مجله البيان (صفحة 3666)

دراسات في الشريعة والعقيدة

مسائل في المزاح

محمد بن عبد الله السحيم

لمَّا كان المزاح سُنَّة مشروعة، وخُلُقاً يحبه كثيرٌ من الناس، وأداةً يستميل بها

الداعية قلوب المدعوين، ومتنفساً ينفس الشخص بها عن نفسه؛ صار لزاماً على

صاحبه أن يتبصر بآدابه ويلتزم بضوابطه؛ حتى يأتي به على وجهه ويتحقق به

مقصوده، ولا يكون ذلك سبباً لبغضه أو استهجانه أو النفور عنه.

ومن هذا المنطلق كانت هذه المقالة محاولة لتحديد بعض معالم هذا الخلق

أعني المزاح وبيان شيء من آدابه.

وقد جعلتها على شكل مسائل؛ لتكون أجود في الترتيب، وأكمل في الفائدة،

وأيسر في التصور.

أسأل الله أن ينفع بها، وأن يجعلها عملاً صالحاً متقبلاً.

المسألة الأولى: سبب تسميته بهذا الاسم:

سمي المزاح مزاحاً؛ لأنه زاح عن الحق. هكذا قال ابن حبان [1] ، وذكر

ذلك البغوي [2] .

المسألة الثانية: حكم المزاح:

المزاح مشروع دل على ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فمن ذلك

ما يلي:

1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قالوا: يا رسول الله! إنك

لتداعبنا! قال:» إني لا أقول إلا حقاً «وفي رواية:» إني لأداعبكم « [3] .

2 - وكان صلى الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول:

يازوينب! يا زوينب! مراراً» [4] .

3 - وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: «إن كان النبي صلى الله عليه

وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: يا أبا عمير! ما فعل النغير؟» [5] .

4 - وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسن بن علي، فيرى

الصبي حمرة لسانه فيبهش إليه. أي: يسرع إليه بعد أن أعجب به [6] .

5 - وعن أنس أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام وكان

يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية، فيجهزه رسول الله صلى الله

عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن زاهراً

باديتنا، ونحن حاضروه» قال: «وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان

دميماً، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً، وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه

وهو لا يبصره فقال: أرسلني! من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم،

فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه وجعل

النبي صلى الله عليه وسلم يقول:» من يشتري العبد؟ «، فقال: يا رسول الله!

إذاً والله تجدني كاسداً، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:» لكن عند الله

لست بكاسد «أو قال:» لكن عند الله أنت غال « [7] .

والخلاصة:

أن المزح سنة. قيل لسفيان بن عيينة:» المزاح هجنة؟ قال: بل سنة،

ولكن الشأن فيمن يُحْسِنه ويضعه مواضعه « [8] .

وعلى هذا جرى عمل كثير من السلف. قال ابن مسعود:» خالط الناسَ،

ودينَك لا تَكْلِمَنَّه « [9] . وكان عمر يقول:» إنه ليعجبني أن يكون الرجل في أهله

مثل الصبي؛ فإذا بُغِيَ منه وُجِدَ رجلاً « [10] . وقال ثابت بن عبيد:» كان زيد

بن ثابت من أفكه الناس في بيته، فإذا خرج كان رجلاً من الرجال « [11] . وروي

عن ابن عباس أنه قال لقوم قعود لديه:» أحمضوا [*] ، أي: لما خاف عليهم

الإملال أحب أن يُجِمَّهم فأمرهم بالأخذ في مُلَحِ الحكايات « [12] . وقال علي بن أبي

طالب:» أجِمُّوا هذه القلوب؛ فإنها تمل كما تمل الأبدان « [13] . وعن أبي

الدرداء قال:» إني أستجِمُّ ببعض الباطل [**] ليكون أنشط لي في الحق « [14] .

وقال ربيعة الرأي:» المروءة ست خصال: ثلاثة في الحضر، وثلاثة في السفر؛

ففي الحضر: تلاوة القرآن، وعمارة مساجد الله، واتخاذ القِرى في الله. والتي

في السفر: بذل الزاد، وحسن الخلق، وكثرة المزاح في غير معصية « [15] .

