القراء
عبد الحميد سعيد
بينما كنت أتصفح بعض المجلات العربية إذ شد انتباهي ظاهرة غريبة
أحسبها جديرة بالوقوف قليلاً، ذلك هو الأسلوب ونمط الحوار الذي يسلكه مندوبو
تلك المجلات في لقاءاتهم ومقابلاتهم الصحفية مع الشخصيات المختلفة.
إن القارئ ليلمس ذلك البون الشاسع بين مقابلة وأخرى - على صفحات
المجلة الواحدة - من جهة طبيعة الأسئلة التي تغيرها المجلة وكيفية طرحها بل
وحتى المستوى الخلقي الذي يظهر به مدير المقابلة. ففي الوقت الذي تحاور فيه
المجلة شخصية إسلامية - على وجه الخصوص - تجد الصحفي يتفنن في صياغة
حواره وبالشكل الذي يسيء إلى تلك الشخصية كما أنه لا يألو جهداً لإثارة كل ما من
شأنه الانتقاص من ضيف المقابلة، وليس ذلك نابعاً في ظني من موقف تقفه هذه
المجلات تجاه رجال الدين بشكل عام، بسبب النهج العلماني الذي تسير عليه مثلاً،
فإنك تجد وجه المجلة الآخر مشرقاً وهو يحاور شخصية دينية مثل البابا شنودة الذي
ينال أسمى الألقاب خلال المقابلة وينُعت بأحسن النعوت التي تبرز على أنه رجل
الدين المثالي، وهو كذلك بالنسبة لهم. إننا ندعو الصحافة العربية ألا تكيل بمكيالين
ولا تزن بميزانين.