ملفات
ماذا يريدون من المرأة..؟ !
(2-2)
المؤسسات الدعوية النسائية
الواقع والتطلعات
د. رقية بنت محمد المحارب
أتناول في هذه الورقات موضوعاً أحسب أنه غاية في الأهمية في هذا الوقت
يتعلق بإقامة مؤسسات دعوية نسائية متخصصة تعتني بكل الجوانب المهمة في حياة
المرأة المسلمة أينما وجدت. وتعتبر الصفحات الآتية محاولة للفت الانتباه إلى أهمية
الموضوع أكثر من كونها دراسة مستوفية لكل الجوانب المتعلقة به، وكلي أمل أن
يتبع هذه المحاولة كتابات أعمق تتناول زوايا مهمة نحتاج إلى تجليتها وبيانها.
تمهيد:
أتساءل أيها الإخوة والأخوات عن مستقبل المرأة المتوقع خلال الزمن القادم،
وماذا أُعِدَّ من جهود لمواجهة المستجدات القادمة فيما يخص المرأة بالتحديد؟ وماذا
نعرف عن رموز التحرر النسائية والرجالية من أمثال: نازك العابد، ودرية
شفيق، وهدى شعراوي، وملك حفني ناصف، وفاطمة اليوسف، ونوال السعداوي، وجرجي زيدان، ورفاعة الطهطاوي، وقاسم أمين؟ بل ماذا نعرف عن الدور الكبير الذي تلعبه الأمم المتحدة في مجال الأسرة؟ وماذا عن منظمة التجارة العالمية وتداعياتها فيما يختص بالشؤون الاجتماعية؟ وماذا تحقق على أرض الواقع في كل بلد إسلامي نتيجة المؤتمرات الدولية عن الطفولة والأمومة أو عن المرأة؟ وماذا لدينا من معلومات عما تواجهه المرأة في الخليج والمغرب العربي وغيرها من مناطق العالم الإسلامي؟ وما هي الهموم والتطلعات التي تراود بنات المسلمين؟
وما مدى تأثير وسائل الإعلام، والظروف الاقتصادية على تنشئة الفتاة ونموها
الثقافي والنفسي والاجتماعي؟ وماذا عن عالم الطفل والمشروعات التي تُناقَش الآن
تنفيذاً لتوصيات المؤتمرات الدولية لنزع ولاية والديه عنه نتيجة العنف الذي
يتعرض له في بلاد الغرب، وما مدى فداحة الوضع في البلاد الإسلامية؟ ثم ما مدى
موافقة هذه التشريعات للمقاصد الشرعية؟
هذه الأسئلة وغيرها كثير لا يمكن أن تفي صفحات كثيرة بمجرد سردها بَلْهَ
الدخولَ في كل قضية بتفصيلها.
وكنا ولا زلنا نعيش بشكل كبير في دائرة ردود الأفعال؛ فالحدث يصنع بيد
غيرنا، والمبادرات الموجهة لصرف المرأة عن دينها تقام على مدار الساعة؛ فهذه
مجلاَّت تؤصِّل التمرد على شرع الله، وهذه دراسات أكاديمية تظهر أرقاماً وتخفي
أخرى في محاولة لإثبات أن عمل المرأة في بيتها مثلاً خسارة للاقتصاد الوطني،
وهذا ملف عن المرأة يردد مقولات الحركات النسائية الغربية ويصف عصر
الصحوة بأنه عصر الانتكاسة ويصف عصر السفور بأنه عصر التقدم [1] وهكذا
في سلسلة متنامية.
إن الجهود الدعوية المبذولة على صعيد المرأة تحاول بقدر المستطاع تقديم
رؤية شرعية، ولكنها تظل تتسم غالباً بردة الفعل وبالتكرار أحياناً، وبفقدان
الشمولية والتكامل والقلة، كما أنها تفتقر بشكل ملموس وملاحظ إلى المعلومة الدقيقة
والإحصائيات، وبالإضافة إلى ذلك فإنها لا تتميز بطول النفس في الاستقصاء
والمتابعة؛ وهذه طبيعة الجهود الفردية وضخامة المهمة.