وكان ابن سيرين يمزح ويضحك حتى يسيل لعابه، وإذا أردته على شيء من دينه

كانت الثريا أقرب إليك من ذلك [16] . وقال ابن عباس:» المزاح بما يحسن مباح،

وقد مزح رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقل إلا حقاً « [17] . وقال الخليل بن

أحمد الفراهيدي:» الناس في سجن ما لم يمزحوا « [18] .

وقال ابن حبان:» الواجب على العاقل أن يستميل قلوب الناس إليه بالمزاح

وترك التعبيس « [19] .

وهنا مسألة:

نقل عن بعض السلف كراهة المزاح ومنعه، بل روي عن النبي صلى الله

عليه وسلم:» لا تمارِ أخاك ولا تمازحه « [20] .

ونقل عن بعضهم قوله:» لكل شيء بدء، وبدء العداوة المزاح «. وكان

يقال:» لو كان المزاح فحلاً ما ألقح إلا الشر «.

وقال جعفر بن محمد:» إياكم والمزاح؛ فإنه يذهب بماء الوجه «. وقال

إبراهيم النَخْعي:» لا يكون المزاح إلا في سخف أو بطر « [21] . وقال الإمام ابن

عبد البر رحمه الله:» وقد كره جماعة من العلماء الخوض في المزاح لما فيه من

ذميم العاقبة ومن التوصل إلى الأعراض واستجلاب الضغائن وإفساد الإخاء « [22] .

فكيف نجمع بين هذا وبين ما سبق تقريره في حكم المزاح؟

والجمع بين ذلك كما قال الحافظ في الفتح:» والجمع بينها: أن المنهي عنه

ما فيه إفراط أو مداومة عليه لما فيه من الشغل عن ذكر الله والتفكر في مهمات

الدين، ويؤول كثيراً إلى قسوة القلب والإيذاء والحقد وسقوط المهابة والوقار.

والذي يسلم من ذلك هو المباح. فإن صادف مصلحة مثل تطييب نفس المخاطب

ومؤانسته فهو مستحب « [23] .

المسألة الثالثة: أنواع المزاح:

المزاح نوعان:

1- محمود: وضابطه كما قال ابن حبان:» هو الذي لا يشوبه ما كره الله

عز وجل، ولا يكون بإثم ولا قطيعة رحم « [24] .

2- مذموم: وضابطه كما قال ابن حبان أيضاً:» الذي يثير العداوة،

ويُذهب البهاء، ويقطع الصداقة، ويجرئ الدنيء عليه، ويحقد الشريف به « [25] .

ولكي يكون أكثر وضوحاً؛ فإننا نسرد بعض فوائد المزاح وبعض مخاطره،

فنقول:

قال بعضهم:» من فوائد المزاح أنه [26] : يسلي الهم، ويرقع الخَلَّة،

ويحيي النفوس، ويميل قلوب الناس إليه «. كتب أحدهم إلى صاحب له:» ولنا

بعدُ مذهب في الدعابة جميل لا يشوبه أذى ولا قذى، يُخرج إلى الأنس من العبوس،

وإلى الاسترسال من القطوب، ويلحقنا بأحرار الناس وأشرافهم الذين ارتفعوا عن

لبسة الرياء والتصنع « [27] .

وكما أن للمزح فوائد فإن له مخاطر، منها [28] :

إفساده المودة، وإيغار الصدور، وإثارة العداوة، وذهاب البهاء، وتجرئة

الدنيء، وحقد الشريف، وإحياء الضغينة. وهذا ما حدا مِسعَر بن كِدَام إلى أن

ينصح ابنه كداماً قائلاً [29] :

إني نحلْتُك يا كِدَامُُ نصيحتي ... فاسمع مقال أب عليك شفيقِ

أما المزاحة والمراء فدعهما ... خُلقان لا أرضاهما لصديقِ

إني بلوتهما فلم أحمدهما ... لمجاورٍ جاراً ولا لشقيقِ

وقال آخر [30] :

وإياك من حلو المزاح ومره ... ومن أن يراك الناس فيه ممارايا

وإن مراء المرء يُخلِق وجهه ... وإن مزاح المرء يبدي التشانيا

دعاه مزاح أو مراء إلى التي ... بها صار مقليَّ الإخاء وقاليا

المسألة الرابعة: ضوابط المزح المحمود [31] :

1 - ألاَّ يكون إلا حقاً. كما سبق من قول النبي صلى الله عليه وسلم:» إني

لا أقول إلا حقاً « [32] .

