نص شعري
عبد الحميد بن سالم الجهني
يا أُمَّتَي
نامتْ بجنبيَّ الجراحْ
وانداحت البسماتُ من شفتيَّ
تخنقها التماعات الصباحْ
واستُلَّتِ العبراتُ من عينيْ
فوا ألمي
وصمت المجرمين
على ضفاف الدمعة الخجلى
وأنقاض النواحْ
ألا اسبكرِّي [1] يا رياح
ومزقي حجب الخمول
وسطوة المجهول
والألم البَواح
حتى متى لا تستطيل
ولا تصيحُ
أعاجز يا مَيْت عن بعض الصياح؟
ألا اسبكري يا رياح
وعانقي هام الرجال
الصامتين
على سفوح الخزي
والنوم الرَّداحُ
ضرامُ سنبلةٍ
وهِزَّةُ مِعْصمٍ
في وجه مأفونٍ
تفتت طوطم [2] الأشباح
والفزع المعرش في زوايا القلب
تنتفض الصِّفاح
تفك قيد الوهم من أَرْدان
مستلَب الإرادة والجناحْ
يا أنت ...
يا متلفعٌ بملاءة الأتراحْ
والحزن القديم
افتح لنا في برزخ الأقدار رَوْزَنَةً
لنبحر من هنالك
نافضين اليأسَ عن أكتافنا السمراء
نعتنق السماواتِ الفِساحْ
نضيء مشكاةَ الدياجي المستطيرة
والأماسيِّ المريرة
بالأصابح
والأقاح
نضيء قنديلاً ...
فينطرح الظلام مجندلاً في ليلنا
ليلِ امرئ القيس
الوقاح
ألا اسبكري يا رياح