والمرأة المسلمة وهي تواجه كل هذه التحديات المعاصرة تحتاج إلى من يعينها
على الصمود ويأخذ بيدها إلى بر الأمان، وتحتاج بشكل خاص إلى عمل مؤسسي
متخصص علمي وتربوي واجتماعي وثقافي واقتصادي. ومن شأن هذه المؤسسات
المتخصصة ونحن في عصر التخصص أن تساهم مساهمة جليلة في توفير الحصانة
الفكرية والعقدية، وفي البناء التربوي الإيماني والدعوي للمرأة، وإيجاد محاضن
تربوية تخرج لمجتمعات المسلمين المرأة التقية المثقفة الفاعلة؛ بحيث تُكَوِّن أعني
هذه المؤسسات رافداً مهماً لأهل التربية في مهماتهم، ولأهل الإعلام في جهودهم؛
وعلاوة على ذلك تكون رأياً عاماً مستنداً على الدليل الشرعي والتحليل المنطلق من
الذاتية الثقافية في انفتاح على الصالح من ثقافة الآخر؛ إذ الحكمة ضالة المؤمن أنَّى
وجدها فهو أحق بها. كما أن وجود هذه المؤسسات المتخصصة سوف يفتح آفاقاً
للباحثين والباحثات في شؤون المرأة والأسرة الذين يعانون أشد المعاناة من ندرة
مصادر المعلومات، وتبعثر المراجع العلمية وغياب الرصد الإعلامي المتخصص،
وعدم وضوح القضايا الملحة التي تحتاج إلى جهود علمية لتحرير الموقف الشرعي.
وبعد هذه المقدمة الموجزة أتساءل: لماذا لم توجد مثل هذه المؤسسات الدعوية
النسائية؟ ثم ما هو المطلوب منها بقدر من التفصيل؟ وما هي آفاق العطاء
المنتظر؟ وما هي العوائق التي قد تحول دون قيام هذه المؤسسات؟ ثم أخيراً دعوة
إلى إخواني وأخواتي لإبداء آرائهم حول هذا الموضوع ونقده.
أسباب غياب مؤسسات دعوية نسائية متخصصة:
قبل أن أورد جملة من الأسباب التي أرى أنها مسوِّغات لعدم وجود مثل هذه
الهيئات النسائية أحب أن أشير إلى أنه ليس المقصود أن يكون القائمون على هذه
المؤسسات الدعوية بالضرورة نساء، بل إن الهدف هو توجيه الاهتمام إلى كل ما
يتعلق بالمرأة من أمور على سبيل الاختصاص، كما أنه من المهم الإشارة إلى أنني
أقر بوجود جهود كثيرة بحمد الله مهتمة بهذه القضية منذ زمن، سواء كان ذلك من
خلال الفروع النسائية لبعض الجمعيات الدعوية في العالم الإسلامي أو أفراد
تخصصوا في الكتابة؛ ولكنني أعتقد أن الجميع يتفق معي في أنها لم تصل إلى
مستوى الهيئات المتخصصة التي تعتبر ذات مرجعية في قضايا المرأة. وعلى
سبيل المثال فإننا لا نجد مركز بحوث متخصصاً يُعنى بقضية الأسرة من وجهة
النظر الشرعية ويغطي كافة جوانبها. وأذكر هنا بعض الأسباب التي أدت إلى
افتقار الساحة الدعوية لهذه المراكز المهمة:
1 - حداثة سن الصحوة إن صح التعبير وضخامة المهمات المنوطة بها؛
فخلال الأربعين سنة الماضية شهدت مناطق العالم الإسلامي أحداثاً كبرى، فأصبح
العالم الإسلامي ينوء بالتبعات والرواسب على مختلف الأصعدة التي خلفها
الاستعمار الذي عمل بكل جهده على استنزاف المنطقة اقتصادياً وثقافياً، وهذا
انعكس على وضع المرأة في تربيتها ودعوتها.
2 - عدم القناعة لدى قطاع من الدعاة والمربين بأهمية العناية بقضايا الدعوة
في أوساط النساء، ولا تزال هذه القناعة موجودة إلى يومنا هذا وإن كانت في
طريقها إن شاء الله إلى الزوال.
3 - سلامة البنية الأساسية للأسرة المسلمة في كثير من بلاد العالم الإسلامي؛
فمؤسسة الزواج لا زالت محترمة رغم الدعوات المحمومة إلى اعتبار الزواج
العرفي مشروعاً! ! ولا زالت قيمة العناية بالوالدين عظيمة عند السواد الأعظم من
المسلمين، والنظرة الإيجابية للأبناء وضرورة تربيتهم التربية الصالحة.
4 - ضعف الموارد المالية للمؤسسات الدعوية مما أدى إلى تأخير تنفيذ كثير
من مشروعات التوعية، ووجود أولويات في قائمة الاهتمامات لدى هذه الجهات.