2 - ألاَّ يداوم المرء عليه، بحيث يكون صفة لازمة؛ لأن الجِد من سمات

العاملين. يقول محمد أحمد الراشد:» وقضايا الإسلام أوفر جداً وأثقل هموماً من

أن تدع عصبة من الدعاة تطيل الضحك، وتستجيز المزاح، وتتخذ لها من صاحب

خير فيها محور تندُّر تروي قصصه وغرائبه. والابتسامة علامة المؤمن ولسنا

ننكرها، والنكتة في ساعتها سائغة، والأريحية أصل في سلوكنا، والألفة والبشاشة

ليس العبوس. والقهقهة الأولى لك والثانية نهبها لك أيضاً فإنَّا كرماء، ولكن الثالثة

عليك وتشفع حسناتك لها عندنا، وأما الرابعة فيلزمها حد لا شفاعة فيه. وشعار

الضحك للضحك باطل، والهزل الهزيل مرفوض في أوساط العمل الإسلامي،

وإنما الداعية مفوض بالجد والتجديد « [33] .

3 - ألاَّ يشتمل المزاح على مساوئ الأخلاق ومعايب الكلام مما ينكره الشرع

أو يمجه الطبع.

4 - اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب.

وقد ذكر الدكتور عادل الشويخ رحمه الله أوقاتاً يجمل فيها المزاح. فقال:

أجمل ما قد يكون المزاح بعد صلاة الفجر؛ ودليله ما رواه سماك بن حرب قال:

قلت لجابر بن سمرة:» أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم!

كثيراً ما كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع

الشمس فيضحكون ويبتسم « [34] ، وقال:» ومن الأوقات أيضاً بعد صلاة العشاء.

أي: السمر فيه « [35] ، وقال أيضاً» ويقال: إذا كانت المؤانسة تصح من

الأهل [36] فهي تصح من الإخوان والخلان، ويزداد استحبابها إذا كانت لمصلحة

الدعوة في بذل النصح، وتقريب القلوب، وزيادة المودة، وإزالة الكدر، وإيجاد

أجواء الحب والتعارف « [37] .

قلت: إن الوقت يخضع لنظر المازح حسب اختلاف الأحوال.

وخلاصة الضوابط في رأيي أن ينظر لها من زاويتين:

1 - ذات المزح.

2 - آثاره.

فمتى كان أحدهما أو كلاهما حراماً فهو حرام وإلا فلا.

وهذه فائدة ساقها لنا الإمام النووي في المزاح فقال:» المزاح المنهي عنه هو

الذي فيه إفراط ويداوم عليه؛ فإنه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر

الله والفكر في مهمات الدين، ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث

الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار. فأما ما سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان

رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله فإنه كان يفعله؛ في نادر من الأحوال لمصلحة،

لتطييب نفس المخاطب ومؤانسته، وهذا لا مانع منه مطلقاً، بل هو سنة مستحبة

إذا كان بهذه الصفة، فاعتمِدْ ما نقلناه عن العلماء وحققناه؛ فإنه مما يعظُم الاحتياج

إليه. والله الموفق « [38] .

تنبيه:

مما تجدر الإشارة إليه أنه يوجد ما يغني عن كثير من المزاح إذا أحسن المرء

استخدامه، ألا وهو التباسط. وهذا مفيد لمن لم يعطه الله طابع المزح والمرح.

ولكن لا تنس أن للتباسط آداباً.

المسألة الخامسة: نقاط متفرقة:

اجعل لك هدفاً في مزاحك حتى يؤتي ثماره.

المزاح كالملح في الطعام فاجعله قدراً، ولكن لا تنس أن بعض الناس لا

يأكلون الطعام إذا كان فيه ملح.

قال الشاعر:

أفد طبعك المكدود بالجِدِّ راحة ... يُجمُّ وعلِّله بشيء من المَزح

ولكن إذا أعطيته المَزْح فليكن ... بمقدار ما تُعطي الطعام من المِلْحِ

فبعض الناس لا يناسبه المزاح كما نقل الذهبي في سِيَره عن خلف بن سالم:» كنا في مجلس يزيد ابن هارون فمزح مع مستمليه، فتنحنح أحمد بن حنبل، فقال

يزيد: من المتنحنح؟ فقيل له: أحمد بن حنبل. فضرب على جبينه وقال: ألا

أعلمتموني أن أحمد هاهنا حتى لا أمزح « [39] .

