مجله البيان (صفحة 3311)

دراسات في الشريعة والعقيدة

عِلْمُ المُنَاسَبَات في القرآن

محمد بن عبد العزيز الخضيري

من المألوف لدى كل قارئ لكتب التفسير أن يجد المفسِّر يكاد ألاَّ يغفل عن

ذكر المناسبة بين الآية والتي بعدها، أو السورة والتي تليها، أو الحكم وما قارنه

من أسماء الله وصفاته، ونحو ذلك، ولم يدُرْ بخلد كثير من القراء أن هذا العلم علم

عظيم حظي بعناية العلماء واهتمامهم، وأفردوا له المؤلفات تحقيقاً، أو تطبيقاً.

وفيما يلي أخي القارئ إطلالة عابرة تبين لك جوانب هذا العلم، وتعرفك

بمقاصده، وتكشف لك أنواعه وتاريخه وأهم المؤلفات فيه.

تعريفه:

المناسبة في اللغة: المقاربة والمشاكلة [1] .

ويعرف اصطلاحاً بأنه: علم تعرف به وجوه ارتباط أجزاء القرآن بعضها

ببعض، وقولُنا: (أجزاء القرآن) شامل للآية مع الآية، والحكم مع الحكم،

والسورة مع السورة، والقصة مع القصة، وكل جزء من القرآن مع ما قارنه.

أهميته وأقوال العلماء فيه:

لقد أبان العلماء فيما سطروه بجلاءٍ عن أهمية هذ العلم وعظيم الفائدة بمعرفته

حتى قال الفخر الرازي: (أكثر لطائف القرآن مودَعة في الترتيبات

والروابط) [2] .

وقال الزركشي: (واعلم أن المناسبة علم شريف تحزر به العقول، ويعرف

به قدر القائل فيما يقول) [3] .

أما القاضي أبو بكر بن العربي فقد كشف عن منزلة هذا العلم بقوله: (ارتباط

آي القرآن بعضها ببعض حتى يكون كالكلمة الواحدة متسعة المعاني، منتظمة

المباني ... علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة، ثم فتح

الله عز وجل لنا فيه، فلما لم نجد له حَمَلَةً ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه، وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه) [4] .

وقال الرازي: (علم المناسبات علم عظيم أودعت فيه أكثر لطائف القرآن

وروائعه، وهو أمر معقول إذا عرض على العقول تلقته بالقبول) [5] .

وقال في تفسير سورة البقرة: (ومن تأمل في لطائف نظم هذه السورة وفي

بدائع ترتيبها علم أن القرآن كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه فهو

أيضاً بسبب ترتيبه ونظم آياته) [6] .

وقال البقاعي مبيناً فائدة جليلة من فوائد معرفة هذا العلم: (وبهذا العلم:

يرسخ الإيمان في القلب ويتمكن من اللب؛ وذلك أنه يكشف أن للإعجاز طريقتين:

إحداهما: نظم كل جملة على حيالها بحسب التركيب.

والثانية: نظمها مع تاليتها بالنظر إلى الترتيب. والأول أقرب تناولاً وأسهل

ذوقاً؛ فإن كل من سمع القرآن من ذكي وغبي يهتز لمعانيه وتحصل له عند سماعه

روعة بنشاط مع انبساط لا تحصل عند سماع غيره، ثم إذا عبر الفطن من ذلك إلى

تأمُّل ربط كل جملة بما تلته وما تلاها خفي عليه وجه ذلك، ورأى أن الجمل

متباعدة الأغراض متنائية المقاصد، فظن أنها متنافرة، فحصل له من القبض

والكرب أضعاف ما حصل له بالسماع من الهزّ والبسط، ربما شككه ذلك وزلزل

إيمانه؛ فإذا استعان بالله وأدام الطرق لباب الفرج بإنعام التأمل وإظهار العجز

والوقوف بأنه في الذروة من إحكام الربط كما كان في الأوج من حسن المعنى،

فانفتح له ذلك الباب، ولاحت له من ورائه بوارق أنوار تلك الأسرار رقص ... الفكر منه طرباً، وشاط لعظمة ذلك جنانه، ورسخ من غير مرية إيمانه) [7] . ...

أول من أظهره، وأهم المؤلفات فيه:

يعد العلماء أبا بكر النيسابوري (ت 324هـ) أول من أظهر علم المناسبات في بغداد، وكان يزري على علماء بغداد لجهلهم وجوه المناسبة بين الآيات، وكان إذا قرئت عليه آية أو سورة يقول: لِمَ جُعلت هذه الآية إلى هذه؟ وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة [8] .