5 - ندرة الطاقات النسائية القادرة على المطالبة بإنشاء هذه المؤسسات،
وضعف تكوينهن الثقافي والتربوي مما نتج عنه فراغ كبير استطاع الاستعمار من
خلاله تبني بعض القيادات النسائية وتقديمهن للمجتمع على أساس أنهن مناضلات؛
كما حدث في المغرب أثناء المظاهرات التي رُمي فيها الحجاب في الشارع احتجاجاً
على المستعمر الفرنسي وكأنه هو الذي طالب به، وكما حصل أيضاً في مصر في
المظاهرة المشهورة ضد الإنجليز، وتذكر عائشة بلعربي [2] أن الفرنسيين اهتموا
بالمرأة منذ منتصف القرن التاسع عشر! ! فأسسوا ثلاثة أنواع من المراكز:
أحدها: للأسرة والطفل، والثاني: للطبقة العاملة، والثالث: في الأرياف لخدمة المرأة القروية. والهدف هو بالتأكيد الوصول للمرأة وتقديم الخدمات التعليمية المنسجمة مع المصالح الفرنسية. وأدى وجود بعض التقاليد المنافية للإسلام والتي فيها إجحاف واضح بحق النساء إلى الإقبال على البديل الفرنسي الذي لم يقصِّر في ربط هذه الممارسات بالدين.
فوائد المؤسسات المتخصصة:
لا أظن أن أحداً يختلف معي أن هناك منافع عظيمة من وجود المؤسسات
المتخصصة التي تتناول القضايا النسائية وتتولى إعداد التصورات والدراسات
المختلفة حول القضايا التي تشغل المهتمين بالدعوة إلى الله عز وجل، ولا ينقضي
عجبي حين أرى أنه تكونت في لبنان مثلاً 150 جمعية نسائية كثير منها نصراني
أو يمثل الديانات اللبنانية المختلفة، وأجد مثلاً أن غاية (الجمعية المسيحية للشابات)
في بيروت هي (بناء رابطة من النساء والفتيات لتحقيق المبادئ والمثل العليا التي
ائتُمِنَّ عليها باعتبارهن مسيحيات جادات في تفهم تعاليم يسوع والاشتراك في
حبه مع الجميع والنمو في معرفة الله ومحبته والاقتداء به في محبة الغير وخدمة المجتمع) [3] . ولا أدري هل لا زالت هذه الجمعيات موجودة أم أن بعضها
توقف عن العمل، أو أن جمعيات جديدة أنشئت، فأنا محتاجة إلى دراسات تعطيني صورة واقعية عن النشاطات النسائية في العالم، وتُمِدُّني بحصيلة قوية أتمكن بها من الوعي بالواقع الذي يهمني بصفتي امرأة.
وشيء آخر ذو دلالة بهذه الجزئية: ما هو نشاط المنصِّرات وطرقهن للتعامل
مع ظروف المرأة في بعض البلاد الإسلامية؟ وما هي استراتيجيات هذه الحركات
وغيرها للتأثير على عقل المرأة المسلمة؟ وأورد فيما يلي بعض المقترحات،
وأجزم أن هناك أبعاداً أخرى لم أتناولها:
1 - الخروج من دوامة ردود الأفعال، والعمل على صناعة الأحداث.
2 - القيام بمتابعة النشاطات ذات العلاقة بالمرأة ورصدها من خلال ما ينشر
في الصحافة والمؤتمرات واللقاءات.
3 - توفير المراجع العلمية ومساعدة الباحثين والباحثات في اختيار
الموضوعات التي نرى أنها مهمة وتحتاج إلى بذل جهود فكرية متميزة، وبدون
وجود مراكز دراسات متخصصة يصبح اختيار الموضوع وطرق معالجته نتيجة
لجهد فكري للباحث يعتريه ما يعتري الفرد من قصور.
4 - ترشيد الكتابات الموجهة للمرأة منعاً للتكرار وتحقيقاً لتغطية مختلف
جوانب القضية المراد الحديث عنها. وسوق الكتاب النسائي الإسلامي يحتاج كغيره
إلى كتابات نقدية قوية حتى تخرج الأعمال بصورة تتناسب وعمق الأمر.
5 - تكوين رأي عام مؤيد للرأي الشرعي المبني على الكتاب، والسنة
المستصحب لظروف الواقع. فكم أدى النظر للواقع مجرداً عن النصوص الشرعية
من فتنة لبعض الناس! وكم جر إغفال الواقع من صدور آراء لا تتفق والمقاصد
الشرعية!
