نص شعري
رياض عقيل بونمي
قال الأسد الأعور الأمريكي:
ها هو العام على الغاب أتى ... ما أُريكم فيه إلا ما أرى
إن عيني قد أبتْ إلا ترى ... كل أرض فيها أمري قد سرى
واعلموا بغضي لإسلام بدا ... وعلى هذا اجتمعنا ها هنا
قال الخنزير النصراني: سيدي!
قد سرى التنصير خفَّاق الخطا ... باسْمِ إطعام المساكين فشا
سترى (إفريقيا) يوماً بها ... مرتعاً أحوى لتبشير الورى
مثلما ذقنا دماء (البوسَنا) ... فَلِ (كُوسُوفا) عذابٌ لو عتا
قال الكلب اليهودي:
أيها الليث المُفدّى عندنا ... أنت مولاي وبأسي والندى
مُنْيتي: النيل أراه جارياً ... تحت عيني وفراتٌ في الحمى
وانعزالي مفرداً حتى متى؟ ... فُكَّ أسري حتى أسقيهم لظى
قال الدبُّ الروسي:
أنا صارعتُ الرزايا والشتا ... ءَ على الشيشان لاقيتُ الأذى
فأعينوني بقرضٍ هبةً ... إن بالقوقاز داءً كالدُّجى
قال النمر البريطاني والفهد الفرنسي والقرد الصيني:
بارك الربُّ عليكم فأبيدوا ... كل (ضادٍ) لا نجونا إن نجا
الشاة العربية تسمع الحوار فقالت لأولادها الثلاثة:
قد سمعتم كيدهم كيف انجلى ... ما عليكم لو نؤاخيهم غدا
علَّ قلب الوحش يحنو ربَّما ... يحفظ الأولاد من ذئب (القطا)
قال الولد الأكبر (وهو تيس أجلح) :
أنا أرضيه وآتي وَكره ... أطلب السلم وإمحاءِ العِدا
لستُ أبغي غير عيش ناعمٍ ... وأماناً وسلاماً وكفى
قال الولد الأوسط (وهو عنزة سمينة)
أُمّيَ النجلاء رأيي من أخي ... نحن لا نخشى احتلالاً أو ردى
إن في التطبيع ربحاً ومُنى ... وانطلاقاً نحو آفاقِ العُلا
قال الولد الأصغر (وهو جَدْي أملح أقرن)
ما أرى من إخوتي غير الخنا ... والرزايا مُحدقاتٍ والهوى
ما أرى (أماه) إلا قتلنا ... من وحوشٍ ضاريات بالضحى
فاتبعوني واذْكروا من قال قبـ ... ـل: نصحتُ القوم منعرج اللِّوا