المنتدى
عبد الكريم علي الشهري
قال تعالى: [أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون]
[العنكبوت: 2] وقال: [ولا تزر وازرة وزر أخرى] [الإسراء: 15] ، ففي
حال سنة الله - عز وجل - القائمة وهي سنة الابتلاء والامتحان هناك تنبيه منه -
جل وعلا - يقرر في النفوس الضعيفة التي لا تجيد فن الانقياد لله والسيطرة على
نفسها تنبيه بأنه ولا تزر وازرة وزر أخرى فالمحاسبة فردية والعقاب لا يتحمله
أحد عن أحد مهما كانت قوة النسب، وأشار إلى أنه [وكلهم آتيه يوم القيامة فردا] ...
[مريم: 95] ، فإذا كان هذا حال الوقوف بين يدي الله - عز وجل - إذاً لا عذر
لمن يتبع غيره في أمر من الأمور، إنما النفس هي المحاور الوحيد أمام رب البرايا- جل وتبارك - وكلهم آتيه يوم القيامة فردا لا مجال للتهرب فالذي أقَرّ البلاء سنة
على الخلق هو الذي سيحاسب كلاً حسب عمله وصبره وجهاده لنفسه، وليس هناك
مجال للتسويغ أو التجاهل؛ فالقضية جادة غاية الجد.
هناك ابتلاء وامتحان، المؤمن معرَّض له في ماله أو في أهله أو في قلبه
ضريبة للإيمان، وهناك في المقابل حساب فردي دقيق يحتاج إلى استعداد
وإصلاح للقلوب: [يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم]
[الشعراء: 88-89] ، فالقلوب تحتاج إلى تخلية من الأمراض الفتاكة: كالحسد، ... والحب في غير الله - جل وتبارك - وغيرها من الأمراض، ثم تحلية بالإيمان، والإخلاص، وحينها تكمل السعادة وتتحقق، والله! إنه: [ما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم] [فصلت: 35] .