6 - التعرف على المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها المرأة: طالبة على
مقاعد الدراسة في الجامعة والمدرسة، أو عاملة لها زوج وأولاد، أو مطلقة، أو
ربة بيت، أو غير ذلك، ووضع الحلول الشاملة، وهذا يحتاج إلى إجراء بحوث
مكثفة وربما دراسات أكاديمية للوصول إلى أفضل الوسائل للتعامل مع هذه
المشكلات.
7 - التعرف على الاتجاهات الفكرية المؤثرة في المجتمع وقياس قوة الخطاب
الشرعي ووسائل تنميته، وتعريف المهتمين بالقوى المختلفة ذات العلاقة.
8 - التعرف على المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها المرأة، فالمرأة
أصبحت ذات دخل وهذا الدخل يعني أنها تريد مجالات لاستثماره ووجود دراسات
شرعية تساعد المرأة على أفضل الوسائل لاستغلال مالها وتنميته، كما أن هذه
الدراسات تتيح لها خيارات كثيرة تحقق المرأة المسلمة من خلالها عوائد في دينها
ودنياها. ونتيجة لغياب الطروحات الشرعية أصبحت المرأة تستثمر في مجالات قد
تؤدي إلى خسارة مالها أو تحقيق نسبة ضئيلة من الأرباح، كما تؤدي هذه الدراسات
دوراً كبيراً في توجيه اهتمام المرأة لصرف مالها بدل أن يبذل في أدوات تجميل
وجري وراء الموضة. ويكفي أن نعلم أن بلايين الدولارات تنفق على أدوات
التجميل في العالم سنوياً لا أعلم تحديداً كم نصيب عالمنا الإسلامي من هذا
المبلغ؟ !
9 - التعرف على الجهود التي تستهدف تغيير تشريعات الأحوال الشخصية
التي كانت إلى وقت قريب إحدى البنود في الدساتير الوضعية التي لا تتعارض مع
الشريعة. والمعارك التي تمت في المغرب مثلاً ونتج خلالها بحمد الله تآزر وتكاتف
بين الغيورين هناك، نحتاج أن نعرف عنها أكثر من تحقيق ينشر في مجلة أو
اثنتين ثم ينسى بعد فترة. نحتاج إلى توثيق لكل هذه التطورات وإجراء الدراسات
القانونية الشرعية ومثل ذلك ما حصل في لبنان حول مسألة الزواج العرفي، وفي
مصر حول قضية إسقاط حق التطليق من الرجل وإعطائه للقاضي، وتطليق المرأة
إذا رغبت؛ كل ذلك يحتاج إلى مؤسسات متخصصة. ونقطة مهمة هنا أن محاربة
التصرفات المجحفة بحق المرأة في بعض البلاد والمطالبة بتغيير بعض التشريعات
التي لا تراعي حقوق المرأة لا يمكن أن يتم دون وجود تصور عن الواقع ومعرفة
بالبنود ذات العلاقة، وكل هذا يتطلب جهوداً كبيرة.
10 - التعرف على مجالات العمل الإعلامي وإمكانية إنشاء مجلات أو دور
نشر متخصصة، وإجراء دراسات الجدوى الاقتصادية لمثل هذه المشروعات.
11 - تنشيط حركة التأليف الأدبي الملتزم خاصة في مجال القصة والرواية
والشعر. والأدب لعب دوراً كبيراً في مسيرة سفور المرأة كما هو معلوم؛ ولذا فإن
من المهم قيام دور نشر متخصصة مثلاً برعاية المواهب الأدبية وتقديم نتاجهم الذي
يخدم الأمة عبر المطوية والكتاب والشريط وغير ذلك. وأركز على العناية بمواهب
الفتيات الأدبية وتربيتهن على الأدب الملتزم حتى لا يقعن وسط الضجيج الإعلامي
في تمجيد أمثال نزار قباني والبياتي وغيرهما من رموز الحداثة والفساد.
12 - صناعة الرموز المصلحة من خلال إبرازهم للمجتمع، وتقديم القدوة
لكافة شرائح المجتمع النسائية؛ فتقدم مثلاً المرأة الواعية التي تنطلق من شريعة
ربها في فكرها وإنفاقها وتعاملها مع زوجها وأولادها، والعاملة الملتزمة المنتجة في
مجال عملها، وتلك التي تبذل في سبيل الإصلاح، والأديبة التي شغلتها هموم
المسلمين فتسخر موهبتها في معالجة شؤونهم.
