مجله البيان (صفحة 3639)

ملفات

التنصير.. هل أصاب الهدف؟

(3 - 3)

ماذا وراء الإرساليات الإنسانية؟ !

قبل أكثر من مائة عام قام الدكتور (لانسنج) وثلاثة من مساعديه، وهم:

(جيمس كانتين، وصموئيل زويمر، وفيليب فيلبس) بتشكيل مجموعة تنصيرية

في ولاية نيوجرسي الأمريكية، هدفها: نشر الدين النصراني في بعض البلدان

العربية، وكانت البداية في منطقة الخليج والجزيرة العربية، ويذكر صموئيل

زويمر السبب في هذا الاختيار بقوله: (إن من الدوافع إلى العمل في المنطقة:

الأسباب التاريخية؛ فللمسيح الحق في استرجاع الجزيرة العربية التي أكدت الدلائل

التي تجمعت لدينا في الخمسين سنةً الأخيرة، أن المسيحية كانت منتشرةً فيها في

بداية عهدها) [1] .

وبعد عدة سنوات من الاجتماعات وحملات التبرع بدأت الإرسالية الأمريكية

أولى رحلاتها إلى البصرة في العراق في عام (1889م) ، ثم تتابعت الرحلات

إلى الكويت والبحرين وعمان والإمارات واليمن.. ونحوها. وقد نشرت

مقالات ومذكرات عدد من المنصرين في هذه المنطقة في عدة كتب من أهمها:

كتاب (صدمة الاحتكاك) من إعداد وترجمة خالد البسام.

إنَّ قراءة بعض المقالات المترجمة في هذا الكتاب تُوقِفنا على أخبار وحكايات

مذهلة ومثيرة للانتباه قامت بها البعوث الأولى للتنصير في منطقة الخليج، وتجعلنا

ندرك بيقين أن ما يسمى بالمساعدات الإنسانية والطبية ما هي إلا أداة رئيسة من

أدوات التنصير وإخراج الناس عن دين الله تعالى. وهذا ما سيتأكد لنا عند قراءة

الجزء الثالث من ملف (التنصير.. هل أصاب الهدف؟ !) الذي خصصناه

لعرض بعض جهود المنصرين في بعض الدول العربية. ونجزم بأن ما ذكر ما هو

إلا شيء يسير من الواقع، لكن دلالاته عميقة..! !

لقد كنا نتوقع أن يكون هذا الملف في جزأين اثنين، إلا أن حجم المادة الكبير

الذي بين أيدينا جعلنا نضيف هذا الجزء، مع أننا تركنا عدداً من المقالات الأخرى

خشية الإطالة والإملال. ونرجو أن يجد القارئ الكريم في المادة المنشورة ما يفي

بالغرض ويرضي الطموح بإذن الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015