نص شعري
عبد الملك السليمان
صَلَفُ [2] الأماني يا سُهَيْلُ، يُثيرُ في نَفْسِي الضَّجَرْ ...
نَشَزَتْ لسَانحِهِ السِّنَاتُ [3] ، فَكُنْتُ خِلَّك في السَّحَرْ ...
صَلَفٌ يُشَتِّتُ شَمْلَ أحْلامِ المِئين من البَشَرْ ...
وأتَى على الآمال في آكامِهنَّ، فلم يَذَر ...
أنا لَسْتُ أدري يا سهيلُ، مَنِ المُلامُ، ومَنْ غَدَرْ؟ ! ...
وَمَنِ المُنَاجِشُ، والذي رَهَنَ الحجَارةَ والشَّجَرْ؟ ! ...
وَمَنِ المُرَابِي بالثَّرى.. ومَنِ الذي بَاعَ الغَرَرْ؟ ! ...
صَلَفٌ.. ولَكنْ يا سُهَيْلُ.. يَحُوكُهُ عَزْمُ الخَوَرْ ...
ويحوكه الوَهْنُ الذي في أمره جَاءَ الأثرْ [4] ! ...
إنِّي أبُوحُكَ يَا سهيلُ، وكَمْ رأيت من العِبَرْ! ...
فَتَحارُ ما بَيْنَ الطهُور، ومَنْ تَلَطَّخَ بالقَذَرْ ...
وتَحَارُ مِنْ نَبَأ الدُّجى؛ وَعَنِ النهار خُذِ الخَبَرْ! ! ...
أما الطَّهُورُ، فصاحِب الإرهابِ، مَمسُوخُ الفطَرْ! ! ...
ينوي الرزايا إنْ تَكلَّمَ، أو تَبَسَّمَ، أو بَسَرْ! ! ...
وإذا تنفَّسَ أصبح الأُوزونُ [5] حتماً في خَطَرْ ...
والآخَرُ البَطلُ الذي قاد البلادَ إلى الظَفَر ...
ولَهُ بكُلِّ خَلِيقةٍ مَثَلٌ على أبهى الصُوَرْ ...
ما السِّرُّ في صَلَفِ الأماني.. إنما صَلَفُ البَشرْ ...