نماذج من الدراسات النسائية المطلوبة:
من الأعمال التي من المؤمل قيام هذه المؤسسات المتخصصة بها ما يلي:
1 - إعداد قاعدة معلوماتية لكل ما نشر عن المرأة في الصحافة العربية
وغيرها.
2 - إجراء الدراسات الميدانية عن العادات الاجتماعية وأثرها على أنماط
السلوك النسائي في مختلف البلاد.
3 - عمل الدراسات الاقتصادية لتوفير مشروعات لتنمية رأس المال النسائي.
4 - إصدار دوريات ومجلات تخدم قضايا نسائية معينة وموجهة لطبقات
مختلفة؛ فدورية تُعنى بالشؤون التربوية، وأخرى لمعالجة قضايا فكرية، وثالثة
تخاطب البنت في المرحلة الثانوية والجامعية، ورابعة موجهة للمرأة العاملة،
وخامسة تتناول الأمومة والطفولة، وهكذا.. وليس بالضرورة أن تصدر هذه
الدوريات بصورة شهرية بل ربما كان صدورها مرة في السنة.
5 - إقامة مجموعات عمل لمناقشة قضايا اجتماعية ملحة كالطلاق والعنوسة
وعمل المرأة وآثارها على بنية المجتمع وكينونة الأسرة، ووضع توصيات ومتابعة
تنفيذها مع الجهات ذات العلاقة.
6 - بحث إمكانية التعاون بين الهيئات النسائية الدعوية القائمة في العالم.
7 - التعاون مع الجامعات ومراكز البحوث لإدراج قضايا المرأة ضمن
أولوياتها والتعاون في اقتراح الأفكار والمشروعات العلمية. وكمثال على البحوث
الأكاديمية تناول تأثير القنوات الفضائية على أفكار البنات في المرحلة الجامعية.
8 - متابعة المؤتمرات الدولية والمشاركة بفعالية بغرض الدفاع العلمي الرشيد
عن قضايا المرأة المسلمة.
عوائق في طريق التأسيس:
إذا كان ثمة اتفاق على حيوية وجود هذه المؤسسات فما هي يا تُرى العقبات
والصعوبات التي تقف أمام تحقيق هذا الحلم على أرض الواقع؟ لعل بعض ما ذكر
عند مسألة أسباب غياب هذه المؤسسات في الماضي لا يزال يمثل حجر عثرة حتى
الآن. وألخص أبرز النقاط فيما يلي:
1 - طبيعة هذه المؤسسات الجادة تجعل من نفر قليل من الناس قادراً على
تحمل عبء تأسيسها، وهذا النفر يكون منشغلاً بقضايا أخرى لا تقل عن هذا الأمر
أهمية في كثير من الأحيان.
2 - تحتاج هذه المؤسسات إلى مبالغ مالية؛ لكونها تقوم باستقطاب فئة معينة
من الباحثين مما يعني ضرورة تفريغهم. والتعويل على العمل التطوعي لا يعني
الاستقرار كما أنه لا يعني عملاً مؤسسياً.
3 - حساسية الموضوعات المطروحة وصعوبة إجراء الدراسات الميدانية
بحرية كافية.
4 - قلة الخبرة بالعمل المؤسسي لدى قطاع عريض من المهتمين، وكذا
ضعف القدرات الإدارية.
كلمة أخيرة:
وفي ختام هذه الورقات أحب أن ألفت نظر إخواني وأخواتي إلى بعض
الأمور:
1 - ضرورة استحضار الإخلاص في هذا الأمر؛ إذ إنه من وسائل الدعوة
إلى الله عز وجل، وبدون الإخلاص تصبح كل هذه الأعمال هباءاً منثوراً يوم الدين.
2 - الثقة بنصر الله والتفاؤل بالخير خاصة في مثل هذا الوقت الذي قلَّ فيه
الناصر، وهكذا كان هدي الرسول عند الفتن تفاؤلاً وحسن ظن بالله وثقة به مع
العمل الجاد المستمر.
3 - أن المرحلة التي نعيشها تتطلب اهتماماً كبيراً بقضايا المرأة.
4 - ما جاء من معلومات أو أفكار يحتمل الخطأ؛ وإنني أتمنى موافاتي بأي
ملاحظة أو تصويب أو تعقيب؛ بحيث يتبلور العمل وتنفتح آفاق دعوية جديدة
للمرأة المسلمة في العالم أجمع.
أسأل الله أن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى مرضاته، وأن يجعل نياتنا خالصةً
لوجهه، وأن يبصِّر نساء المسلمين بدينهن، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.