وهذه الأولية إنما هي باعتبار شدة العناية والتعليم؛ وإلا فالمتتبع لتفاسير

السلف حتى من الصحابة يجدهم يتحدثون أحياناً عن المناسبات في بعض المواطن

وإن كانت قليلة.

وقد ذكرنا آنفاً كلمة ابن العربي حين تكلم في هذا العلم وشكواه من بطالة النقلة.

أما المؤلفات فيه فهي على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: من أفرده بالتصنيف، ومن أشهرهم:

1 - أبو جعفر بن الزبير الأندلسي (ت 807 هـ) في كتابه: (البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن) .

2 - السيوطي (ت 911 هـ) في كتابه: (تناسق الدرر في تناسب السور) .

3 - عبد الله الغُمَاري في كتابه: (جواهر البيان في تناسب سور القرآن) .

وأعظم من كتب في هذا العلم وأشفى على الغاية القصوى فيه، وغدا مرجعاً

لا يستغنى عنه فيه هو برهان الدين البقاعي (ت 885 هـ) في كتابه: (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) حيث ذكر المناسبات بين آيات القرآن وسوره كلها وبلغ كتابه اثنين وعشرين مجلداً.

القسم الثاني: الذين جعلوه نوعاً من علوم القرآن الكريم وتحدثوا عنه في باب من كتبهم، ومن أشهرهم:

1 - الزركشي في كتابه: (البرهان في علوم القرآن) فقد جعله النوع الثاني

من كتابه الكبير.

2 - السيوطي في كتابه: (الإتقان) وقد جعله في النوع الثاني والستين.

القسم الثالث: المفسرون الذين عُنُوا بذكر المناسبات في تفاسيرهم، ومن

أشهرهم:

1- الفخر الرازي في تفسيره الكبير: (مفاتيح الغيب) .

2- أبو السعود في تفسيره: (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) .

3- سيد قطب في كتابه: (في ظلال القرآن) حيث كان يفتتح تفسير السورة

بذكر موضوعها العام، ثم يربط بين مقاطع السورة على ضوء ما ذكره من

موضوعها وجوّها العام.

فوائد هذا العلم:

لهذا العلم فوائد، ومن أهمها:

1- أنه يزيل الشك الحاصل في القلب بسبب عدم التأمل في دقة النظم وإحكام

الترتيب، وقد تقدم كلام البقاعي في هذه القضية [9] .

2 - أنه يفيد في معرفة أسرار التشريع وحِكَم الأحكام وإدراك مدى التلازم

التام بين أحكام الشريعة؛ فإذا قرأت قوله تعالى: [قل للمؤمنين يغضوا من

أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم] [النور: 30] وتعرفت على المناسبة

بين الأمر بغض البصر وحفظ الفرج علمت ما بينهما من التلازم والتلاؤم؛ فحفظ

الفرج لا يتم إلا بغض البصر، ومن أطلق بصره في الحرام فحري أن تزلَّ قدمه

في الآثام.

3- أنه يعين على فهم معنى الآيات وتحديد المراد منها، ومن ذلك: خلاف

المفسرين في معنى قوله تعالى: [والصافات صفا] [الصافات: 1] ، فقال قوم:

هي الملائكة، وهذا قول الجمهور، وقال آخرون: هي الطير، والصحيح الأول؛

وذلك لأنا لو بحثنا عن المناسبة بين أول السورة وخاتمتها لوجدناه ذكر في الخاتمة

في معرض حديث الملائكة عن أنفسهم: [وإنا لنحن الصافون. وإنا لنحن

المسبحون] [الصافات: 165، 166] .

4- وبه يتبين لك سر التكرار في قصص القرآن، وأن كل قصة أعيدت في

موطن فلمناسبتها ذلك الموطن، ولذلك ترى اختلافاً في ترتيب القصة ونظمها

بحسب المناسبة وإن كانت متحدة في أصل المعنى [10] .

قواعد في علم المناسبات:

علم المناسبات كغيره من العلوم له قواعد وضوابط ينطلق منها المتحدثون فيه، ومنها:

الأولى: في كيفية التعرف على المناسبات في السورة جملة:

قال المشرالي المغربي: (الأمر الكلي المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع

القرآن هو أنك تنظر الغرض من المقدمات، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في

القرب والبعد من المطلوب، وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستتبعه

من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التي تقتضي البلاغة شفاء

العليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها؛ فهذا هو الأمر الكلي المهيمن على

حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن، وإذا فعلته تبين لك إن شاء الله وجه النظم

مفصلاً بين كل آية وآية في كل سورة) [11] .

