإيجور في إقليم (سيكينجانج) غرب الصين، وطاجكستان شنت خلال السنوات
الخمس الماضية حرب إبادة للاتجاهات الإسلامية، وأوزبكستان - التي تشهد أقوى
صحوة إسلامية في المنطقة - تمارس أقسى أساليب القمع والملاحقة للدعاة
والخطباء والمصلحين، وكازاخستان وقيرغستان تضيقان الخناق على الدعاة
والجمعيات الإسلامية.
ولهذا اتفقت هذه الدول على تشكيل وحدة (مكافحة إرهاب إقليمية) مقرها في
العاصمة القيرغيزية: (بيشكيك) ، وتعاهدوا على وقف المد الإسلامي والتضييق
عليه، ومحاصرة أفغانستان وعزلها، حتى لا ينتشر الداء الأصولي في
المنطقة..! !
إن المنطقة مقبلة على مرحلة خطيرة من الحرب على الإسلام وأهله، وهذا
التواطؤ الدولي في آسيا الوسطى حلقة من صراع قديم شن فيه الشيوعيون أشد
أنواع الإبادة، ولكن الشيوعيين الجدد لم يستفيدوا من خبراتهم السابقة؛ فماذا
حصدوا بعد سبعين سنة أو أكثر من القمع والإرهاب؟ هل استطاعوا القضاء على
المسلمين؟ !
إنَّ الإسلام قادم - بإذن الله تعالى - وقوته ولن تقوى هذه الدول مهما أوتيت
من مكر وكيد على صدِّه طويلاً، فإننا نؤمن بقوله - تعالى -: [وَمَكَرُوا وَمَكَرَ
اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ] (آل عمران: 54) .