وبعض الناس قد يجره مزحك معه إلى إيذائك كما قيل:» لا تمازح الغلمان

فتهون عليهم أو يجترئوا عليك « [40] . وقيل:» لا تمازح الشريف فيحقد عليك،

ولا تمازح الوضيع فيجترئ عليك « [41] .

قال ابن حبان:» من مازح رجلاً من غير جنسه هان عليه واجترأ عليه،

وإن كان المزاح حقاً؛ لأن كل شيء يجب ألا يسلك به غير مسلكه ولا يظهر إلا

عند أهله. على أني أكره استعمال المزاح بحضرة العامة، كما أكره تركه عند

حضور الأشكال « [42] .

قال ابن المقفع:» وعلى العاقل أن يجعل الناس طبقتين متباينتين، ويلبس

لهم لباسين مختلفين: فطبقة من العامة يلبس لها لباس انقباض وانحجاز وتحفظ في

كل كلمة وخطوة، وطبقة من الخاصة يخلع عندهم لباس التشدد، ويلبس لباس

الأنسة واللطفة والبذلة والمفاوضة، كلهم ذو فضل في الرأي وثقة في المودة وأمانة

في السر ووفاء بالإخاء « [43] .

قال الدكتور عادل الشويخ:» ألاَّ يكون المزح إلا مع الأقران؛ لأن المزاح

مع الأعلى يؤذيه، ومع الأقل يؤدي إلى الجرأة على المازح، وكذلك ينبغي البعد

عن ممازحة الأعداء لما يقود إلى مفسدة تؤذي الداعية في دينه ودنياه « [44] .

فحاول أن تدرس شخصية من أمامك: هل هو مناسب أم لا؟ ولعل هذا هو

هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكن يمازح كل أصحابه.

* لعل من المناسب ألاَّ تمزح مع شخص أول مرة حتى تعرفه.

* إياك والتجريح في المزاح.

* لا تتكلف المزح.

* احذر الأريحية الزائدة مع البعض.

* أشعِرْ من تمازحه أنك تحترمه. وهذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم

مع من يمازحه، مثل قوله:» لكن عند الله أنت غال «.

* احذر أوقات انفتاح النفس.

* أحسِنِ التصرف مع من يخطئ معك في مزحه حسب ما يناسب المقام: من

رد مفحم، أو تجاهل، أو تحديق النظر فيه أو غير ذلك من الأساليب الناجعة.

المسألة السادسة: أسئلة ينبغي مراعاتها عند المزاح:

1 - هل هذا الوقت مناسب؟

2 - هل هذا الشخص مناسب؟

3 - هل هذا الكلام أو الفعل» ذات المزح «مناسب؟

4 - هل هذا المكان مناسب؟

المسألة السابعة: صور من مزح السلف [45] :

1 - قال غالب القطَّان: أتيت محمد ابن سيرين وكان مزَّاحاً فسألته عن هشام

بن حسان، فقال: تُوفي البارحة أما شعرت؟ فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون،

فضحك وقال: [اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ

الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ

يَتَفَكَّرُونَ] (الزمر: 42) .

2 - قيل لابن سيرين: إن قوماً يقولون من الشعر ما يوجب الوضوء،

فعجب من جهلهم وكان في المسجد فتمثل:

نُبِّئتُ أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول

فقام واستقبل القبلة وكبر مفتتحاً صلاته.

3 - ودخل رجل على الشَّعبي ومعه في البيت امرأة، فقال: أيكم الشعبي؟

فقال الشعبي: هذه.

4 - وسُئل الشعبي عن لحم الشيطان فقال: نحن نرضى منه بالكفاف. قال:

فما تقول في الذبان؟ قال: إن اشتهيتَه فكله.

5 - سأل رجل الشعبي: هل يجوز للمُحْرِم أن يحك بدنه؟ قال: نعم، قال:

مقدار كم؟ قال: حتى يبدو العظم.

6 - وسُئل: عن الرجل يغتسل في البحر إلى أين يتوجه؟ قال: يتوجه إلى

ثيابه حتى لا تسرق.

7 - ودخل يوماً الحَمَّام فوجد صديقاً له متجرداً فأغمض عينيه، فقال له

صديقه: منذ متى عميت؟ فقال له الشعبي: منذ أن هتك الله سترك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015