وقد لخص البقاعي تجربته في التعرف على المناسبة فقال: (تتوقف الإجادة

فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها، ويفيد ذلك معرفة المقصود من

جميع جملها؛ فلذلك كان هذا العلم في غاية النفاسة، وكانت نسبته من علم التفسير

نسبة علم البيان من النحو) [12] .

والمتأمل لما كتبه سيد قطب في ظلاله يجده سار على هذا المنوال في بيان

أوجه الربط بين مقاطع السورة.

الثانية: قال الزركشي: (وعادة القرآن العظيم إذا ذكر أحكاماً ذكر بعدها

وعداً ووعيداً؛ ليكون ذلك باعثاً على العمل بما سبق، ثم يذكر آيات التوحيد

والتنزيه؛ ليُعلم عظم الآمر والناهي، وتأمل سورة البقرة والنساء والمائدة وغيرها

تجده كذلك) [13] .

الثالثة: المزاوجة بين الوعد والوعيد، والبشارة والنذارة، والترغيب

والترهيب؛ وفي ذلك من الحكمة والمناسبة ما هو بيِّن لكل متأمل.

الرابعة: قال السيوطي: إن عادة القرآن إذا ذكر الكتاب المشتمل على عمل

العبد؛ حيث يعرض يوم القيامة أردفه بذكر الكتاب المشتمل على الأحكام الدينية في

الدنيا التي تنشأ عنها المحاسبة عملاً وتركاً، كما قال في سورة الكهف: [ووضع

الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ... ] [الكهف: 49] إلى أن قال: ... [ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل.....] [الكهف: 54] .

والقواعد في هذا الباب كثيرة ومثيرة، وليس هذا موطن استقصائها. ...

أنواع المناسبات: [14]

للمناسبات في القرآن ثلاثة أنواع:

الأول: المناسبات في السورة الواحدة.

الثاني: المناسبات بين السورتين.

الثالث: مناسبات عامة.

ولكل نوع من هذه الأنواع أقسام كثيرة وسنقتصر في هذه العجالة على بعضٍ

منها، مما يتضح به المقصود وينفتح به الباب للطالب الراغب.

النوع الأول: المناسبات في السورة الواحدة، ويتضمن أقساماً ومنها:

أولاً: المناسبة بين أول السورة وخاتمتها:

مثاله: قوله تعالى: في أول سورة البقرة: [الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون

الصلاة ومما رزقناهم ينفقون] [البقرة: 3] ، ثم قال في آخر السورة: [آمن

الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه

ورسله ... ] [البقرة: 285] فهو في أول السورة يذكر صفات المتقين التي يتميزون بها وفي آخر السورة يبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه قد امتثلوا تلك الصفات وتحلوا بها.

مثال آخر: في سورة (المؤمنون) افتتح السورة بذكر فلاح المؤمنين [قد أفلح

المؤمنون] [المؤمنون: 1] ، واختتمها بنفي فلاح الكافرين [ومن يدع مع

الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون]

[المؤمنون: 117] .

ثانياً: المناسبة بين الآية والتي تليها.

مثاله: قوله تعالى: إياك نعبد وإياك نستعين [الفاتحة: 5] فإنه لما ذكر في

أول السورة استحقاق الله تعالى لكل المحامد، وكونه رباً للعالمين، وهو الرحمن

الرحيم، وهو مع كل هذا الملك المتصرف في اليوم الذي لا ملك فيه لأحد إلا لله..

كان من شأن كل عاقل أن يُقبِل على مَنْ هذه صفاته وتلك عظمته معترفاً بالعبودية

له والذل الكامل لجنابه العظيم ملتجئاً إليه طالباً منه العون والمدد، ثم إنه لما حمد

وأثنى ومجّد واعترف بالعبودية ناسب أن يستشرف للطلب من ذلك الرب المستعان، فيقول: [اهدنا الصراط المستقيم] [الفاتحة: 6] .

ثالثاً: المناسبة بين حكمين في الآيات أو الآية:

وذلك كما في آيات الاستئذان حين أعقبها بالأمر بغض البصر؛ فإن الاستئذان

إنما جعل من أجل أن لا يقع بصر المستأذن على عورة، ولو صادف أن وقع فإن

على المستأذن أن يغض البصر، ثم إن العلاقة بين الحكمين بيِّنة؛ إذ فيهما ذكر ما

تكون به العفة وحفظ العورات في المجتمع المسلم.

