المنتدى
ميسون بنت رشدي عبد الرحمن
ليس للخيال حدود؛ ولكن ماذا يعني الخيال؟ ! بعجالة بسيطة - هو في أحد
جوانبه الأمل والنظرة المستقبلية، هذا هو الخيال، عرفه الرسول صلى الله عليه
وسلم لأصحابه عندما خط في الأرض خطاً ثم رسم مربعاً ورسم داخله أسهماً،
وأخرج الخط خارج المربع فكان المربع أجل الإنسان، والخطوط هي النوازل
يحميه الله منها. أما الخط فهو الخيال الذي يمتد بالإنسان إلى خارج حدود أجله
ومملكته، وكم مات من مات دون أن يحقق هذا الخيال! !
الأمل خيال ونظرة في الأفق البعيد؛ لكن هل يمكن أن يستغل في خدمة
الإسلام؟ !
نرى الأمل ينقسم إلى أنواع حسب آمال الناس وطموحهم؛ فهذا أمله محصور
في شهادة، وذاك في تجارة، وآخر في مهنة وعمارة، وأولئك في المكسب الكثير
والملبس الوفير، وهكذا ... أما المسلم فهو طموح وله خيال وله أمل؛ لكنه ممتد
إلى خارج الأفق البعيد يرسم صورة جمالية له؛ بل لكل من حوله ومن يحمل مثله
اسم مسلم ... إنه يأمل للمسلم مثله ويخطط أن يراه سعيداً ويحب ذلك، يطمح في
سد جوعه وعريه ومرضه وأهم من ذلك جهله وما يعيش فيه من بعد عن الدين
بسبب انشغالنا عنه.
يأمل ويطمح، ويالها من كلمة جميلة لو استغلها المرء في خدمة دينه لتجاوز
حدود الكون وأرجائه مثل إسلامه تماماً لا حدود له، ومثل إخوانه أينما ذكر اسم الله
في بلد عددت ذاك القطر من صلب أوطاني.
خيال المسلم وأمله يسبح في بحر الإسلام وخدمته والتفنن فيما يسعده ويكمله لا
يقتصر على نفسه وأهله؛ بل يتعدى آفاق الكون إلى ما لا نهاية له ولا حدود.
فمتى يصبح الخيال من أجل الإسلام؟ ومتى يكون بلا حدود؟ ومتى تفنى
الأفكار في خدمة الدين؟ ومتى نستغل كل كبيرة وصغيرة من أجل ذلك؟ ! الأمر
ليس ببعيد وما زلنا في الحياة، ولعل نظرة تفاؤل تحل محل نظرة التشاؤم والتبعية، لتشرق شمس الهمة والجد والعمل للإسلام من جديد.