كلمة صغيرة
لم يعد سرا أن السياسة الأمريكية في جنوب آسيا ترتكز على التعامل مع الهند
باعتبارها حليفا استراتيجيا، والتعامل مع باكستان خادما ومنفذا للمشاريع الأمريكية
في المنطقة، وهذا يفسر الحساسية الشديدة لأي مشروع باكستاني يوصي بتحرير
كشمير أو يؤدي إليه. كانت المطالب والضغوط الأمريكية على باكستان لا تقيم أي
وزن للمصالح العليا الباكستانية أو كرامتها الوطنية. ولقد كان حرص رئيس
الوزراء السابق نواز شريف على البقاء في السلطة واعتقاده أهمية الغطاء الأمريكي
عاملا حاسما في تتابع أخطائه ومن ثم سقوطه.
وقد أحست أمريكا بعد أحداث كشمير الأخيرة أنها قد عرّت رئيس الوزراء
الباكستاني وأضعفته وتمادت في إثبات خضوعه لها؛ فبينما رفض رئيس وزراء
الهند السفر لأمريكا تم استدعاء نواز شريف إلى البيت الأبيض؛ حيث أجبر على
التسليم لمطالب الهند وطعن الجيش الباكستاني ومجاهدي كشمير من الخلف.
نعم سرعان ما أحست أمريكا أنها تمادت! ولهذا راحت تحذر الجيش من
القيام بأي انقلاب عسكري والإطاحة برئيس وزراء باكستان.
إن تصرفات أمريكا الهستيرية بعد الانقلاب وفرضها الحظر الدولى على
أفغانستان وفرض عقوبات أمريكية على باكستان - على الرغم من النقد الشديد في
الكونجرس للسياسة الأمريكية مع باكستان والاعتراف بتحيزها - يؤكد أن النظام
الجديد - أيا كان - لن يتلاءم مع المصالح الأمريكية، وهذا يعني بالتأكيد أنه أصلح
لشعب باكستان وادعى للتوازن في المنطقة.