والمناسبة بين الأمر بحفظ الفرج والأمر بغض البصر تقدمت فيما سبق،

وهما حكمان في آية واحدة.

رابعاً: المناسبة بين اسم السورة ومضمونها:

مثاله: المناسبة بين مضمون سورة الكهف واسمها؛ فإن السورة قد ذكرت

أنواع الفتن التي تمر بالمرء؛ إذ ذكرت فيها الفتنة في الدين في قصة الفتية، وفتنة

الجلساء في قوله: [واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ... ]

[الكهف: 28] ، وفتنة المال في قصة صاحب الجنتين، وفتنة العلم في قصة

موسى والخضر، وفتنة السلطان في قصة ذي القرنين، وفتنة القوة والكثرة في

خبر يأجوج ومأجوج، وذكرت هذه السورة المخرج من كل واحدة من هذه الفتن؛

فكأنها كهف لمن اعتصم بها من الفتن، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال) [15] .

النوع الثاني: المناسبات بين السورتين: ويتضمن أقساماً منها:

أولاً: المناسبة بين فاتحة السورة وخاتمة التي قبلها:

مثاله: في آخر سورة الإسراء قال تعالى: [وقل الحمد لله الذي لم يتخذ

ولدا ... ] [الإسراء: 111] ، وفي أول سورة الكهف التي تليها قال: [الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا....] [الكهف: 1] .

مثال آخر: في آخر سورة الطور قال: [ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم]

[الطور: 49] ، وفي أول سورة النجم قال: [والنجم إذا هوى] [النجم: 1] .

ثانياً: المناسبة بين مضمون السورة والتي تليها:

مثاله: في سورة الضحى ذكرٌ للنعم الحسية على رسول الله صلى الله عليه

وسلم، وفي سورة الشرح ذكر للنعم المعنوية عليه.

مثال آخر: في سورة البقرة ذكر للطوائف الثلاث: المنعم عليهم ويمثلهم

المسلمون، والمغضوب عليهم ويمثلهم اليهود، والضالون ويمثلهم النصارى. وقد

ذكر في سورة البقرة الطائفتين الأوليين بما هو ظاهر، وفي سورة آل عمران ذكر

الطائفة الثالثة فيما يزيد على (120) آية من أولها.

النوع الثالث: مناسبات عامة:

وهي المناسبات التي يذكرها العلماء مطلقة في القرآن وهي كثيرة جداً أذكر منها نموذجاً للبيان.

- افتُتحت سورتان بقوله: يا أيها الناس وهما: سورتا النساء، والحج،

وذكر في الأولى بدء الخلق والحياة للإنسان: [يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم

من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء] [النساء: 1] ، وفي سورة الحج ذكر لنهاية هذه الحياة وبداية حياة أخرى: [يا أيها الناس اتقوا

ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم] [الحج: 1] .

شبهة وجوابها:

قد يقول قائل: كيف تطلب المناسبات بين الآيات والسور علماً بأنها نزلت

مفرقة كل واحدة منها في زمن يخالف زمن الأخرى، وفي قضية مغايرة لمضمون

ما جاورها؟ وقد أجاب عن هذا التساؤل الزركشي فيما نقله عن بعض مشايخه

المحققين فقال: (قد وهم من قال: لا يطلب للآية الكريمة مناسبة؛ لأنها على

حسب الوقائع المتفرقة؛ وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلاً وعلى

حسب الحكمة ترتيباً؛ فالمصحف كالصحف الكريمة على وفق ما في الكتاب

المكنون مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف) [16] .

ويزيد هذا الجواب إيضاحاً الشيخ محمد عبد الله دراز فيقول: (إن كانت بعد

تنزيلها جمعت عن تفريق فلقد كانت في تنزيلها مفرقة عن جمع، كمثل بنيان كان

قائماً على قواعده فلما أريد نقله بصورته إلى غير مكانه قدرت أبعاده ورقمت لبناته

ثم فُرِّق أنقاضاً، فلم تلبث كل لبنة أن عرفت مكانها المرقوم، وإذا البنيان قد عاد

مرصوصاً يشد بعضه بعضاً كهيئته أول مرة) [17] .

وبعدُ أخي القارئ فهذه كلمات وجيزة أردت بها تعريفك بعلم تفيدك معرفته

والاطلاع على حقيقته، واللهَ أسأل أن أكون موفقاً في بلوغ الهدف وتحقيق المقصود.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015